محمود الدنعو

السيسي في ألمانيا


[JUSTIFY]
السيسي في ألمانيا

منذ انتخاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعلاقة مصر بجارتها القارة العجوز لم تتم إعادة تفعيلها بعد الانتقادات الأوروبية للحكومة الانتقالية التي كان السيسي يشغل خلالها منصب وزير الدفاع للتعامليْن الأمني والسياسي مع جماعة الإخوان المسلمين وحكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، ومع أن الغرب عموما لم يبد أي ملاحظات تشكك في نزاهة الانتخابات الأخيرة التي جاءت بالسيسي رئيسا مدنيا منتخبا بدلا من كونه عسكريا في حكومة انتقالية، وصفت عند كثير من الدول الغربية بأنها انقلابية، وكان السيناريو المأمول أن تحدث انفراجة في علاقات مصر بدول أوروبا بعد الانتخابات، بينما الملاحظ أن علاقات الطرفين تعيش حالة جمود مرحلة من فترة ما قبل الرئيس السيسي الذي فور وصوله إلى الرئاسة سعى إلى إعادة تفعيل علاقاته مع روسيا، وربما كان ذلك أحد أسباب استمرار الجمود في العلاقة مع أوروبا، خصوصا أن زيارة مرسي إلى موسكو ترافقت مع حملة أوروبية أمريكية على موسكو بسبب ملف أوكرانيا، وجرى تفسير زيارة السيسي على أنها دعم لروسيا، ولاسيما وروسيا نفسها المهددة بالمزيد من العقوبات الأمريكية والأوروبية أعلنت أن مصر ستكون البديل لتوريد منتجات الألبان واللحوم والأسماك والمأكولات البحرية إلى روسيا لتعويضها المنتجات التي تم حظرها من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

واستغل الرئيس السيسي الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى مصر وزير الداخلية الإيطالي لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، استغل المناسبة ليدخل إلى أوبرا من مخاوفها الأمنية، حيث أكد السيسي عقب لقائه الوزير الإيطالي أن بلاده تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي أثناء تولي إيطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد، وبما في ذلك على صعيد التعاون والتنسيق الأمني للتصدي لمخاطر الإرهاب التي تتعرض لها المنطقة، التي ليست ببعيدة عن القارة الأوروبية التي تتشارك معها في البحر المتوسط، فضلا عن مخاطر عودة المقاتلين الأوروبيين المنخرطين في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة إلى دولهم الأوروبية.

التطور الأبرز في علاقات الطرفين جاء من خلال الدعوة إلى وجهتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للرئيس السيسي لزيارة ألمانيا لتدعيم التعاون بين مصر وألمانيا والارتقاء بها إلى مستوى أكثر تميزاً لاسيما على الصعيد الاقتصادي. وأشادت ميركل بالعلاقات التي تربط بين مصر وألمانيا، والفرص الواعدة لتعزيز التعاون الثنائي وصولاً بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب.

فهل تؤسس الزيارة المرتقبة للسيسي إلى ألمانيا إلى بدأ مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الأوروبية، حيث يحتاج كل طرف للآخر في إطار الحرب على الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي