محمود الدنعو

استفتاء أسكتلندا

[JUSTIFY]
استفتاء أسكتلندا

سؤال وحيد قد يبدو بسيطا ولكن الإجابة عنه أو بالأحرى مجموع الإجابات عنه قد تكون مدوية، السؤال الذي يجب الرد عنه من قبل ما يقارب 4 ملايين أسكتلندي الأسبوع المقبل عندما يتوجهون يوم الثامن عشر من سبتمبر لصناديق الاقتراع في استفتاء على سؤال: “هل ينبغي لأسكتلندا أن تصبح دولة مستقلة؟” وعليهم الإجابة بـ نعم أم لا؟

استقلال أسكتلندا عن بريطانيا العظمى في حال حدث ذلك، وهو مرجح بشكل كبير سيشكل صدمة كبيرة لبريطانيا التي ستخسر بالأرقام أكثر من 78 ألف كيلومتر مربع، من مساحتها البالغة 243 ألفاً و610 كيلومترات وعدد سكانها سينخفضون من 64 إلى 58 مليوناً و600 ألف، وستخسر 245 مليار دولار من دخلها القومي كل عام.

ولكن ما يخشاه البريطانيون أن استقلال اسكتلندا قد يفتح الباب إلى تفكيك المملكة المتحدة، فبعد أستكلندا قد تطالب أيرلندا الشمالية بالانفصال والانضمام إلى الجنوبية.

على المستويين السياسي والدبلوماسي حتما ستكون هناك عواقب وخيمة على انفصال أسكتلندا، فقد حذر رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جون ماجور من أن المملكة المتحدة قد تكون مضطرة لترك مقعدها في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، إذا ما جاءت نتيجة الاستفتاء مؤيدة لاستقلال أسكتلندا.

ولتفادي الخسائر الاقتصادية والسياسية تتسارع وتائر تحركات اللحظات الأخيرة من قبل لندن، فرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونائبه نيك كليج، وزعيم حزب العمال، إد ميليباند، يواصلون حملة ميدانيةً في أسكتلندا قبل الاستفتاء، يحاولون التأثير على قرار الأسكتلنديين من خلال مخاطبهم قائيلين: “نعرف أن هناك ما يفرقنا، لكن شيئا واحدا يجمعنا، وهو أن المملكة المتحدة أفضل معاً”.

حملة كاميرون ورفاقه ينظر إليها على أنها جاءت متأخرة بعد أن باتت النتيجة شبه محسومة لصالح معسكر الانفصال، والضغوط الحزبية والشعبية على كاميرون كونه فرضاً في الوحدة البريطانية، وتمزيق التاج البريطاني رغم حرص ألكس سالموند، رئيس الوزراء الأسكتلندي وزعيم الحملة الداعية للاستقلال، على الطمأنة بالتأكيد على أن أسكتلندا المستقلة ستحتفظ بالعملة نفسها وبانتمائها إلى الاتحاد الأوروبي وبالولاء للملكة اليزابيث الثانية، لا شيء يبدو مضمونا من كل هذه النقاط وغيرها.

تواصل الصحف البريطانية اهتمامها المبكر بالاستفتاء المرتقب وجاء في افتتاحية (فاينانشال تايمز) أن نتيجة الاستفتاء، غير متوقعة (على نحو يثير القلق). ونشرت (الفاينانشال) صفحتها الأولى بتقرير حول تراجع قيمة الجنيه الإسترليني على خلفية الاستفتاء.

أسبوع واحد تبقَّى أمام أنصار الوحدة وعمل شاق لإقناع الناخين بالتصويت لصالحها، خصوصا وأن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى فارق ضئيل بين المعسكرين مع تزايد أعداد الذين لم يحسموا أمرهم بعد بسبب مخاوفهم من تدهور الحالة الاقتصادية بعد الانفصال.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي