تقنية معلومات

إلزام ويكيبيديا بالكشف عن هوية محرر تورط بقضية ابتزاز


في سابقة قضائية هي الأولى من نوعها، أفادت تقارير صحافية بريطانية بأن أحد القضاة في المحكمة العليا بلندن أصدر حكما ً يلزم الشركة الأم لموسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية على شبكة الإنترنت بالكشف عن عنوان الآي بي IP الخاص بأحد محرريها المسجلين، وبالتالي الكشف عن هويته، بعدما اتهمته امرأة بأنه حاول ابتزازها بإقدامه على نشر تفاصيل “حساسة” عنها وعن طفلها الصغير، على صدر المدخل الخاص بها على الموسوعة، في انتهاك واضح لخصوصية المستخدمين.

وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية إن القاضي، جستيس توغينداهت، بادر بإصدار ذلك الحكم بعد سماعه عن تلقي الأم اخيرا خطابات من مجهول يهدد بالكشف عن تفاصيل حياتها التجارية ومطالبات المصاريف المهنية للصحافة. ونقلت الصحيفة عن القاضي قوله :” تعتقد الأم ببساطة أنها هدفا ً لمحاولة ابتزاز. وبحسب المعلومات المطروحة أمام المحكمة، فإن لديها الحق في هذا الاعتقاد”. وحول الواقعة، تقول الصحيفة إن مستخدم ويكيبيديا مجهول الهوية اجرى “تعديلا” على الصفحة الخاصة بالأم، وقد تطرق من خلاله إلى طفلها الصغير وكشف عن معلومات سرية وحساسة عن كليهما.

وتعتقد الأم الآن أن الشخص الذي أرسل لها خطابات التهديد قد يكون هو نفس الشخص الذي حاول ابتزازها. في حين يقول القاضي إنه من غير المؤكد ما إذا كانت هناك أي صلة بين كاتب الخطاب المجهول ومحرر ويكيبيديا المتطوع، وأن “مجموعة المشتبه بهم” قد تشتمل على مستشارين محترفين بالشركة التي تعمل بها الأم. ورغم عدم وقوع مؤسسة “ويكيميديا”، المالكة للموسوعة ومقرها ولاية فلوريدا الأميركية، تحت الاختصاص القضائي للمحاكم البريطانية، إلا أنها قالت إنها ستكشف عن عنوان الآي بي إذا وصلتها أوامر بذلك.

وفي ذات السياق، أدلى صحافيون باعترافات أمام المحكمة يؤكدون فيها أن شخصاً حاول أن يبيع لهم قصة متعلقة بأم وابنها. في حين ردّ القاضي بتأكيده على أنه وبغض النظر عن الشخص المتهم، فإن هناك قضية شائكة للغاية حول انتهاك أحد الأشخاص لمجموعة من البيانات الخاصة. كما أصدر أوامره بعدم الكشف عن هوية المرأة وطفلها في وسائل الإعلام بالنسبة لتلك القضية. يذكر ان ويكيبيديا انشئت منذ ثمانية أعوام كموسوعة حرة من جهد المتطوعين، الذين يمتلكون القدرة على تحرير وتحسين وتحديث المحتوى. وسرعان ما تحولت الموسوعة إلى واحدة من أكثر عشرة مواقع استخداماً على الإنترنت.

كما تعتبر الموسوعة المرجع الأول للعديد من الاستفسارات التي يجريها المستخدمون على الإنترنت، وذلك لأن صفحاتها غالبا ً ما تعتلي نتائج البحث في غوغل وياهو. وتأتي تلك القضية لتثير زوبعة من جديد حول مسألة الخصوصية التي سبق وأن تعهدت الموسوعة بالاعتناء بها، منعا ً لتعرض صفحات الأشخاص لأعمال القرصنة أو ما شابه ذلك، خاصة ً وأنها قد أعلنت الصيف الماضي عن استعانتها بمجموعة من المحررين المحنكين للإشراف على التغييرات التي تطرأ على الموسوعة من دون مقابل مادي. وتلفت الصحيفة إلى أن هناك بعض الصفحات المحمية بالفعل الآن من الهجمات العبثية الخبيثة كالصفحات الخاصة ببريتني سبيرز وجورج بوش وباراك أوباما.
المصدر :ايلاف