محمود الدنعو

إيبولا أم داعش


[JUSTIFY]
إيبولا أم داعش

ليس في الأمر خيار أمام الرئيس باراك أوباما الذي يخوض حربين في آن معا ضد وباء إيبولا الذي ضرب دول غرب أفريقيا مخلفا أكثر من 2400 ضحية، وضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق وسوريا، وتماما كما فعل ضد داعش، دعا الرئيس الأمريكي إلى تحرك دولي سريع ضد وباء إيبولا، مشيرا إلى أن الوباء لا يشكل تهديدا للأمن الإقليمي فحسب، إنه تهديد محتمل للأمن العالمي إذا انهارت هذه البلدان وانفجرت اقتصاداتها وأصيب سكانها بالهلع، وأضاف أن “العالم يتحمل مسؤولية التحرك في شكل أكبر”، مؤكدا أن الولايات المتحدة مستعدة لأداء دور محرك في مواجهة وباء ينتشر ” بشكل استثنائي”.

الرئيس الأمريكي الذي أكد في مواجهة داعش بأن جيشه لن تكون له مهام قتالية في العراق، يعلن إرسال ثلاثة آلاف جندي إلى ليبريا لمحاربة وباء إيبولا، يرغب في تحالف عريض لمواجهة إيبولا على غرار تحالفه ضد داعش، التي يقول إن الحرب ضدها لن تكون حربا أمريكية فقط، فهناك بعض الدول التي ستساعدنا في الغارات الجوية مثل فرنسا وبريطانيا. أما بخصوص إيبولا، فإن الولايات المتحدة اقترحت مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى تحرك دولي ضد تفشي الوباء، ودعا الرئيس الأمريكي إلى تحرك دولي لمواجهة الفيروس، مشيرا إلى أن هذا التحرك يمثل أكبر استجابة في التاريخ لمكافحة وباء، وقال إن بلاده ستقود العالم في هذه المواجهة.

إذن أمريكا ستقود العالم في مواجهتين متوازيتين من جهة التوقيت ضد داعش وإيبولا، وستجد تحالفات عريضة في المعركتين، إلا من بعض الاستثناءات مثل روسيا التي ترفض الانخراط في الحلف الأمريكي ضد داعش لقناعتها بأن الولايات المتحدة تستغل داعش كحصان طروادة لإسقاط نظام الأسد في دمشق الحليف الاستراتيجي لروسيا، الموقف الروسي غير المتحمس لحرب أمريكا على داعش يبدو طبيعيا ومتوقعا في ظل العلاقات بين الطرفين والمواجهات المفتوحة في أكثر من ملف ومنطقة ساخنة حول العالم، ولكن اللافت في الأمر هو ما يتعلق بردة الفعل الروسي تجاه الدعوة الأمريكية لتحرك دولي ضد وباء إيبولا، فقد فجرت صحيفة (البرافدا) الروسية المقربة من الكرملين والمخابرات الروسية، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما قالت بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي اختلقت فيروس “إيبولا” وطورته منذ ثلاثين عاما ليكون سلاحها البيولوجيّ المقبل، وهي تملك اللقاح ضده لتتحكم في العالم، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تبث القلق من الفيروس عبر وسائل الإعلام وتقدّم العلاج لاحقاً محقّقة مكاسب ربحية كما فعلت مع فيروس “إنفلونزا الطيور”.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي