محمود الدنعو

مناهضة الإسلاموفوبيا


[JUSTIFY]
مناهضة الإسلاموفوبيا

مع الاهتمام الإعلامي الواسع الذي تحظى به أنشطة المنظمات المتشددة على غرار داعش، وما شاكلها ذبحاً وتنكيلاً بالبشر باسم الدين الإسلامي، تتمدد مساحات الكراهية للإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية، خصوصا وأن ما تتدواله وسائل الإعلام دائما يقع في الجانب المظلم، ويدفع بالجاليات المسلمة في الدول الغربية إلى موقف المدافع والشارح والمفسر لحقيقة الإسلام وبراءته من كل ما يرتكب زورا وبهتانا باسمه، وهذا يرهق تلك الجاليات التي كانت تعد نفسها للدعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن من خلال تطبيق نموذجي للمسلم الذي يمشي بين الناس بالخير، ويسعى للعمل والإنتاج والتطور دون أن يكون معزولا أو منبوذا من قبل مجمتعمه الذي ارتضى العيش فيه، طالما ظل يقوم بواجب المواطنة، كما ينبغي دون تمييز بسبب ديانته.

هذه الموجة الراهنة من الحملات الإعلامية لـ (شيطنة) المسلمين إن جاز التعبير باتت تقلق الكثيرين حتى من غير المسلمين في أوروبا، فالأسبوع المنصرم شهد مقر معهد العالم العربي في باريس ندوة بعنوان: (لأجل المسلمين)، تحدث فيها الكاتب ادوي بلينيل مؤسس صحيفة (ميديا بارت) صاحب كتاب (لأجل المسلمين) الذي يعد أحد أكبر المدافعين عن المسلمين في أوروبا قال بلينيل في تلك الندوة إن واحدا من أعمدة الجمهورية الفرنسية هو المساواة، وإن الفرنسيين من ديانة إسلامية، يجب أن يتعاملوا وأن يتم التعامل معهم على هذا الأساس في إطار دولة علمانية تعمل على الإدماج وليس التماهي، الذي يدفع الآخر إلى الانسلاخ من خصوصيته التي تعد ثراءً للتنوع والوحدة الإنسانية.

المحاضر تحدث عن كتابه (لأجل المسلمين)، واصفاً إياه بأنه عبارة عن جرس إنذار ضد القراءات الجاهزة والتصورات الجاهلة للإسلام، قائلا “هو كتاب لأجل المسلمين كما كان لأجل اليهود والسود والغجر.. إنه كتاب لأجل فرنسا بكل بساطة”.

في ألمانيا المجاورة لفرنسا نظم مسلمو ألمانيا بعد صلاة الجمعة مجموعة من الفعاليات ضد العنصرية والتطرف وغياب العدالة في رسالة قوية من أجل التسامح.

ومع تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام دعت منظمات حقوقية ومناهضة للعنصرية زعماء الاتحاد الأوروبي وصناع القرار للاعتراف بالإسلاموفوبيا كشكل من أشكال العنصرية والتصدي لهذه الظاهرة المتزايدة. وتأتي هذه الدعوة في إطار اليوم الأوروبي لمناهضة الإسلاموفوبيا الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام. وكانت الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان أجرت استطلاعا على الانترنت أظهر أن المسلمين هم الفئة الثانية الأكثر استهدافا من قبل خطاب الكراهية على الإنترنت في أوروبا.

من جهتها، اعتبرت الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية في بيان أن الإسلاموفوبيا شكل من أشكال العنصرية التي تستهدف الأفراد أو الجماعات.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي