جريمة بشعة تتحدث عنها النيل الابيض :مقتل «صديق» «الدانكوك» شهد تفاصيل الجريمة..
حياة يملأها البؤس.. اناس يبحثون عن وسيلة لمقاومة مر الفقر وهو يأخذهم الى فوهة التهلكة حين ولت اطواق النجاة هاربة. شريط من البؤس والبؤساء تضيع ملامحه كلما اوغل الزمان وهو مكشر عن انيابه في قرى تتمدد على شاطيء النيل الابيض تبحث عن الهدوء الذي كان وعن الوداعة وضوء القمر وحكايات السمر قبل ان تأخذها العاصفة وتتحول الليالي القمرية الى ظلام مرعب وكابوس تفاصيله غاية في الاثارة..قتل.. سرقة.. جهل.. فقر.. خوف.. انها حكايات نروي تفاصيلها من بعض قرى بولاية النيل الابيض.
مقتل الصديق
«صديق منصور علي مصطفى» شاب لم يتعد ربيعه «53» عاماً عاش في قرية اولاد ناصر طفولته وسنوات شبابه القصيرة في هدوء دون ان يثير ضجة وكانما القدر يسطر ان تكون الاثارة بعد موته الذي يوضح الحالة التي آلت اليها القرى.
كعادته خرج صديق من منزله في العاشرة من صباح يوم الحادث متجهاً نحو عمله «تشييد المنازل» مر اليوم بساعات نهاره الطويلة وصديق لم يعد حس قلب الوالدة بان شيء غير عادي قد حدث لابنها.. استمر الحال هكذا حتى تمكن القلق داخل الاسرة حين اسدل الليل ظلامه ولم يعرف مكان «الصديق» كما يسميه اهله وفي اليوم الثاني كانت الساعات تمر بطيئة والقرية ملأها الضجيج والكل يبحث عن الصديق حتى ادركتهم شمس المغيب، للمستور ساعة حتى ينكشف وفي تلك الاثناء وقبل ان يتسلل اليأس الى قلوبهم سال ابن اخت الصديق الصغير احد الافراد عن خاله الغائب فرد عليه بانه لم يره لكنه رأى شيئاً على النيل دون ان يتبين ملامحه، لم يكذب ابن اخته الخبر واتجه نحو النيل ومعه عدد من افراد عائلته ليجدوا الصديق جثة طافية يحملها نيل بحر ابيض الهاديء ومن هناك انطلق الصراخ «صديق اتكتل» لم يبق احد في منزله ليشهد ما لم يشهدوه من قبل وفي موكب يتبعه الفزع حمل اهل والقرية جثمان الصديق الى منطقة «المرابيع وداللبيع» قرر طبيب الوحدة الصحية نقلها الى مدينة «ربك» وكتب بعدها الطبيب تقريره بان الوفاة كسر في الرقبة عاد اهل الصديق بابنهم المقتول ليتم تجهيزه الى مثواه الاخير ولم يدروا بان هنالك خيطاً من الجريمة سينكشف ساعة «غسله».
كشف اللغز
شقيق المرحوم ابراهيم منصور لاحظ اثناء تجهيز اخيه بان عينه وجزء من لسانه لا وجود لهماـ.. من هنا خرج الخبر تفشي بين الناس وكان ريحاً نشرته فلا حديث يدور في تلك القرى والمدن في بحر ابيض سوى مقتل صديق والتمثيل بجثته.
دفن الصديق ودمع والدته كان يترقرق على عينها يقاوم النزول قبل ان تعرف قاتل ابنها وكيف اخذت أعضاؤه؟
رحلة البحث عن القاتل لم تمكث وقتاً طويلاً فالمتهمون كانوا متواجدين في سرادق العزاء وهم آخر من رآهم الناس مع الضحية أخذوا الى مدينة ربك للتحقيق والسؤال مازال معلقاً لماذا اخذت عينه ولسانه؟
ادوات دجل
المتهم «أ. م» كانت تحوم حوله الشبهات في ممارسة عمله فقد وجد من تلك القرى وكراً آمناً وارضاً خصبة تساعده على طرح نفسه «شيخاً» يعالج الناس فكانت تلك الستارة التي علقها على مسرحه في ارض كساها الجهل والفقر عندما جفت جداول المياه من مشروع الاعاشة الذي اصبح في خبر كان.
المتهم «أ. م» بشهادة اهل القرية كان يغير عربته مثل ملابسه عربة لاندكروزر واخرى نيسان وبوكس دبل وعربة اتوس وكان يسافر الى دول الخليج ويعود بعد ان تكون جيوبه اكتنزت بالنقود.
تفاصيل الجريمة
الاستاذ الحاج اسماعيل المحامي الذي تولى شؤون القضية قال ان المتهمين بقتل صدق هم شخصان احداهما صديقه ويقال انه في يوم الحادث تناول وجبة الغداء معه بعدها اخذ المرحوم والمتهم «أ. م» عربة الاخير واتجها نحو النيل على مقربة من مكان يسمى «الدانكوك» محل لاعداد الخمور هنالك التقوا بالمتهم الثاني وثلاثتهم قاموا بغسل العربة وفي تلك الاثناء حدثت مشاجرة بين المرحوم والمتهم الثاني الذي ناوله ضربة في رأس لم ترده قتيلا فنهض من على الارض ولكن لم تنجح محاولته فلحق به المتهم الاول ولف رقبته لتكون نهايته على يده.
ريا وسكينة
كيف تتحول الوداعة الى وحش وغول؟ كيف تصبح الاساطير واقعاً؟ انه الفراغ الامني الذي يسيطر على تلك القرى من خلال زيارتنا لقرية «اولاد ناصر» وما جاورها لاحظنا ان لا وجود لمخفر شرطي وان محل الخمور فيها تزايد بل ان حجمها اصبح اكبر من القرية نفسها وهي تترنح فوق بؤسها عطالة وانعدام خدمات لا كهرباء تضيء الظلام وتكشف عورة «الدانكوك» محل الخمور المتخفي على النيل ويقوم بدور «النداهه» في الاساطير القديمة وكيف تصطاد الضحايا على الشاطيء.
هكذا اصبح الحال في القرية.. المواطنين يشتكون لطوب الارض من فقرهم وقلة الحيلة في تغير واقعهم المخيف. اكثر من «4» جرائم قتل خلال هذا العام في قرى تحيط باولاد ناصر مواطن تغتاله ايدي اللصوص وهو نائم يحلم بغد افضل واغنامه من حوله تكفيه شر العوز دون ان يدري بانها ستكتب له النهاية.
فالقتل اصبح على طريقة «ريا وسكينة» لا تكفيهم السرقة فيقتلون من اجل الحصول على بعض جنيهات هكذا يشتكي المهندس محمد بشرى احد ابناء تلك القرى حين وصفها بالسجن الكبير فالفاقد التربوي يتكدس بداخلها وشباب لا يجدون ملاذا سوى الذهاب «لحواكير» الخمور التي خلفت جيلاً كاملاً من الضياع حيث يلجأ البعض للسرقة التي تقود الى القتل.
ليست النهاية
انتبه قبل ان تسير وحدك في الظلام في تلك القرى فقد يقطع عليك الطريق احد المتسكعين ويزهق روحك من اجل «ملاليم».
مقتل صديق لم يكن نهاية التفاصيل المرعبة طالما ان المكان يفتقد لوجود شرطي رغم المطالبة المستمرة بالنظر في قضية محلات الخمور التي «زادت الطينة بلة» على الرغم من غرابة مقتل صديق لاتزال القضية قيد التحقيق ومحلات الخمور بطلة الكوابيس كما هي لم تحرك النداءات ساكن الوالي!
سلمى سلامة :الراي العام
,,,,,,,,,,
السلام عليكم ,,,
الاخت سلمي.
نرجو منك ان تكملي لنا ,
تفاصيل تلك القضية ,,,
(قضية الدنكوك)
,,,,,,,,,,,,,,جزاك الله الف خير