منى سلمان
كان ما غشّوكم .. كان ربّوكم ؟!

تعال هاك الحاجة الحلوة دي !
فيتخلى الصغير عن حيائه بفعل الإغراء ويأتي مسرعا، ويحاول فتح اليد ليحصل على (الحاجة الحلوة)، فيكتشف أن اليد انما تقبض على الريح ..
(غش الشفع) لم يكن يقتصر على ثقلاء الضيوف فقط، بل يمارسه الآباء للإفلات من ألحاح الأطفال وإصرارهم على الحصول على مطلباتهم (حمري جمري)، دون مراعاة لظروف (الجيب المقدود) وتشابه آواخر الشهر على فلسته مع أوائله ..
وتمارسه الأمهات بمزاج منذ وجود الطفل في اللفة، عندما تقوم الوالدة بدس قطعة البلاستيك في فم رضيعها فيمتصها بنهم ويحسب أنه إنما يرضع الحليب، ولكن لا ينوبه منها سوى رضاعة (الهوا البنفخو) .. والغريبة رغم أن أسمها (السكّاتة) إلا أن بعض الأمهات ماركة الدقة القديمة يسمينها بإسمها الحقيقي (الغشّاشة) ..
حكى سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال:
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبيّ صغير فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله .. تعالى حتى أعطيك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما أردت أن تُعطيه) قالت: تمرا.
فقال:(أما إنَّكِ لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة).
قد لا يتنبّه الآباء والأمّهات إلى إن هذا الغش، يدخل في باب الكذب الذي يؤثم عليه قائله، فكثيرا ما يسمع الأطفال مقولة (لو ما غشّوكم كان ربّوكم ؟)، من الكبار عندما يتعرضون لـ (غشة) اليد الفاضية، وبكرة بجيب ليك معاي حاجة حلوة، وبعدين بوديك الحديقة، وأول ما أجيب الماهية بديك القروش الشلتها منك .. عندما تقوم الأمهات بالإستلاف ساعة الزنقة من حصالة الأبناء فتتحول إلى ديون هالكة يتجدد الوعد بأوان تحصيلها مطلع كل شهر !
رغم أن الإسلام تحريما قاطعا ونهى حتى عن غش الأطفال، إلا أنه أقر الكذب في ثلاث مواضع .. الحرب وإصلاح ذات البين وكذب الزوجين على بعضهما – ليس الكذب المطلق ولكن من أجل حصول المودة والحب بينهما .. يعني غش بالريد وبس !!
يحكى أن صاحبيا يدعى (ابن أبي عذرة الدؤلي)، كان قد أخذ بيد (عبد الله بن الأرقم)، حتى أتى به إلى منزله، ثم قال لامرأته: أنشدك بالله هل تبغضيني؟ فقالت:
لا تنشدني.. فقال: فإني أنشدك الله .. قالت: أما وقد ناشدتني بالله فـ نعم أبغضك .. فقال لابن الأرقم: أتسمع؟ ثم انطلقا حتى أتيا عمر رضي الله عنه فأخبره، فأرسل سيدنا عمر (رض) إلى امرأة ابن أبي عذرة، فجاءت هي وعمتها، فقال لها:
أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه؟ فقالت: إني أول من ثاب وراجع أمر الله تعالى.. إنه ناشدني الله، فتحرجت أن أكذب.. أفأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، فاكذبي! فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب !!
على قولة د. فتح العليم .. شايف كيف؟ إنو سيدنا عمر لم يتحرج من أن تقسم المرأة كذبا لتثبت لزوجها أنها بتموت في دباديبو؟!! ورغم ذلك فنحن ننشئ الصغار على تربية الغش، فيمارسونه كبارا بـ حرفية عالية، حيث ترسّخ في نفوسهم منذ الصغر أن المخرج من أي زنقة لا يتأتى سوى بالغش .. ولا يتوقف (الغش) وعدم تحري الصراحة والصدق على التعامل مع الأطفال، بل تتشربه الفتاة المقبلة على الزواج كوصية واجبة التعليق في الأذن كـ (الحلق)، فأول ماتوصيها به الحبوبات هو:
الراجل ضل ضحوة .. إن نمتي فيهو بفوت يخليك للشمس !
فلا يجب لعاقلة أن تركن وتنوم قفا لـ (ضل) قابل للإسراب من بين يدها، وبالتالي فلا يجب أن تعطيه سرّها أو تشركه في همّها، ومن أغرب ما سمعت من (أمي) في هذا المجال وصية سمعتها هي – من أمهاتها حيث كانوا يوصون البنات المقبلات على الزواج، من ضمن العديد من الوصايا بعدم تقطيع اللحم أمام الزوج ! فعندما يحضر الزوج كيس أو قفة اللحمة والخضار لزوجته، فعليها أن تحملها وتوضبّها بعيدا عن أنظاره !!
وعندما سألت (أمي) عن الحكمة من هذه الوصية الغريبة أفادتني بالأغرب، وذلك بأن حجم اللحم ينكمش بعد وضعه في النار عن حجمه وهو (ني)، فإذا قامت الزوجة بتقطيع اللحم أمام زوجها فسيلاحظ عند تقديمه له مطبوخا، أنه أقل كمية من الحجم الذي رأه بأم عينيه أثناء التقطيع، فيوغر بذلك صدره على زوجته ويتهمها بأنها (قاعدة تقوم بنص اللحمة ضرب غمّاتي) لوحدها وتتجود عليهم بما يتبقى !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



سلمت هاى الأيادى أستاذة منى ، مقال رائع كروعة الكاتب. الصدق من أنبل الخصال التى يتحلى بها المؤمن، وعكسها تماما شيمة الكذب نسأل الله العافية، وعن الحديث فيما معناه ،عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر و ان البر يهدي الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و اياكم و الكذب فان الكذب يهدي الى الفجور و ان الفجور يهدي الى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .( عشان اكون صادقة منسوخة ، كتر خير قوقل).
لا بد من غرس صفات المؤمنين فى أنفسنا حتى تنعكس على أبنائنا.
اختي المنينه بت عشه ام الرير الصدق هو الاقرب الي الحقيقه بل هو الحق .تخيل طفل توعده بشي ولكن لايجد غير الغش مستقبلا كيف رايه في مثل هذا الموقف يري الكل كاذب .الحريم دائما عندما تكون مقدمه علي الزواج او قبل قمة المثالية ولكن بعده التحمير والتكشير وبرضو لو غشوكم ما ربوكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تحياتي
الاستاذة الفضلى تحياتي انت صحفية وكاتبة بارعة لا تحتاجين لتزكية او دفاع من احد فانت اقدر من غيرك على الرد لمنتقديك سواء ان كانوا محقين ام غير ذلك
ولكن نذكر المعلقين بما قلتيه من قبل عندما احتدم النقاش في موضوع سابق بين المعلقين حيث قلت فيما يعني ( ان هذه الراكوبة للمحنة والتواصل وليس للاقصاء) لو يتذكر الاخوان هذا الحديث يكون جيدا
اخطاء لوحة المفاتيح لا ينبغي ان نوجه نقدا لبعضنا البعض في شانها فالقاف والغين لا يفصل بينهما سوى الفاء في لوحة المفاتيح ثم اننا سودانيون لا يشكل الخلط بين القاف والغين عيبا لغويا عندنا وذلك لشيوعه بيننا
اذا وقعت كلمة حذائه في محل نصب وقمنا بكتابتها مكسورة اي اننابدل حذاءه كتبنا حذائه فهذا لا يعني عدم معرفتنا باللغة وانما لان الهمزه على السطر مجاورة تماما للهمزة على نبرة في لوحة المفاتيح ولا ما كدة يا اخ ابو عبدالله
كلنا نكتب وننتقد ونطري لهذا حديثه ونقرظ لذاك والصحفي قد لا يكون لديه من الوقت ما يتيح له لان يرد على الكل ولكن نحن كممعلقين لدينا ميثاق شرف ينبغي ان نلتزم به حتى ولو لم يكن ميثاقا مكتوبا كقانون الصحافة
فهلا اعارني الاخوة المعلقين آذانهم ولو للحظات؟؟؟؟؟
ومعذرة للاستاذة على المداخلة التي لا تمت للموضوع بصلة ولكن لنا عودة ان شاء الله لموضوع الغش.. ودمتم!!!
الأخت الفاضلة الأستاذة منى سلمان لك التحية وأنت دوما تطرقين إنذارات مبكرة لمجتمعنا الذى بدأت تندثر فيه القيم الفاضلة … ولكن هذا الموضوع الحساس وخصوصا كذب الأزاج عواقبه وخيمة وفد تصل الى حد الإنفصال فعليه أرجوا توخى الدقة … ملحوظة هذة هى أول مرة اراسلكم فعفوا
التحية للدكتورة ….. الصدق فى اقوالنا صدق لنا …… والكذب فى افعالنا أفعى لنا
تسلم الاخ عبدالواحد ولك التحيه الاخت بت سلمان ( ود موسى )
يا حقهن النسوان غلاد وليهن جضوم ، ياكلن اللحم البنجيبه ليهن بالدس ويخلن لينا العضام نكدكد فيهن مع الشفع.