قير تور
أخطاء على الطريق
أكثر ما لفت نظري خاصة في الخرطوم ، أن أغلب رجال شرطة المرور الموجودين على الشوارع ، يكادون يقومون بالتوعية إلا في حالات نادرة جداً. في الوقت نفسه تجدهم يميلون إلى التحذير والعقوبة.
وحتى هذه العقوبات التي يتم إنزالها على سائقي السيارات خاصة المركبات نجدها خالية من أهدافها الحقيقية الأصلية التي من ضمنها إعادة المخطيء إلى الطريق الصحيح .. بل العكس إن العقوبات التي يتم إنزالها عبارة عن غرامات مالية فقط غالباً ما يعود إليها السائق وصار مفهوماً لدى الكثيرين ضرورة ملء الجيب لمقابلة حاجة الإيصال اليومي.
وعندما أقول بأن التوعية تكاد تكون غائبة تماماً عن قاموس الكثيرين ، فالمثال الذي أعطيه أخطر لأقرب خطوط مشاة مرسومة على شارع الظلط ، تجد السيارات لا تلتزم بها.
عدم التزام سائقي السيارات خاصة إذا كانوا يحملون رخصاً سارية للقيادة يعني إحدى اثنتين الأولى : جهل السائق بأهمية الخطوط البيضاء المرسومة على الشارع ولذا فهو لا يلتزم بالوقوف للسماح للمشاة بالمرور .. وإذا صح هذا الافتراض يبقى السؤال كيف تم منح الرخصة لهذا الشخص وهو يجهل أبسط مبادئ القيادة في الشارع. أما الثانية : فهي أن السائق يعرف تماماً أهمية خطوط المشاة لكنه يتعمد تجاهلها متجاوزاً القانون ومشكلاً خطورة على حياة المارين .. وفي هذه الحالة لماذا لا يتم سحب رخص امثال هؤلاء ؟ هل يكفي دفع الإيصال اليومي الذي لا يتعدى الـ30 جنيهاً لردع المخالفين ؟. إن الأخطاء في مثل هذه الحالات تكون مشتركة أولاً من رجل المرور الذي لا يعطي عقوبة رادعة للسائق بجانب القيام بالتوعية ، فهو عندما يكتفي بقطع الإيصال يكون قد فتح الباب لمثل هذا السائق لتكرار عمليته مرة أخرى لأنه لو تم تهديده بسحب الرخصة فسيكون حريصاً أكثر في المرات القادمة. ثانياً السائق يخطيء ضد القانون والإنسانية عندما يظن نفسه بلا مسؤولية عندما يدفع مبلغاً من المال لرجال المرور ، فهو يشكل تهديداً على حياة المارة عندما لا يحترم علامات المرور والطرف الثالث في استمرار هذه الإشكاليات نجد المشاة أنفسهم سيساهمون بقدر كبير في فوضى الشارع. فأغلب المشاة يجهلون تماماً ماذا تعني علامات المرور أكانت تلك المرسوم على الأرض أو الموضوعة على أطراف الشارع. نتمنى من رجال المرور القيام بالتوعية حتى يساهم المواطنون في تقليل الأخطاء على الطريق.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 950- 2008-07-06