السمح من يومو سمح
لأهلنا الكبار حكمة بليغة تحكي عن معادن الناس، وكيف أنها لا تتأثر بالتقلبات الظروف ومعالجة صروف الحياة .. تقول الحكمة:
(السمح من يومو سمح .. أن زرعوهو عيش بقوم قمح) !
للحكمة جانب آخر (الما نافع .. ما نافع)، كانت أمي تذكرنا به عندما ترغب في تشجيعنا على ترك أمر غير مجدي ولا فائدة من وراءه، ومهما بزلنا من جهد لانجاحه فلن نكون إلا مثل من ينفخ في قربة مقطوعة لن يناله من المحاولة سوى قطعة النفس ..
مع تحفظي الشديد على مبدأ تعليق ملابس المشاكل العائلية على حبال الفضائيات لتجف على الهواء مباشرة، ولكني كثيرا ما اتوقف لمتابعة الحلقات التلفزيونية التي تعنى بهذه المشاكل .. شمار وكدا، ومن ذلك متابعتي لاحدى حلقات برنامج خليجي يعنى باستقبال المشاكل العاطفية والزوجية للمشاهدين، ولعل صاحبة البرنامج تميل للجرأة والردود الحاسمة وقد تميل للتطرف في طرحها للحلول .. اتصلت عليها شابة متزوجة منذ بضع سنوات وحكت لها عن مشكلة مادية عويصة نشبت بينها وزوجها، وذلك لان الحكومة قامت بتعويضهم عن منزل لهم عندما رغبت في استغلال موقعه لمشروع استثماري ..
سبب المشكلة ان الحكومة قسمت مبلغ التعويض نصفين وسلمت لكل منهما نصيبه، فطلب منها زوجها ان تسليمه نصيبها، بزعم أنه ليس من حقها كما زعمت الحكومة فهو صاحب البيت ومالكه ! ثم تصاعد الخلاف وتحول لحرب نفسية شنها عليها الزوج، في سبيل اجبارها على تسليمه مبلغ التعويض، وتمادى في الخصام والمقاطعة بل والتشكيك في اخلاقها والحديث عنها بالسوء لمعارفهم، وتطور الامر لدرجة انه طلب منها مغادرة بيت الزوجية والعودة لاهلها على طريقة (الباب يفوت فيل)، ولكن الشابة المسكينة أصرت على تجاهل كرامتها والبقاء معه عل وعسي ان تنصلح الأمور!!
ثم انداحت الشابة الممكونة أكثر وحكت بأنها تزوجت من هذا الشاب لانها كانت تحبه، ورضيت به رغم علمها بعيوبه فقد كان بخيل ..سكّير .. وزير نساء وبه (السبعة عواير) !!
لم تصبر الدكتورة على سماع بقية القصة وسألت الشابة:
سكير وزير نساء وبخيل ويريد أن يأخذ مالك غصبا وبعد يريد طردك من بيتج ؟!!!
أمنت الشابة على صحة المعلومات، فعادت وسألتها:
حبيبتي .. يا بعد عمري .. عندك صابون مطهر ؟!
أجبتها الشابة بدهشة أن (نعم) فما كان منها إلا أن قالت:
أغسلي ايدينك منه بالصابون .. انتصري لكرامتك وسيبيه ده مش نافع ربنا يعوضك !!
تهور صاحبة البرنامج وتشجيعها للشابة كي تطلب الطلاق، ربما كان عائدا لطبيعتها المستقلة المعتدة بنفسها بصورة تجعلها لا ترضى لامرأة اخرى ان تبقى على الضيم، وتنسى انه عندما ترزأ المرأة بزواج فاشل، ترضى بتحمل العيشة الصعبة في سبيل الاولاد، أو خوفا من حمل لقب مطلقة، وتحمّل حكم المجتمع الذي ينظر لها على انها المخطئة .. تظل تلك الزوجة متنازعة بين الاستمرار في الزواج فتخسر حياتها، أو تنفصل فيخسر اطفالها الاستقرار، ولكن احيانا يكون استمرار الزيجة يؤدي لجريمة في حق الابناء، فليس من مصلحتهم في شيء أن يروا كل يوم والديهم في خلاف وشجار .. صراخ ومزاعطة ومجابدة، بصورة تحول حياة جميع اهل البيت لنكد وحزن، فهنا يبقى ابغض الحلال عند الله الطلاق هوالحل (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم) ..
قبل الوصول للنهايات الحزينة، هناك من تسعى لتغيير واقعها البائس، انصياعا للتوجيهة الرباني الذي يعد بتغير البأس حينما يغير المؤمنين ما بانفسهم، تسعى للتجديد في نفسها وبيتها وطريقة تعاطيها مع المشكلة ..
اذن محاولة التغير نحو الافضل قبل اليأس من العلاقة ضرورة، فمن حق الاطفال على ابويهم المحاولة ولو لمرة اخيرة قبل التسليم للانفصال، ولكن بالعودة لحكمة (السمح من يومو سمح) .. فان كان معدن الشريك اصيلا، فحتما سينجلي عنه صدأ الظروف التي ادت لتدهور العلاقة، ولكن ان كان الشريك (من يومو ما نافع) فمن العبث محاولة تبديد الجهد على محاولة الاصلاح معه ..
هناك شركاء (ميئوس منهم) لا يرجى صلاحهم، ولا يمكن الحكم بعد امكانية الاصلاح الا بعد استنفاد كل السبل التي تؤدي اليه، في هذه الحالة فقط يكون من الافضل غسل الايدي منهم (ليفة وصابون) والخروج من العلاقة بعد اغلاق الباب وراءهم جيدا .. وفي التعجيل بالتخلص من مثل هؤلاء، لـ أمي مثل تقوله عندما تنجح في التخلص من أمر مكدر لصفاء البال .. يقول المثل:
ارتحنا والعفنة طارت
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
[SIZE=3]أوردتي قصة عن راجل سيئ ويستحق أن يتم التطهر منه بالصابون الطبي. ونسيتي بلاوي النسوان. عشان ما نتكلم (ساكت)، ممكن تعملي استطلاع بي أي طريقة تشوفيها مناسبة، بدون كشف للشخصيات، وأسألي الرجال المتزوجين، هل كان سيستمر في الزواج لو لا الأطفال ؟؟ أنا أراهن ان أكثر من 50% سيكون خيارهم الطلاق، وسلمت أمك القائلة : ارتحنا ….[/SIZE]
أوردتي قصة عن راجل سيئ ويستحق أن يتم التطهر منه بالصابون الطبي. ونسيتي بلاوي النسوان. عشان ما نتكلم (ساكت)، ممكن تعملي استطلاع بي أي طريقة تشوفيها مناسبة، بدون كشف للشخصيات، وأسألي الرجال المتزوجين، هل كان سيستمر في الزواج لو لا الأطفال ؟؟ أنا أراهن ان أكثر من 50% سيكون خيارهم الطلاق، ورحم الله أمك القائلة : ارتحنا ….