محمود الدنعو

سلفاكير.. إياك أعني يا جارة


[JUSTIFY]
سلفاكير.. إياك أعني يا جارة

بعد تلويح الولايات المتحدة لرئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت بسيف العقوبات وتعبير دونالد بوث المبعوث الأمريكي إلى جنوب السودان صراحة – أن بلاده تشعر بالإحباط إزاء البطء في عملية السلام بجنوب السودان، صوَّب رئيس الجنوب سهامه باتجاه الأمم المتحدة على طريقة إياك أعني يا جارة عندما انتقدت سلفاكير تركيز الأمم المتحدة في بلاده على حماية المدنيين بدلا من بناء قواعد الدولة.

وقال كير في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن حكومته قلقة من تفويض الأمم المتحدة لبعثتها لحفظ السلام في جنوب السودان، محذرا من أن ذلك ستكون له تداعيات خطيرة فيما يتعلق بتوصيل الخدمات للشعب. وقال إن بعثة الأمم المتحدة أصبحت لا تقدم مساعدات لحكومته في برنامج بناء السلام والقدرات وإصلاح قطاع الأمن ودعم خطط التنمية، مطالبا مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في قراراته التي أصدرها عند تجديد عمل البعثة في نوفمبر الماضي. وقال: “على بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن تقوم بحماية المدنيين في مناطقهم لا في المعسكرات في بلد كبير مثل بلدنا الذي تفوق مساحته مساحة فرنسا”.

هجوم سلفاكير على الأمم المتحدة هروب إلى الأمام من فشل أطراف الصراع في جنوب السودان التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، فرغم وساطة الإيقاد والمفاوضات الجارية الآن في مدينة بحر دار الإثيوبية لا تزال الأزمة السياسية والأمنية في جنوب السودان في مكانها، وبينما سلفاكير يلقي بخاطبه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منتقدا إياها كان سيوم مسفين كبير المفاوضين وممثل مجموعة دول الإيقاد، في محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في جنوب السودان يطلق تحذيرات للأطراف من مغبة الاستمرار في القتال، وطالبها بضرورة وقف أساليب المماطلة في بمسائل إجرائية، لأنه بذلك لن يستطيع أي طرف الانتصار في أرض المعركة، على حد تعبيره.

إحباط المبعوث الأمريكي وتحذير مسفن المحبط هو الآخر لا يعدو أكثر من الإحباط المعلن عنه، فصحيفة الإندبندنت، البريطانية، قالت إن مسفن كان يعرب عن الإحباط المتزايد لدى دبلوماسيين دوليين وإقليميين إزاء إخفاق كلا الطرفين المتحاربين في إنهاء القتال.

إذن حالة الإحباط الدولية من مماطلة أطراف صراع جنوب السودان من شأنها أن تفضي إلى المزيد من العقوبات والإجراءات الأكثر صرامة تجاه الحكومة والمعارضة المسلحة بجنوب السودان، وهو ما أشار إليه مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية عقب اجتماع خاص بالأزمة الإنسانية في الجنوب على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، حيث قال المسؤول “خلصت كل الأطراف إلى نتيجة مفادها أنه إذا لم تأخذ الأطراف المتحاربة الأمر بشكل أكثر جدية، فإنه سيتحتم علينا فرض المزيد من العقوبات”.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي