العهد الأفغاني الجديد
شنَّ الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي في خطاب الوداع قبيل تنصيب الرئيس الجديد أشرف غني هجوما عنيفا على الولايات المتحدة الأمريكية التي اتهمها بزعزعة الاستقرار في أفغانستان خلال الحرب التي استمرت 13 عاما، وكرزاي الذي جاءت به الولايات المتحدة على ظهر دبابة ليحكم أفغانستان ذهب في هجومه عليها إلى القول إن الولايات المتحدة لم تكن أبدا حريصة على تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، ولكنها كانت حريصة على تحقيق مصالحها وأهدافها.
النصيحة التي أسداها كرزاي للحكومة الجديدة هي توخي الحذر في التعامل مع الولايات المتحدة وباكستان، ولكن هل استبانت الحكومة الجديدة نصح كرزاي، وهو توقع فور تسلمها السلطة في البلاد الاتفاقية الأمنية التي تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في البلاد السنة المقبلة بعد انسحاب قوات حلف الأطلسي، وهو الاتفاق الذي رفضه كرزاي مرارا وتكرارا رغم الضغوط التي مورست عليه، وانعكس ذلك على علاقات الحلفين الكبيرين بالتوتر.
الرئيس أشرف غني الذي تسلم الرئاسة من كرزاي في أول انتقال سلمي للسلطة من نوعه في أفغانستان استهل عهده بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة من خلال الاتفاق الأمني، وقال داود سلطانزاي أبرز مساعدي أشرف غني في تصريحات صحيفة أمس الثلاثاء إن “التوقيع يحمل رسالة بأن غني يفي بالتزاماته. فقد وعد بان يتم التوقيع بعد يوم من تنصيبه، وهذا ما سيحدث”. وقال “كما يدل على التزام الرئيس بالقوى الأمنية الأفغانية والثقة في علاقتنا المستقبلية مع الولايات المتحدة. نحن نستبدل الشك باليقين”.
وبعد انتهاء المهمة القتالية لحلف الأطلسي في ديسمبر ستتولى القوة الجديدة تدريب ودعم الجيش الأفغاني والشرطة في مواجهة متمردي طالبان. وكانت المفاوضات للتوصل إلى الاتفاقية شهدت مماطلة من كرزاي الذي كان يضيف مطالب جديدة ما أدى إلى تغير المواقف وإثارة غضب الولايات المتحدة، أكبر جهة مانحة لأفغانستان. ورفض توقيع الاتفاق رغم أن اللويا جيرغا، مجلس الأعيان التقليدي، الذي دعاه إلى اجتماع صوت لصالح توقيع الاتفاقية كما أن الرأي العام الأفغاني كان مؤيدا لبقاء قوات أميركية في البلاد. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية تعهد كل من أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله بتوقيع الاتفاقية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أنه عند توقيع الاتفاقية سيتم خفض عدد القوات الأميركية إلى النصف بنهاية 2015، على أن يخفض بنهاية العام 2016 بحيث يقتصر على العاملين في السفارة الأميركية في كابول.
الاتفاق الأمني من شأنه أن يعيد المياه إلى مجاريها بين واشنطون وكابول، ولكن سيزيد المشهد الأفغاني تعقيدا بسبب إمكانية شن حركة طالبان التي تعارض الاتفاق الأمني المزيد من الهجمات.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي