أسئلة الحرب على داعش

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن محاربة ما وصفه بالإرهاب لا يمكن أن تكون على يد من دعمه، وذلك بعد أسبوع من بدء قوات التحالف الدولي ضربات جوية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي وشرقي البلاد. وقال الأسد – لدى لقائه في دمشق الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني – إن الحملة على الإرهاب لا يمكن أن تتحقق على يد دول قال إنها ساهمت في إنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمتها لوجستيا وماديا.

كلام الأسد بالطبع يعني به الولايات المتحدة التي حشدت أكبر تحالف دولي لمحاربة داعش، وتأتي تصريحات الأسد بعد لمة رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 69، التي أثارت ردود فعل واسعة بعد أن انتقدت النظام العالمي قبل أن تقطع وسائل الإعلام بثّ الكلمة في سابقة لم تحدث من قبل مع قادة ومسؤولين دوليين وانتقدت دي كيرشنر، الطريقة التي تتبعها الأمم المتحدة في التعامل مع (الإرهاب)، مشيرة إلى أن هناك إرهاباً اقتصادياً يوازي بخطورته الإرهاب العسكري. وقالت إن “الإرهاب ليس فقط بالتفجيرات والقنابل والقتل، بل إن هناك إرهاباً اقتصادياً أيضاً تمارسه الدول في تجويع الشعوب، اجتمعنا منذ عام، عندها كنتم تعتبرون نظام الأسد إرهابي، وتدعمون المحاربين الذين كنا نعدهم ثواراً، أما اليوم فنحن نجتمع لمحاربة تصرفات الثوار الذين أصبحوا أعضاءً في تنظيم داعش”. وتابعت متسائلة: “من أين تأخذ داعش والقاعدة أسلحتها؟”.

الحرب على داعش بات واضحا أنها مكلفة من الناحية الاستراتيجية، حيث اعترف الرئيس أوباما بأن أجهزة الاستخبارات أخطأت في تقليل شأن التهديد الذي يمثله (داعش) وبالغت في تقويم قدرات الجيش العراقي، بجانب الكلفة المادية الباهظة لهذه الحرب، حيث قال محللون عسكريون إن تكلفة العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي سترتفع بشكل كبير إذا ما قرر نشر قوات برية، بجانب الضربات الجوية الحالية التقديرات الآن تشير إلى 22 مليون دولار.

أسئلة كثيرة بدأت تطرح نفسها بشدة مع استمرار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش حول جدوى هذه الحرب، وهل تندرج فعلا في إطار الحرب الدولية على الإرهاب أم أنها حرب استدرجت أو أُستدرجت لها الولايات المتحدة في إطار صراعات إقليمية ذات أبعاد دولية تشهدها منطقة الشرق الأوسط لتغيير المعادلات على الأرض خصوصا في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي التي أوجدت واقعا جديدا ومختلفا، ومن التساؤلات المهمة في هذه الحرب على داعش سرعة الاستجابة بل المشاركة الخليجية الفعلية في هذه الحرب على نحو لم نشهده من قبل في حربي الخليج الأولى والثانية.