قرار جزائري بإلغاء كل الارتباطات الثنائية مع مصر
انسحب رئيس الاتّحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر من اجتماع في الرياض للّجنة التنفيذية للاتّحاد العربي للّعبة لتجنب اللقاء بنظيره الجزائري محمد روراوة، ناقلا الأزمة التي خلّفتها المبارتان الأخيرتان بين منتخبي البلدين في القاهرة ثم الخرطوم للتأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بين مصر والجزائر إلى الساحة العربية التي حاول بعض عقلائها مؤخرا التوسط سياسيا ورياضيا بين البلدين لحل الأزمة.
ولم يحضر زاهر الاجتماع رغم وجوده في الرياض بسبب حضور روراوة نائب رئيس الاتحاد العربي، فطالب الأخير الاتحاد بمعاقبة نظيره المصري لانسحابه من الاجتماع.
ومن جانبه أوضح رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد أن “نهج الاتحاد العربي وسياسته تعمل على جمع الأشقاء من جميع الدول العربية ومن ضمنها مصر والجزائر”، مشيرا الى أنه “سيستمر في مساعيه من أجل تسوية الوضع بين الاتحادين”.
وكان الاتحاد الاماراتي لكرة القدم وجه دعوة الى منتخبي مصر والجزائر لخوض مباراة في الامارات بهدف إعادة الأمور الى نصابها بين البلدين، لكن الرد المصري اشترط “اعتذارا” جزائريا قبل اي شيء.
بالمقابل كشف مصدر جزائري مطلع أن الحكومة الجزائرية قررت إلغاء كل الارتباطات الثنائية مع مصر إلى أجل غير مسمى مع الإبقاء على التعاون متعدد الأطراف على خلفية الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين البلدين.
ونقلت صحيفة “الخبر” الجزائرية أمس عن المصدر قوله إن الحكومة أبلغت من خلال تعليمات رسمية الوزراء وكبار الموظفين وكوادر الدولة بتجنب “الارتجالية” في التعامل مع الأزمة القائمة حاليا مع مصر على خلفية أحداث القاهرة الشهر الماضي.
وقال المصدر إن التعليمات تنص على إلغاء كل الارتباطات في إطار العلاقات الثنائية مع مصر إلى إشعار آخر، والاكتفاء بالنشاطات والمهمات المتصلة بالتعاون متعدد الأطراف فقط، لافتا إلى احتمال تأجيل أعمال لجنة التعاون المشترك الجزائري-المصري المقررة في الربع الأول من العام المقبل إلى موعد غير محدد.
وأضاف أن التعليمات جاءت لتفادي “إحراج” السلطات الرسمية “بتصرفات تضعف موقف الجزائر تجاه الأزمة مع مصر، والتي تسعى أطراف مصرية لاستغلالها من خلال اللعب بتصريحات وردود فعل جزائرية تصدر عن حسن نية يتم تحويرها وتأويلها لصالح مصر”.
وأشار إلى أن الجانب المصري أوّل تصريحات صدرت عن السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار، وتصريحات أخرى لوزير الطاقة والمناجم شكيب خليل والمستشار برئاسة الجمهورية كمال رزاق بارة أثناء وجودهما مؤخرا في مصر، وقبلها “التحريفات” التي طالت تصريحات وزير الخارجية مراد مدلسي.
وعزا المصدر تبني الحكومة الجزائرية لهذا الموقف، إلى حملة التشويه التي تبنتها وسائل الإعلام المصرية من دون تحرك الحكومة المصرية لمنع ذلك خاصة إزاء رموز الدولة والشعب الجزائري والتي تجاوزت حسبه كل الخطوط الحمراء.
واستبعد المصدر حدوث أي تطور إيجابي مع القاهرة في المدى القريب، وقال “إنه قبل الأزمة كانت العلاقات على المستوى الرسمي ممتازة ترجمتها الأفضلية التي منحت للمصالح الاقتصادية المصرية في السوق الجزائرية، على الرغم من الحساسية التي كانت تتميز بها العلاقات على المستوى الشعبي والتي طفت إلى السطح فور الاعتداء على الوفد الجزائري بالقاهرة”.
المصدر :العرب اونلاين