الشخص المفقود
هذا عنوان لإحدى روايات الكاتب الفرنسي باتريك موديانو الذي توج أمس الخميس بجائزة نوبل للآداب لعام 2014، ليكون الفرنسي الخامس عشر الذي يتوج بهذه الجائزة.
وقالت الأكاديمية السويدية في بيان لها إن موديانو كُرِّم بفضل “فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصياناً على الفهم، وكشف عالم الاحتلال”.وتمحورت أعمال هذا الروائي على باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين.
ولكن الشخص المفقود الذي كنا نترقبه هو أن تعلن الجائزة هذا العام عن فوز اسم عربي أو أفريقي حيث كان آخر عربي يفوز بهذه الجائزة الروائي المصري نجيب محفوظ في العام 1988 والروائية جنوب الأفريقية نادين قوردمير في العام 1991، وهذا العام اشرأبت الأعناق واستطالت الآمال؛ خصوصا وأن القائمة المنافسة ضمن المرشح العربي الحاضر كل عام هو السوري أدونيس بجانب الجزائرية آسيا جبار كما دخل الكيني المخضرم نغوغو واثنغو حلبة التنافس ولكن ذهبت الجائزة إلى الفرنسي موديانو.
كان الكاتب الكيني نغوغي واثيونغو يستحق الجائزة فالرجل كرس نشاطه الأدبي لمحاربة الاستعمار الثقافي للقارة الأفريقية عندما كتب بلغته المحلية (الكيكويو) بدلاً عن الإنجليزية وكلفه المسار النضالي الذي انتهجه الكثير من سني عمره التي قضاها فى غياهب المعتقلات أو منفيا إلى بريطانيا ثم الولايات المتحدة ويشكل واثنغو الأستاذ بجامعة ايفرين بكالفورنيا نبراساً للكثير من أجيال الكتاب الأفارقة وتتويجه بالجائزة التي يتسحقها فعلاً كان سيجعله رابع أفريقي ينال هذا الشرف بعد النيجيري وول سوينكا والمصري نجيب محفوظ وجنوب الأفريقية نادين قوردمير
على أية الحال جائزة نوبل عودتنا كل عام بالمفاجآت فالترشيحات حتى آخر لحظة كانت تضع الروائي الياباني هاروكي موراكامي أولاً ثم الروائية الجزائرية آسيا جبار في المرتبة الثانية، وآسيا جبار أو فاطمة الزهراء إيمالاين، كما كما هو لقبها الأصلي، تكتب بالفرنسية وتعالج آلام ومصائب النساء فى الجزائر وظلت المرشحة الدائمة لهذه الجائزة منذ عشرات السنوات ومنحتها فرنسا تكريماً خاصاً عندما انتختبت في العام 2005 عضوة في أكاديمية اللغة الفرنسية وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب تصل لهذا المنصب,
وفوزها هو الآخر كان سيمنح أفريقيا شرف الفوز الرابع بهذه الجائزة والثاني للعرب بعد نجيب محفوظ, وخيبة العرب لا تزال كل عام حاضرة فى ترشيح الشاعر السوري أدونيس الذي أحدث انقلاباً فى الشعر العربي الحديث من خلال إنتاجه الشعري المغايير والتنظير حول مدارس الشعر الحديث عبر مجلتي (شعر ) و(مواقف) اللتين أسسهما مع زوجته الناقدة خالدة سعيد.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي