محمود الدنعو

ملالا وساتيارثي


[JUSTIFY]
ملالا وساتيارثي

لم يكن إعلان فوز الباكستانية ملالا يوسف زاي بجائزة نوبل للسلام مفاجأة، فهذه الطفلة الجسورة تستحق أكثر من ذلك، ولكن منحها الجائزة مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي الناشط في مجال حقوق الأطفال كان اختيارا ذكيا من لجنة الجائزة الدولية التي قالت في حيثيات منحهما الجائزة إنهما يستحقانها

لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم.

وليس في ذلك غبار مطلقا، وهي تصادف أهلها، ربما في مرات نادرة لم يثر جدل حول أحقية من يتوجون بهذه الجائزة منذ أن نالها مناصفة كذلك الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا مع فريديريك ويليام دي كليرك العام 1993، وفي العام التالي فاز بها مناصفة الزعيم الراحل ياسر عرفات والإسرائيليان إسحاق رابين وشمعون بيريز.

غابت الشخصيات التي تصنع السلام في العالم وتستحق التتويج بها، وفي آخر عامين فازت بها مؤسسات كالاتحاد الأوروبي في العام 2012 ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في العام 2013.. ولكن فوز ملالا المسلمة الباكستانية ورفيقها في النضال من أجل تعليم الأطفال الهندوسي الهندي ساتيارثي جاء ليؤكد أن الفوراق بينهما والخلافات السياسية الملتهبة بين بلديهما لم تحل دون أن يقدما نضالاتهما من أجل مستقبل أفضل لأطفال العالم.

وهذا التتويج بالجائزة الذي جمع من فرقتهم السياسة يجب أن يكون خير رسالة لزعماء الهند وباكستان من الساسة بأن مستقبل الأطفال الذين كرس هؤلاء المتوجون الجائزة حياتهم من أجل صيانة حقوقهم وفي مقدمتها حقهم في التعليم، أن ذلك المستقبل الذي يناضل من أجله ملالا وساتيارثي وآخرون لا يكتمل السلام والاستقرار فيه دون أن يتنازل الساسة في الجانبين من أجل الأطفال.

ومن المفارقات أنه في لحظة تناقل وسائل الإعلام الدولية خبر اقتران اسمي الهند وباكستان بالجائزة الدولية، كانت ذات وسائل الإعلام تلوك من أيام التصعيد والتوتر الأمني بين الجارتين، حيث لا تزال الاشتباكات المتقطعة بين الجيشين الباكستاني والهندي، على امتداد خط الهدنة الفاصل بين شطرَي كشمير والحدود الدَولية في قطاع سيالكوت متواصلة.

وفي تواز مع الاشتباكات على الحدود تبادل الطرفان التصريحات النارية، فقد حذرت الهند باكستان بأنها: “ستدفع ثمنا لا يحتمل إن هي واصلت القصف عبر الحدود المتنازع عليها في منطقة كشمير”. واتهم وزير الدفاع الهندي باكستان بشن هجمات غير مبررة وحذر من رد عنيف. وردا على ذلك قالت إسلام آباد إنها قادرة على الرد (بطريقة مناسبة) على التحركات الهندية.

تتويج ملالا وساتيارثي يجب أن يكون حافزا حتى يفوز العام القادم رئيسا وزراء البلدين بالجائزة لإنجازهما السلام بين شطري شبه القارة الهندية.
[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي