دموع رامي الحمدلله
بعد الدمار الذي حاق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي أقل ما ينتظره الضحايا ليس القصاص بل إعادة الإعمار، حين تتجه الأنظار اليوم الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث يلتئم مؤتمر المانحين، الذي يهدف لجمع نحو 4 مليارات دولار، وهو مبلغ ضئيل أمام حجم الدمار الذي خلفته حرب إسرائيل التي استمرت لأكثر من خمسين يوما، وكانت السلطة الفلسطينية قد قدرت في السابق فاتورة إعادة إعمار غزة بما إجمالي قيمته 7.8 مليار دولار.
ولكن الشكوك حول إمكانية إيفاء المؤتمرين المانحين بهذه المبالغ كبيرة، فقد شككت صحيفة (الفاينانشيال تايمز) البريطانية قائلة: إن مسؤولين من الدول المانحة قد أعربوا بالفعل عن شكوكهم من إمكانية أن ينجح الفلسطينيون في جمع الأموال كاملة، بالنظر إلى المطالب المتنافسة في موازنات المساعدات بالإضافة إلى المخاطر التي تفرضها الصراعات القائمة في غزة نفسها بين إسرائيل وحركة حماس من جهة وبين حماس وحركة فتح من جهة أخرى. وأفادت الصحيفة بأن ثمة عائقاً آخر يتمثل في عدم توصل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد إلى هدنة دائمة لوضع حد للحرب الأخيرة، بالرغم من أنه من المقرر أن تُستأنف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة في وقت لاحق الشهر الجاري.
بينما أبدى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية شكوكه في وفاء المانحين بالأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة. وقال المسؤول الأمريكي “من الإنصاف أن نقول إن هناك تساؤلات جادة يثيرها المانحون”، مشيرا إلى مخاوف من “العودة إلى هنا وفعل الشيء نفسه من جديد خلال عام أو عامين”.
مستوى الدمار كان مروعا وفشل المجتمع الدولي في وقف الحرب في أيامها الأولى كان مخجلا، وهذا المؤتمر اليوم فرصة لتقديم شيء ولو قليل لضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، ولمساعدة حكومة الوحدة الفلسطينية للقيام بمهامها بشكل يؤكد وحدة فرقاء السياسة في فلسطين، فهل ينجح مؤتمر القاهرة اليوم في مسح دموع سكان غزة ودموع رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية رامي الحمد الله الذي ذرف الدمع عندما اطلع على حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية خلال العدوان على قطاع غزة. وقال خلال مؤتمر صحافي في أعقاب عقد أول اجتماع للحكومة في منزل الرئيس محمود عباس القريب من شاطئ مدينة غزة، إنه بكى عندما شاهد حجم الدمار في بلدة بيت حانون شمال القطاع التي وصلها عبر حاجز بيت حانون (إيرز) الإسرائيلي في أول زيارة له وللوزراء، منذ تشكيل الحكومة في الثاني من يونيو الماضي، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي