مزمل ابو القاسم

الانهيار مستمر


الانهيار مستمر
[JUSTIFY] * حدث المتوقع، واستعاد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ذاكرته (الثلاثية)، وخرج أو كاد يغادر حلبة سباق التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا المقبلة بعد أن خسر بالثلاثة أمام نيجيرياأمس.

* لم ننتظر من صقور الجديان أكثر مما قدموه.

* لن نفرط في لوم اللاعبين، ولن نثقل على المدير الفني محمد عبد الله مازدا، لأن واقع الكرة السودانية الحالي يخلو من كل عناصر التفوق.

* انقضت حقبة الطفرة التي بلغ فيها المريخ والهلال مراحل متقدمة في بطولتي الكاف، ووصل فيها المنتخب إلى نهائيات الأمم مرتين، وعدنا إلى قديمنا، بهزائم متتالية، وانكسارات متصلة، تعزز حالة المحاق التي عاشته الكرة السوداني في الأعوام الثلاثة الماضية.

* حدثت الطفرة المذكورة بسبب أموال ضخمة تم ضخها في بنية الناديين الكبيرين، فانعكست إيجاباً على المنتخب الوطني الأول، ولم تستفد بقية المنتخبات السنية من تلك الطفرة المؤقتة، فاستمرت نتائجها في السوء، ولم تحقق أي نتائج لافتة في كل البطولات.

* اتضح من لقاء الأمس أن انتصارانا على منتخب نيجيريا في المباراة الأولى حدث في المقام الأول بسبب سوء أداء المنتخب النيجيري نفسه، علاوةً على الدافع المعنوي الكبير الذي وفره الجمهور في اللقاء المذكور.

* ما أن تحسن أداء الخصوم، واختفى عنصر الجمهور حتى أخذنا المعلوم، وعادت الثلاثات للظهور.

* هذا المنتخب ليس مؤهلاً لمقارعة أي خصوم أقوياء، ولا يمتلك عناصر التفوق حتى على منتخبات الصف الثاني في القارة السمراء.

* علاوةً على عدم وجود أي لاعب محترف في صفوفه فإنه يفتقر إلى الحد الأدنى من الإعداد الجيد، ولا يحظى بأي اهتمام يذكر، ولا يتوافر حتى على (علوق الشدة) من المعسكرات، وبالتالي فإن أي انتصار يحققه ستصنعه الصدفة، أو تساعد عليه الظروف، مثلما حدث في لقاء السودان مع نيجيريا بالخرطوم.

* لاعبونا الذين لم يتلقوا أي تدريب منتظم في سنوات التعلم، ولم يخضعوا لأي عمل منهجي في مجال التدريب في أعمار مبكرة يعانون من مشاكل عديدة في أبجديات كرة القدم، مثل عدم إجادة مهارتي الاستلام والتمرير، اللتين تقوم عليهما أساسيات كرة القدم.

* فوق ذلك كله يفقتر لاعبونا إلى عنصري الثبات الانفعالي والدهاء الكروي.

* يتضح ذلك جلياً في عدم قدرة منتخباتنا وأنديتنا على الصمود في الأوقات الحرجة، وفي تلقي أهداف سهلة تأتي بأخطاء ساذجة، مثلما حدث في الهدف الثالث لنيجيريا في لقاء الأمس.

* لا تحلموا بعالمٍ سعيد ما لم تشهد المنظومة الحالية لكرة القدم السودانية تغيير جذرياً، يبدأ بتعديل قانون هيئات الشباب والرياضة، ليواكب مستجدات عالم الاحتراف، وتعديل النظام الأساسي للاتحاد لتغيير الطريقة التي يتم بها تكوين مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، وإلغاء القواعد العامة المتخلفة التي تحكم النشاط الكروي في السودان واستبدالها بخرى مواكبة لما يجري من حولنا.

* تكوين مراحل السنية وحدها لن يغير في الواقع الحالي شيئاً يذكر.

* مطلوب إحداث تغيير جذري في البنية الهيكلية للكرة السودانية، لتواكب عالم الاحتراف.

* الخطوة المذكورة ليست مستحيلة ولا صعبة، لأن تنفيذها لا يحتاج إلى أكثر من النظر لما يحدث في العالم من حولنا، وتطبيقه بطريقة (Copy – paste)!

* فهل ذلك مستحيل؟

تخليد ذكرى الكاروشة

* فاجأني الكابتن عادل أبو جريشة بزيارة سريعة مساء أمس الأول، ونقل لي رغبة الأخ الأستاذ آدم عبد الله (سوداكال) بدعم مشروع المقصورة الماسية، وتخليد ذكرى نجم المريخ الراحل جاد الله خير السيد (رحمة الله عليه) عبر المشروع المذكور.

* تبرع آدم بشراء مقعدين في المقصورة، حمل أحدهما اسمه، وذهب الآخر لتخليد ذكرى جاد الله، بمبادرة راقية، حظيت بالاستحسان.

* قضى جاد الله عمره كله في خدمة المريخ، وسجل له أجمل الأهداف، حتى تغنت الجماهير المريخية باسمه، وهتفت له (يحفظك الله يا جاد الله).

* ظل مرتبطاً بعشقه الكبير حتى انتقل إلى رحمة مولاه.

* كنا نجده حاضراً في نادي المريخ وإستاده وكل مناسباته، ينشر قفشاته الحلوة بروحه المرحة، ونفسه الطيبة، وكان بارعاً في إطلاق التعبيرات الساخرة بنفس مهارته في كرة القدم.

* سجل جاد الله 13 هدفاً للمريخ في مرمى الهلال، وكان حارسه هو الأسطورة سبت دودو.

* كان جاد الله يزهو يفخر بتلك الأهداف، ويقول إنها لم تلج مرمى حارس عادي.

* تميز الكاروشة بتسجيل الهاتريك في مرمى الهلال مرتين، ولعب للمنتخب الوطني الأول وأجاد معه،ـ وعندما فرضت عليه الإصابة الاعتزال لم يبتعد عن المريخ حتى رحل عن الفانية.

* لذلك كله أعجبتني مبادرة الأخ آدم عبد الله، الذي اشتهر بمريخيته الطاغية، ودعمه الكبير للزعيم.

* نحيي الأخ آدم، ونشيد بإعلانه دعم تسجيلات المريخ، ونثق في أنه سيحول قوله إلى عمل.

* التحية تمتد للكابتن عادل أبو جريشة الذي حرص على تخليد ذكرى صديقه الأثير جاد الله خير السيد رحمة الله عليه.

آخر الحقائق

* نتوقع مع الحبيب حمد السيد مضوي عضو مجلس المريخ أن يجهز نفسه ويعد عدته للترويج لمشروع المقصورة الماسية في مطلع الموسم الجديد.

* در المشروع أكثر من نصف مليار جنيه على المريخ في الموسم الحالي.

* وبمقدوره أن يدر أضعافاً مضاعفة في الموسم المقبل.

* أطلق الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم تصريحات غاضبة، انتقد فيها من هاجموا الاتحاد بادعاء أنه يرغب في استضافة بطولة أمم إفريقيا المقبلة، وتعريض البلاد لخطر الإيبولا.

* قال معتصم إنهم لم يقرروا استضافة البطولة، ولم يجتمعوا لتحديد موقفهم من ترشيح الكاف للسودان.

* حسناً، ذلك حديث جيد ومقبول.

* فقط نطالب الأخ معتصم أن يراجع من أعلنوا قبولهم للاستضافة، ووزعوا المجموعات على مدن السودان!!

* أثارت تلك التصريحات حفيظة مؤسسة الرئاسة فسارعت بتوجيه الوزارة الاتحادية بمنع الاتحاد من ارتكاب الحماقة المكلفة.

* وبادر وزير الصحة الدكتور بحر إدريس أبو قردة بإعلان رفضه استضافة السودان لبطولة الإيبولا.

* وجد الاتحاد نفسه في موقفٍ حرج فأصدر بياناً تنصل فيه من الاستضافة.

* ما حدث خلال اليومين الماضيين يؤكد أن الاتحاد فارق المؤسسية فراق الطريفي لاتحاد الخرطوم.

* ويؤكد أن قادة الاتحاد بعيدون عن موقع الحدث، وغير مواكبين لما يحدث داخل اتحادهم.

* أصبح حضور معتصم جعفر في الساحة الكروية شحيحاً للغاية.

* الحديث نفسه ينطبق على الأخ مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد وعلى الطريفي الصديق نائب الرئيس.

* لولا الوجود المكثف لأمين المال أسامة عطا المنان لقلنا عن الضباط الأربعة للاتحاد في خبر كان.

* حتى مجلس الإدارة نفسه أصبح غائباً عن الساحة.

* افتقدنا تصريحات الجكومي القوية وحضوره اللافت في الساحة بعد أن تآمروا عليه وأسقطوه في انتخابات اتحاد الحصاحيصا.

* كان يحفظ للاتحاد وجوده في وسائل الإعلام وينبري للدفاع عنه بشجاعة لافتة.

* الصحف لم تجتهد ولم تخلق الخبر من عدم.

* خرج خبر الاستضافة من قلب الاتحاد، وتم نشره على لسان الضابط الرابع للاتحاد.

* آخر خبر: الإيبولا منكورة!!
[/JUSTIFY]

مزمل ابو القاسم – كبد الحقيقة
صحيفة الصدى


تعليق واحد

  1. نعم الانهيار مستمر في الاندية والمنتخب الوطني طالما هنالك اعلام رياضي مهاتر و غير مفييييييييد, و شغالين اعلام مشاطات.. لا مريخ و لا هلال لاعبين واداريين و اعلام رياضي بقادرين على ان ينهضوا بمستوى كرة القدم عندنا, المال و حده لا يكفي لا يكفي, الفهم عند لاعبينا و اداريينا و اعلامنا لا يتخطى تحت الكدارة( مع الاعتذار ) … و بلاش ضياع موارد وهي اصلا شحيحة.. اوقفوا كل المشاركات الخارجية و ابدأوا من الصفر و ستصلون القمة و بشرط بتخطيط مدروس والاستفادة من خبرات و تجارب الامم التي سبقتنا و حتى على محيطنا الافريقي و ليس القاري.. ودمتم