محمود الدنعو

تأجيل الزيارة


[JUSTIFY]
تأجيل الزيارة

في أولى التجليات السالبة لتداعيات أحداث مباراة كرة القدم بين صربيا وألبانيا في التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية، تأجلت إلى الشهر المقبل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس وزراء ألبانيا إلى صربيا هذا الأسبوع، الزيارة التي تعد الأولى منذ سبعين عاما، تأجلت بسبب تداعيات أحداث المباراة التي خلفت جوا مشحونا بالتوتر السياسي بين البلدين.

الزيارة التي كان الطرفان يعلقان عليها آمالاً كبيرة في فتح صفحة جديدة في علاقات البلدان المضرجة بدماء المواجهات والخلافات التاريخية، تأجلت ولكنها لم تغل بسبب أجواء الاحتقان التي تحول دون أغراضها الرئيسية وحتى يبعثا برسالة اطمئنان على المشفقين من تداعيات المباراة تحدث رئيسا الحكومة الألبانية ايدي راما والصربية الكسندر فوسيتش هاتفيا واتفقا على إرجاء الزيارة حتى العاشر من الشهر المقبل بدلا من موعدها الذي كان مقررا الأربعاء المقبل، كما أعلنت الحكومتان. وكانت تيرانا نددت في وقت سابق بإحراق علمها خلال مباراة محلية لكرة القدم في صربيا. ودعت وزارة الخارجية الألبانية السلطات الصربية إلى إحالة مرتكبي هذا العمل إلى القضاء، ودعت «السياسيين الصرب إلى النأي بأنفسهم عن هذه الأعمال التي تؤذي مستقبل البلقان واستقراره».

وتعود تفاصيل التوتر الراهن في علاقات البلدين إلى أعمال شغب خلال مباراة كرة قدم بين صربيا وألبانيا في 14 من الشهر الجاري مما أدى إلى وقفها. وأوقفت المباراة في بلغراد، بعد تحليق طائرة بدون طيار فوق الملعب علق فيها علم يجسد خارطة (ألبانيا الكبرى)، وهو مشروع قومي يرمي إلى ضم الجاليات الألبانية كافة في البلقان في دولة واحدة. وأثار العلم الذي يمثل المطالبة بـ (ألبانيا إثنية) ورمزها النسر الأسود ذو الرأسين على خلفية حمراء، غضبا عارما لدى المشجعين الصرب، الذين رمى بعضهم قنابل دخانية ومقذوفات أخرى على أرض الملعب. وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه فتح تحقيقا رسميا يشمل صربيا وألبانيا بعد أعمال العنف هذه ووصف القادة الصرب الحادث بأنه (استفزاز سياسي متعمد). وتشكك سلطات بلغراد في أقدام أولسي راما، شقيق رئيس الوزراء ايدي راما، على تدبير الحادث وتسيير الطائرة من بعد، الأمر الذي نفاه بعد عودته إلى تيرانا.

الزيارة المأجلة كان يترقبها الاتحاد الأوروبي الذي نجحت جهود الوساطة التي قام بها في العام 2013 في التوصل إلى اتفاق بين بلغراد وبريشتينا على تطبيع العلاقات بينهما التي تدهورت منذ أن أُعلن استقلال كوسوفو من جانب واحد العام 2008 رغم معارضة صربيا. والعلاقات بين تيرانا وبلغراد سبق أن شهدت توترا بسبب كوسوفو والأقلية الألبانية المقيمة في جنوب صربيا التي تطالب بالمزيد من الحكم الذاتي.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي