منى سلمان
ضيف الهجوع

إن هذا الدجاج قد برد ويجب أن يسخّن قبل أن نأكله
فقام وسخّنه .. وتركه وتشاغل عنه بالحديث فترة فبرد فقام وسخّنه .. وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخّنه … وكرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يملّ ويترك البيت، فقال له أشعب:
مالي أرى دجاجك وكأنه آل فرعون .. يعرضون على النار غدوا وعشيا ؟!!
– بخيل أشعب هذا كان لديه من اللقمة الهنية ما يكفي ميه، ولكنه بخل واستغنى عن أجر الإكرام بالإطعام، وفضل عليه أن يزازي بـ (الجداد) ومن ورائه أشعب حتى لا يتشاركه معه ..
– من أخص خصائص كرم السودانيين، أنهم قوم يطعمون الطعام على حبّه، للمسكين من ضيوف الهجوع الذي يدهمونك ليلا وليس في بيتك كسرة خبز، فـ (تيامن الله) أن لا يبيت القوى ضيفك وفي خمّارتك حبّة عجين مر ..
ويطعمونه لأسير الجوع من الجيران الذين تدفعهم قلّة الكسرة والملاح، لمكابسة بيوت الجيران في ساعة الأكل عسى أن يخدمهم الحظ بمصادفة صينية الأكل وقد تحلق حولها أهل الدار، فيعزمون عليه بـ (بسم الله) تذهب عنه شيطان الجوع ..
– (تطحن في العيش وقالت قضا) .. زمان، كانت أمهاتنا عندما يهم الضيف بالمغادرة بحجة الإستعجال دون أن يُكرم بالطعام، كانت الواحدة منهن تصيح من داخل (التكل) بأن طعامها جاهز، بينما يدها تعمل بهمة في المحراكة ودقيقها الذي ستصنع منه الكسرة الرهيفة أو العصيدة للضيوف ما زال في مرحلة الطحن ..
أذكر أننا في واحدة من زياراتنا لأهلي بود مدني، أن عزم (أبي) على العودة بنا للخرطوم في الصباح قبل أن يشتد الحر، ولكن عمتي حبست علينا الدرب وأنزلتنا من العربة وهي تحلف بـ:
(وحاة أبوي الفطور قضا .. ما بتسافروا علي لحم بطونكم) .. وعندما نزلنا وعدنا للبيت إنطلقت لـ بصلتها لتواصل تقطيعها !
(لاقيني ولا تغديني)، و(الجود بالموجود) من حكّمنا السودانية الكاملة الدسم، وهما تحضان على أهم خصلتين في برتكول التعامل مع الضيفان نفصلهم فيما يلي ومع كلٍ طرفة ..
الحكمة الأولى تحض على إكرام الضيف بالموجود في البيت ساعة هبوطه الإضراري دون سابق دعوة أو إنزار، مع عدم التكلف وكسر الرقبة أو إظهار الضيق والحرج من قصر ذات اليد، فتبسمك في وجه ضيفك حسنة ولو بأن تاكلو حنك بدلا عن تؤكله ..
والجود بالموجود خشم بيوت، فعندما حلّ (خير السيد) ضيفا على بعض معارفه جهة غربنا الحبيب، وكان وقت حلوله بين ظهرانيهم ليلا، أحسنوا إستقباله وقدموا له العشاء في صينية مغطاة وعندما كشف عنها الغطاء أسقط في يده، فقد وجد عليها صحن ممتليء عن آخره بالعسل وبجواره آخر فيه سمسم وبجوارهم عود من قصب السكر !!
حلف عليه صاحب الدار بأن يأكل، فهدته سرعة البديهة لأن يقول لرب الدار:
والله نحنا متعودين ما ناكل إلا سيد البيت يأكل قدامنا !
فما كان من الرجل إلا أن استجاب لطلبه، وأمسك بعود القصب وقشّره ثم أدخل طرفه في صحن العسل ثم حوله لصحن السمسم فعلق السمسم بالعسل، فحمل العود لفمه و(قرم منه قرمة)، فما كانت من (خير السيد) إلا أن حاكاه وفعل مثله حتى قضى على القصب وصحني العسل والسمسم !
أما الحكمة الثانية، فأن نحسن أستقبال الضيف ببشاشة تضطرد عنه كآبة (الضهب) وحرجه، ونقدم له المطارف والحشايا لمنامه إن كان طارق ليل، وفي ذلك يحكى أن (شايقي) و(جعلي) من الجلابة ترافقا في سفر، فمرّا بـ قرية تنبي هيئة بيوتها الطينية عن رقة حال قاطنيها، وعندما حلّ الليل وكان الوقت شتاء، طرقا أحد الأبواب طلبا للإستضافة، فأحسن رب البيت إستقبالهم ولأن بيته مكون من غرفة واحدة يتشاركها مع جميع أهل بيته، فقد هيأ لهم مرقدا في راكوبة لا شرقية ولا غربية تأتيها (زيفة) البرد من كل جانب، وقدّم لهم ما استغنى عنه عياله من فراش، وهو مجرد (عنقريب هبابي دون فراش وبرش)، فحلف (الشايقي) على (الجعلي) وكانت حليفته فوق رأي – كي ينام على العنقريب لأنه الأكبر سنا والأعلى مقاما، وأن يترك له البرش لينام عليه على الأرض بجواره فكان له ذلك، وما أن انتصف الليل وزاد زمهرير الشتاء وتحول الدم في عروقهم إلى داندرمة، حتى (برم) الشايقي البرش وطواه كالسيجارة ثم انحشر في داخله اتقاء للبرد، أما الجعلي المسكين فقد رقد على الأرض و(قلّب) فوقه العنقريب علّه يخفف عنه رجفة البرد !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



اختي المنينه بت عشه ام الرير الكرم والجود باين في كل اهل هذا الوطن الكبير الضيق في تواصلهم وتتحببهم بالرغم من الكرب البائنه الان ويا ليت اهل السياسه يفهموا ذلك وانت اختي احساسي انك كريمه وموجواده .ولكن تعالي هنا مش شايفه انو بين الجعلي والشايقي دائما منقارات .وبالرغم من انني ليس من الاثنين (رفاعي) ولكن نقول مساحه هنالك كبيرة من التواصل بين الناس . اذا ابتسم الاخ في وجه اخيه وهو صدقة تحياتي
الجعلي اخد خازوق
شكرا استاذة مني ،،، وعندنا واحد بلديات اشتهر بسرعة البديهة ( فيه عرق الرباطاب) ، ذهب لأحد المطاعم وطلب (2 كبدة) وكان أغلي طلب ، والرجل ممن لايقدر علي سداد الفاتورة ،، يازولة عمك ضرب طلبين كبدة مافضل ولاحتة ، ذهب الي الكاونتر ،،، وسأل المحصل( انتو البياكل طلبين كبدة وما عندو قروش تعملوا معاهو شنو ؟؟) رد عليه المحصل بغضب بنمرغ نخرتو في الواطة … فما كان من الرجل الا وقال له ،،، خلاص مرغوا لي نخرتي عشان أنا ماشي أحصل البنطون …
تحياتي
خالد مشكيلة
شـــــــــــــــــــــــــــــايقى تفتحيـــــــــــــــــــــــــــــة !!!!!!!!!!!
أبيات مهداة لملكة الرومانسية وسيدة القلم الذي لا ينضب مداده منى سلمان:
وضيف بذلت له قلبي في ود ووداد
وفرشت له رموش عيوني بساطا وسجاد
فعافى قلبي في صلف وكبر وعناد
وزعم ضيافتي بغي عليه وفساد
وزورا وصمني أنني اغزل من لغة الضاد
كلمات فيها الشك أقرب منها للوداد
;( ;( ;(
صباح الخير استاذه منى / تعرفي الكرم السوداني في كل مكان موجود حتى ونحن في بلاد الغربه لما تحلفي على اي مرافقه معاك من دوله اخرى ان تدفعي عنها – تستغرب جدا جدا وتندهش للمواقف في حين نحن نعتبر هذا عادي جدا جدا — وقالوا الجود بالموجود —- تسلمي على مقالاتك الرائعه وفي انتظار المزيد ….
ام احمد
صباح البسمة الحلوة عليكم والله موضوعك جميل يا استاذة انى عارفة
كانت امى الله اديها العافية من اجود النساء واكرمهن وكان عندنا ديوان مطرف فى اخر الحلة مع الشارع وكان كل الضيوف بنزلو فيهو والله كانت تقوم نص الليل وتصحينى من النوم قوم ودي ليهم العشى والشاى وتقول لى اسالهم لو بشربو القهوة ياخى انا لمن زهجتة من الضيوف اها فى يوم صحونى الصباح عشان اودي ليهم الشاى ومعاها اللقيمات كمان كان اشوف ليك الديوان فاضى بس غير السراير والمراتب مافى اى شئ ولا ملايات ولا ترابيز بالله شوفى الحثالة من اليوم داك حلفتة ما اودى لزول حاجة واقطع نومتى وكل يوم شكلتى واقفة مع امى .
التحية والتجلة لكى يا استاذة عشة ام الرير :-
افعمت روحنا بكتاباتك البلدية والبسيطة بساطة اهلنا فى الاقاليم وانت بتذكرينا بيهم طوالى فالواحد اقل شى يعمله يقوم ويشيل تلفونه يضرب ليهم طوالى كى يتنفس شوية من الم الفراق والشوق فانت بكتاباتك دى بتثيرى فينا الشوق والحنية .
فعشان نحس احساس صادق حقه تختى لينا صورة حديثة عشان مانتفاجا او اقل شى الواحد كان لاقاك صدفة فى شوارع البلد دى يعرفك .
يا سلام على شهامة بنى وطنى وكرمهم الدفاق والجود بالموجود غاية الكرم وغاية الشجاعة مرة انا جاى من مامورية كانت بنهرالنيل وعند دخولى ولاية الخرطوموباحد اريافها انفقع لستك سيارتنا قصاد ذلك الحى وكانت الجو ماطرا جدا وكانت السيول جارية فاذا باحد شباب هذه القرية كان راجعا لحية ووجدنا فى حالة تغنى عن السوؤال انا والسائق لمحاولة تغيير العجل ولابسنا قا ابتلت تماما على العموم نزل من دابته وساعدنا جدا وبعد ان شكرناه على مرؤته ذكر لى اننى لازم لم اعرفه واعتذرت له بعدم تعرفى عليه فذكر لى اسمه وفعلا تذكرته ورمى علينا هذا الشاب يمين الطلاق على زوجته الا ان نذهب معه لداره حتى تجف ملابسنا ونشاركه شاى الصباح عموما كان اصراره ان ذهبنا وجلسنا عند فى صالونه واتتنا حرمته وسلمت علينا ووضعت الشاى واتت بصينية كبيرة مغطاة وقالوا ما بتفوتونا الا تفطروا فقلنا يا ناس الساعة الان السادسة صباحا فطور شنو وبينى وبينك انا قلت الاستاذة الفاضلة دى لازم حاتقدم لينا قدح عصيدة بى تقلية كاربة وحارة فلازم نفطر كما قالو ففتح مضيفنا الطبق فاذا بصحن باشرى ليه ضل ملىء بالشعيرية قلنا اهو ناخد لقمتين ونرضيهم ونشكرهم على الفطار الجميل فاذا بالمضيف يلحقنا كبابى الشاى الساخن بالحليب مع الشعيرية عموما ضربنا ضرب لأنوا كل ما الواحد عايز يقوم يلاحقه المضيف بحرم لما الباشرى كمل قايتوا طيبة اهالينا زايدة عن حدها ودائما يجودون بالموجود واكبرنا فيه ما قام به نحونا وكان ذلك فى العام 1996
الجود ما بالموجود……………………………………لكن قطع من الجلود
يسعد مساك استاذة ومساء الجميع
حقيقة مقالك جلب العديد من المواقف الخاصة بكرم الوالد ربنا يعطيهو العافيه والصحة بتذكر اول ما سوداتل ركبت التلفونات كان الوالد بعد مايقوم بكل مراسيم الضيافة يخت التلفون فى نص الغرفة ويحلف على الجماعه انو يتصلوا على اى حد يودون الحديث اليه وكانوا الجماعه مابفوتوا الفرصه دايما بتذكر بتصلوا دولى وفى الغالب السعودية وطبعا نهاية الشهر عينك ماتشوف الا النور
اما بخصوص صورتك ماشاء الله اخر قيافة وكان وريتينا صورة الجامعه كتر خيرك خلينا نآمن