محمود الدنعو

طريق عباس الطويل


[JUSTIFY]
طريق عباس الطويل

طلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وبحث الانتهاكات المتكررة للمستوطنين بحق المسجد الأقصى المبارك، والموجة الجديدة للاستيطان في الأرض الفلسطينية، إذن الرئيس عباس وبعد صفة المراقب للدولة الفلسطينية التي بات الاعتراف دوليا في تصاعد متواصل، أراد أن يتسخدم القنوات القانونية الدولية لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبغض النظر عن إمكانية نجاح الخطوة التي يقدم عليها عباس، ولكنه لا سبيل له سوى أن يمشي هذه الخطى المكتوبة في المطالبة إلى مجلس الأمن بالعمل على الوقف الفوري للموجة الجديدة للاستيطان التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية، التي تراجعت ونكصت عن وعودها بوقف الاستيطان حتى أمام الحليف الاستراتيجي والأزلي لإسرائيل الولايات المتحدة التي يبدو هي الأخرى ضاقت بتصرفات حكومة نتنياهو الحمقاء، حيث انتقدت الولايات المتحدة بشدة قرار إسرائيل بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، مؤكدة أن مثل هذا العمل (يتعارض) مع جهود السلام التي تبذل في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي التي أعربت عن (قلقها الشديد) حيال القرار الإسرائيلي، “ما زلنا على موقفنا الواضح للغاية.. نعتبر أنشطة الاستيطان غير مشروعة ونعارض دون لبس أي قرار أحادي يسيئ إلى مستقبل القدس”.

وطبعا حتى يرهق المحللون أنفسهم بأن هذا موقف جديد من الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي في المجمل أم أنه مجرد حديث تكتيكي استهلاكي للإعلام فقط، سارعت المتحدة باسم الخارجية نفسها في الرد على ذلك عندما قالت “علاقاتنا ثابتة”. وأضافت “أحيانا لا نتفق مع أعمال الحكومة الإسرائيلية وخصوصا حول مسألة المستوطنات”. وتابعت “نعبر عن اعتراضاتنا لكن ذلك لا يعني أننا لا نقيم علاقة قوية وممتازة متواصلة”.

المطلوب دعم جهود الرئيس عباس التي يرى فيها البعض مضيعة للوقت وأن الطرق التي يلجأ إليها طويلة وبها منعرجات ومزالق، وتنتهي في نهاية المطاف إلى فيتو أمريكي يغلق تلك الطرق قبل أن تبلغ هدفها النهائي، ولكن لا يأس مع المطالبة بالحقوق بشتى الطرق، ولابد أن يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤوليات بكبح جماح إسرائيل لوقف إخطبوط الاستيطان الذي أن ترك يلتهم الأراضي الفلسطنية، فإنه لا محالة قاض على مشروع السلام المتمثل في حل الدولتين.

على عباس أن يمضي في هذا الطريق غير السالك في الكثير من الأحيان وتجاوز المطبات الإسرائيلية الكثيرة على طول هذا الطريق، ولاسيما الكثير من المؤسسات الدولية تتفق على أن الاستيطان الإسرائيلي يتعارض مع عملية السلام التي تجمدت، بل تعثرت بسبب الاستيطان.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي