حتى أنتم يالـ الهوليغانز
معاداة المسلمين أو الأجانب بشكل عام في أوروبا باتت في تنامٍ خطير، بعضها تحركه جهات دينية وسياسية تحمل أفكاراً وانطباعات خاطئة عن الإسلام والمسلمين، ولكن اللافت في الأمر أن يخوض الدهماء من الناس في هذه الحملة، على غرار ما حدث في مدنية كولونيا الألمانية عندما تجمع مثيرو شغب الملاعب (الهوليغانز) مع أحزاب اليمين المتطرف لتسيير مظاهرة ترفع شعار مناهضة السلفية وتنظيم داعش، ولكنها في الأصل تحض على كراهية الألمان للمسلمين، ولأن نوايا المتظاهرين تكشفها هتافاتهم فقد كانوا يهتفون “ارحلوا عنا أيها المسلمون، ارحلوا عنا أيها الأجانب”.
التظاهرة التي أثارت جدلا كبيرا في ألمانيا بسبب استغلال الأحزاب اليمنية المتطرفة لـ (الهوليغانز) وميلهم الفطري للعنف وإثارة الفوضى لتظهر تلك الإحزاب عدائها للإسلام والمسلمين وهو أمر خطير، فالـ (4500) الذين تظاهروا لا يعرفون شيئا عن الإسلام ولا ينطلقون من قاعدة فكرية لمواجهة المد السلفي، كما يدعون بل هو استغلال لطاقات العنف والكراهية بداخلهم من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة ولأنهم من مثيري الشغب ولا يصلحون إلا للتعبير عنه وليس التعبير عن أفكار دينية أو سياسية يمكن أن يقارعها المسلمون الحجة بالحجة، أسفرت تظاهرتهم تلك المناهضة للإسلام والمسلمين عن فاصل من أعمال الشغب أسفرت عن إصابة أكثر من 40 شرطيا واعتقال 60 متظاهرا من مثيري الشغب هؤلاء
وتعد الباحثة في قضايا الصراعات الاجتماعية كلاوديا لوتسار التي تحدثت إلى موقع دوتش فيلا الإخباري الألماني أن التنسيق بين (الهوليغانز) والأحزاب اليمينية المتطرفة، كما حدث يوم الأحد في كولونيا، ليس بشيء جديد. “فهذه الأطراف لديها الكثير من العناصر المشتركة والمتمثلة في السعي إلى استخدام العنف والسعي إلى التخريب واختراق التجمعات الكبيرة”. وتنفي الباحثة الألمانية وجود تصورات سياسية تجمع بين مثيري الشغب والأحزاب اليمينية المتطرفة. وترى أن التظاهر ضد السلفيين ليس سوى شعار رفعه المتظاهرون لإخفاء هدفهم الحقيقي وهو “التعبير عن كراهيتهم لجميع المسلمين وليس للسلفيين فقط”.
واللافت أن الصحافة الألمانية عموما تناولت الموضوع بشكل يدعو إلى التهدئة وتساءلت ما حجم الكارثة التي كانت ستحل بمدينة كولونيا في حال نزل السلفيون للشوارع لمواجهة الهوليغانز، واعتبرت صحيفة (نوي رور تسايتونغ) أن ما حدث يثير التساؤل من جديد حول قضية اندماج المسلمين في ألمانيا، مؤكدة أنه “عندما لا نحاول تطوير فهمنا للآخرين وفهم مشاكلهم والمصاعب والمخاوف التي يواجهونها، فإننا نشيد أرضا خصبة للحقد والعنف”.
واعتبرت الصحيفة أن العنف الذي ظهر في كولونيا يؤكد أن “الحوار ضروري أكثر من أي وقت مضى، وأن غيابه سيعطي بُعدا جديدا لهذا العنف”.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي