محمود الدنعو

أول رئيس أبيض


[JUSTIFY]
أول رئيس أبيض

عندما فاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات العام 2008 بسباق الرئاسة، كان العنوان الأبرز في وسائل الإعلام الدولية هو وصول أول رئيس أسود إلى البيت الأبيض، مفارقة الأبيض والأسود وولع الأمريكيين بالتغيير ربما هي ضمن أسباب أخرى قطعا ما حملت الرئيس باراك أوباما إلى رئاسة الدولة الأكبر فى العالم ولولايتين رئاسيتين، ولكن هنا في أفريقيا السوداء الأقدار وحدها قادت جاي سكوت ليصبح أول رئيس أبيض لزامبيا منذ استقلالها عن بريطانيا ستينينات القرن الماضي.

جاي سكوت النسخة المعاكسة لأوباما لم يكن منتخبا ولن تتاح له الفرصة مثل أوباما للاستمرار في ولاية أخرى، بل هي فترة مؤقته قد لا تتجاوز مطلع العام المقبل ريثما تنتخب زامبيا رئيسا جديدا بديلا عن الرئيس الراحل مايكل ساتا الذي توفي هذا الأسبوع في لندن بعد معاناة طويلة مع المرضى.

الرئيس جاي سكوت أول رئيس أبيض تسلم السلطة في زامبيا لأنه كان يتولى منصب نائب الرئيس وحسب الدستور يحل تلقائيا محل الرئيس، لكنه لا يستطيع الترشح للانتخابات الرئاسية حسب الدستور لأن والديه ليسا زامبيين، فهل يستغل الرئيس الأبيض الفترة القصيرة في الرئاسة لتحقيق إنجازات تخلده في الذاكرة ليس كأول رئيس أبيض فقط بل بما أنجز في غضون ثلاثة أشهر، وهو الحاصل على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي.

زامبيا كغيرها من الكثير من الدول الأفريقية تنطوي على ثروات طبيعية هائلة كالنحاس الذي يشكل 70% من عائدات التصدير وتحتل زامبيا المرتبة السابعة على قائمة مصدري النحاس في العالم، ولكن عدم استغلال هذه الموارد وسوء استغلالها كذلك أقعد بها عن ركب التنمية. الرئيس الراحل مايكل ساتا رغم أنه قبل انتخابه رئيسا في العام 2011 كان يعرض بشدة التدخل الصيني، ولكنه استقبل في يونيو الماضي وفدا صينيا بقيادة نائب الرئيس لي يوانشاو من أجل توسيع إنتاج النحاس كي يدعم الاقتصاد الزامبي.

زامبيا التي قدمت إلى أفريقيا زعماء بقامة كنيث كاوندا، ستنتخب رئيسا آخر خلفا لمايكل ساتا، وسيمضى فى ذات الدرب، ورحيل الرئيس ساتا كشف عن الخلاف السياسي مهما اشتد لن يذهب للود قضية، فقد أصدر الرئيس السابق روبيا باندا الذي جرت ملاحقته في عهد ساتا، بيانا تصالحيا جدا أشاد فيه بالرئيس الراحل. وقال إن “مايكل كان أكثر من خادم للدولة، وأكثر من خصم متحمس. كان رجل قناعة وتصميم، وبالنسبة لي وعلى الرغم من كل شيء كان صديقا”. ودعا باندا مواطنيه إلى الهدوء. وقال “شهدنا مثل هذه الفترات في الماضي وتجاوزناها لأننا كنا متحدين”.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي