محمود الدنعو

الانتفاضة الثالثة


[JUSTIFY]
الانتفاضة الثالثة

في ظل التوتر الراهن بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمواجهات اليومية في مدنية القدس والضفة الغربية المحتلة بين الشبان وقوات الاحتلال على خلفية الاقتحامات المتكررة من قبل يهود متطرفين لباحات المسجد الأقصى، وهو التوتر الأعنف والأخطر من نوعه الذي وصفته بعض وسائل الإعلام بالنسخة الثالثة من الانتفاضة الفلسطينية، في هذه الأجواء المشحونة تضع السلطة الفلسطينية بتحركات دبلوماسية محسوبة الإدارة الأميركية الداعم الأزلي لاحتلال الإسرائيلي أمام اختبار الرأي العام العالمي، عندما يلتقي جون كيري وزير الخارجية الأميركي اليوم الإثنين صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لإجراء محادثات بشأن عملية السلام المجمدة مع إسرائيل.

بهذا تضع السلطة الفلسطينية إدارة الرئيس أوباما أمام مسؤولياتها كراعٍ رسمي لهذه المفاوضات التي تعطلت بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة مشاريع البناء الاستيطاني، بأن العودة إلى التفاوض لا يمكنها أن تحدث في ظل هذا التوتر الراهن بسبب الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، فضلا عن الاستمرار في الاستيطان والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تولى ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بنفسه، أكد ضرورة التوصل إلى سبيل من عودة الأطراف إلى طاولة التفاوض مجددا، وأن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لجهود إعادة إحياء عملية السلام.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل أن يبعث كبير المفاوضين طالبا بالتدخل الأميركي لوقف التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة لأن الاستمرار في هذه الممارسات من شأنه توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف بالمنطقة، وبالتالي فإن الإدارة الأميركية أمام اختبار أخلاقي، فهي التي شكلت أكبر تحالف دولي الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لمنع انتشار التطرف والعنف بالمنطقة عليها أن تمارس ضغطها على إسرائيل لنصحها إن لم يكن منعها من أن الطريق الحالي لا يولد إلا المزيد العنف والتوتر الذي سينسف جهود الولايات المتحدة في العودة إلى التفاوض، كما أن التصعيد في القدس من شأنه أن يفجر الانتفاضة الثالثة، والتي تدرك إسرائيل كم هي مؤلمة للاحتلال.

على حكومة نتنياهو المتشاكسة مع الإدارة الأميركية بسبب وصف نتنياهو بالجبان، أن تشكر الإدارة الأميركية إن هي نجحت في جهود العودة إلى التفاوض بدلا عن المضي في الانتفاضة الثالثة، نعم مرت صلاة الجمعة الماضية في الأقصى بأقل المواجهات، ولكن في نفس الجمعة كانت المنابر في جميع المساجد تدعو المسلمين لحماية المسجد الأقصى خصوصا بعد إقدام سلطات الاحتلال على ارتكاب جريمة الإغلاق الكامل للمسجد، وهو ما لم يحدث منذ العام 1967، وهو استفزاز يكفي لإشعال الانتفاضة الثالثة.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي