محمود الدنعو

النصر بأبخس الأثمان


[JUSTIFY]
النصر بأبخس الأثمان

دخلت الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا المعروف اختصارا بـ (داعش) دخلت شهرها الرابع، ولا يزال التنظيم قادرا ليس على البقاء بل توجيه الضربات الموجعة، وإن الحرب التي حشدت لها أمريكا تحالف عريض من مختلف دول العالم سوف لن تحسم في المستقبل القريب، والذي يرغب في متابعة مدى المأزق الذي أوجدت أمريكا نفسها فيه بهذه الحرب، لا يكتفي فقط بالمتابعة الميدانية لمجريات الحرب، فلا جديد يذكر، لا يزال طيران التحالف يضرب وداعش تسيطر على كوباني، المشهد لم يتغير ولا أحد يجرؤ بالقول إنه المسيطر على الأوضاع في الأرض، ولكن دعونا نتابع ردود الأفعال والأقوال لدى وسائل الإعلام والساسة الأمريكيين تجاه حرب أوباما التي يرونها ولأسباب مغايرة فاشلة من حيث إدارتها مع التأكيد على أن الحرب ضد داعش قرار صائب وحتمي، ولكن إدارة أوباما فشلت في إدارة المعركة.

وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا، الذي يرى أن أوباما بسعيه إلى تجنب المعارك عندما طلب منه ضرب النظام السوري أو تسليح المعارضة السورية، هو من سمح بتضخم تنظيم داعش. وبحسب صحيفة (يو اس ايه تودى)، فإن الوزير السابق حذر من الحرب على داعش ستكون الأصعب وسوف تستغرق عقودا من الزمان بسبب إدارة أوباما.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية كشفت عن أن وزير الدفاع تشاك هيغل نفسه من بين منتقدي سياسة أوباما في سوريا، حيث كان هيغل كتب مذكرة الأسبوع الماضي إلى رايس، محذراً فيها من أن استراتيجية البيت الأبيض تجاه سوريا غير واضحة، بشأن النوايا الأمريكية فيما يتعلق بالأسد، بما يقوض الخطة برمتها.

وأفاد موقع (ديلي بيست) الإخباري الأمريكي في تقرير له بأن الغضب يتصاعد بين القادة العسكريين في البنتاغون وفي ساحة المعركة، بسبب القيود المحكمة التي وضعها البيت الأبيض على خطط الحرب ضد داعش، وتدريب جيش جديد تماماً من المعارضة السورية، بدلاً من التعاون مع جماعة المعارضة المعتدلة في الجيش السوري الحر.

ويرى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن الأمريكية، أندرو جيه باسيفيتش أن ثمة خيطاً يربط بين جميع العمليات العسكرية الأمريكية على مدي العشرين عاما الأخيرة: هو “التصميم على شراء النصر بأبخس الأثمان”، وأن هذه الحروب لم تكن واضحة الأهداف بشكل تام . وأوضح باسيفيتش – في مقال نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن الاستراتيجية الأمريكية في كافة تلك الحروب كانت تقدم سؤال “ما أبخس الأثمان التي نحتاج دفعها للتعاطي مع الحرب؟” على سؤال “ماذا نحتاج لكي ننتصر؟”.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي