قير تور

النية واصلة

[ALIGN=JUSTIFY]بعض من النكات المتداولة بين العامة غالباً ما تكون عبارة عن خصوبة خيال أدباء مجهولين لا يحفظ لهم التاريخ حقوقهم الفكرية، إلاّ أن ذلك لا يعني بأن كل النكات لا تحمل حقائق واقعية حدثت من قبل وعاشها البعض الآخر.
المهم، إليكم النكتة السودانية التالية.. ولا أعرف بالضبط هل هي من واقع بيئتها التي أنتجتها أم تأليف بعض من أشرت لهم بفاقدي حق الملكية الفكرية..
أحدهم ضاق ذرعاً من زوجته (النقناقة) ذات القدرة على الحديث المستمر، فلم يكن أمامه سوى التقدم بالشكوى أمام القاضي للفصل في أمر هذه المرأة.
حضرت المرأة للمحكمة واستمع القاضي للطرفين، وبعد ذلك أصدر القاضي حكمه بأن يكون لكلٍّ من الزوجين يوم.. أي بمعنى أن يكون لتلك المرأة يوم راحة من النقنقة ويوم آخر يعقبه من حقها الحديث كما يحلو لها.. كان هذا هو الحكم الذي رضي به الزوج فهو يريد الزاماً قانونياً مجتنباً به اللجوء إلى الفراق.
الزوجة بدورها والتزاماً بقرار المحكمة في اليوم التالي لصدور الحكم، تم تنفيذ الحكم بصورة مستمرة على الدوام، وهي أن تجلس في يوم الراحة تحت الشجرة الأخرى المجاورة لشجرة زوجها وتظل تقول لزوجها وتردد: (أصبر لي بس.. انت قايل بكرة دا بعيد.. بكرة بوريك دا شنو).
وهكذا ظلت المرأة تفعل كل يوم راحة.. والمتأمل لحيثيات الحكم القضائي يدرك بأن أصل المشكلة الحقيقية لم تنه، فقد التفت تلك المرأة على القرار ولذا فالنقة لم تتوقف بقرار من المحكمة.
إن الطبيعية التي نشأ عليها الفرد لا يمكن السيطرة عليها فجأة بمكتوب رسمي، وما بين الأوراق الرسمية والأشياء الواقعية المعاشة تبقى أمنيات تحقيق (الأحلام) دون التخطيط.
والذي يزور وسط الخرطوم ثم يتحرك إلى الخرطوم غرب حيث تجمعات المواصلات العامة، يدرك بأن محلية الخرطوم اجتهدت فنجحت وتستحق درجة الامتياز في نقلها المشكلة!! وكذلك فإن درجاتها أقل من الصفر في حل مشكلة الزحام.
لقد انتقلت كل المشاكل التي كانت في الخرطوم وسط الى الخرطوم غرب بل إن المشاكل تفاقمت أكثر مما كانت عليه في وسط الخرطوم.. فلا الروائح الكريهة التي لم تكن معروفة في منطقة الإستاد ولا الازدحام الشديد.. اضافة الى هذه كلها فالمواقف لم تكتمل بعد.
ولا يزال المواطن هو الضحية حتى الآن لقرارات لا نجد لها التطبيق السليم تتماشى مع نية اصحابها الذين يصدرونها.. ولأننا نتفاءل خيراً لذا فنحن نقول بأن نية أصحاب القرارات طيبة نحو الشعب لكننا فقط نسأل متى نرى أفعالهم الطيبة؟؟[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 952- 2008-07-08