مقالات متنوعة

جريمة بطلها صوفي دجال


جريمة وقعت في الأيام القليلة الفائتة, وليس بعيدا عن العاصمة. صبي في الثالثة عشرة من عمره جاء به والده لأحد مشايخ الصوفية بحثا عن علاج للصبي مما ألم به من مرض ظن الوالد انه لن يشفى منه الا بالرقية “يعني مرض عزيمة”. وربما لتصرف الوالد هذا ما يفسره, فهو يعتقد في ذلك الشيخ الصلاح والبركة وربما اخذ البيعة عليه وصار معتقدا فيه “يعني حوار و فقير”.
بشر ذلك الشيخ أسرة الصبي بان ابنهم سيشفى، وأمر بان يترك الصبي عنده في “المسيد” لأيام قليلة. أمر الشيخ احد معاونيه أن يدهن كامل جسم الصبي بشي من زيت الزيتون وان يترك الصبي في غرفة معزولة “يعني خلوة”. هذا ما ظهر للعيان وربكم اعلم بما غاب عنها، و إن بعض الظن إثم.
جاءت الأسرة علي موعدها لتستلم الصبي وإذا بهم يصعقون بخبر اختفاء الصبي ليبدأ كابوس آخر، وبعد أن شارفوا على فقدان الأمل في العثور عليه خرج عليهم ذات الشيخ المحتال ليخبرهم أن مجموعة من الجن خطفت الصبي وذهبت به لأرض الصين وتطلب لإرجاعه فدية قدرها 560 مليونا. لم يكن أمام الأسرة المغلوبة على أمرها خيارا آخر فشرعت تجمع المال لتسليمه للشيخ المحتال. إلا أن الفاجعة كانت بورود نبا العثور على جثة الطفل ملقاة في العراء وقد نهشتها الوحوش والضواري أمام قرية لا تبعد كثيرا عن مكان الشيخ المحتال.
رفض والد الصبي فكرة تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة فقاموا بدفنها وأغلق ملف القضية، رغم إصرار أخوال وأعمام الصبي على ذلك، فدب بينهم خلاف ونمت قطيعة.
نسال الله أن يلطف بأسرة ذلك الصبي ويجبر كسرها وان يلهمها صوابها فلا تدع الجناة ينجون بفعلتهم, نعم هنالك حق خاص لأولياء الدم ولكن هنالك حق عام والله جل يقول “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”.
هذه الواقعة الحقيقية تجسد بعضا مما وصلت إليه أحوال الناس من بسطاء يخدعون باسم الدين فيصبحون صيدا لأمثال هؤلاء المحتالين، وممن امنوا العقاب فأصبحوا يأكلون أموال الناس بالباطل ويفترون على الله الكذب. وهؤلاء للأسف لهم هيئة تسمى المجمع الصوفي العام والذي أخذت فضائحه تتوالى هذه الأيام. أي نعم لا ننكر دور الأوائل من الصوفية الزاهدين العابدين المرشدين، أما دعاة (بل من يدعون) التصوف اليوم من أمثال صبية المجمع الصوفي العام فقد حق عليهم قول ربك “فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات”.
اللهم ارحم ذلك الصبي وتقبله وألزم أسرته الصبر والسلوان وألطف بالبلاد والعباد.

أحمد الطيب


تعليق واحد