جولي مستعدة

جولي مستعدة فهل نحن مستعدون؟ أما جولي فهي الممثلة السينمائية والناشطة الإنسانية الأشهر أنجلينا جولي التي أعلنت استعدادها خوض غمار السياسية لخدمة القضايا الإنسانية، ونحن أي العرب هل أصبحنا مستعدين لقبول أول رئيسة منتخبة في البلاد العربية، فدولة ليبريا التي يفتك بها الآن وباء الإيبولا وقبله وباء الحرب والدكتاتورية على يد الرئيس السابق تشارلز تايلور سبقت العرب لانتخاب أول رئيسة في أفريقيا هي الرئيسة إيلين جونسون سيرليف التي اقترن اسمها مع اليمينة توكل كرمان عندما تقاسمتا جائزة نوبل للسلام لعام 2011، فهل سيقام العرب كذلك سيرليف شرف أول رئيستين منتخبتين في أفريقيا، حيث تخوض التونسية كلثوم كنو وهي قاضية تقضي بين الناس بالعدل غمار التنافس في الانتخابات التونسية بطموح أن تسجل اسمها كأول رئيسة عربية منتخبة، طالما أننا لا نكاد نتذكر من هو أول رئيس عربي منتخب فأغلبهم جاءوا إلى السلطة عبر الانقلاب باللونين الأبيض والقاني أو عبر الوراثة في الأنظمة الملكية والجمهورية على حد سواء، وحتى لا ندخل في مغالطات تاريخية ندعهم وسلطانهم الذي منحهم إياه رب العالمين ونؤرخ لأول رئيسة منتخبة في البلاد العربية ربما تكون التونسية كلثوم، وكما ابتدرت تونس ثورات الربيع العربي يمكنها أن تبدأ عهدا جديدا في السياسة العربية، وتدرك كلثوم أن حظوظها ضعيفة في ظل الهيمنة الذكورية على المشهد السياسي العربي، ولكنها تسعى من أجل رسالة تريد إيصالها للعالم بأن أفضل شيء نبلغه اليوم للعالم هو وجود امرأة عربية مسلمة على رأس الجمهورية، أو كما قالت كلثوم المرشحة للرئاسة التونسية.

أما أنجلينا جولي التي فوق شهرتها السينمائية، فهي ناشطة إنسانية وسفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وقد أعلنت أنها مستعدة لخوض مجال السياسة، ولكن الأهم لماذا قررت دخول معترك السياسية، هل من أجل استثمار نجوميتها الطاغية لكسب أصوات المرشحين لا ليس كذلك بل هي ترى أن عملها السينمائي قد يكون عائقا أمام عملها السياسي، تقول أنجلينا بحسب حوار مع مجلة (فانتي فير) الأمريكية في عددها المقرر صدوره الشهر المقبل عن رغبتها في خوض السياسي: عندما تعمل في مجال العمل الإنساني، تصبح على دراية بأنه يجب أخذ السياسة في الاعتبار، لأنك إذا أردت أن تحدث تغييرا جذريا، يجب أن تتحمل مسؤولية!

لو كان يحق التصويت لمنحتهن صوتي رغبة في تحقيق حلم أول رئيسة عربية ودعما لاتجاه جديدة يربط بين السياسة والمسؤولية، فالسياسة ليست (شو) بل هي كما تقول جولي يجب أن تتحمل مسؤولية شعب منحك صوته في الانتخابات حتى يأمن من جوع ومن خوف!