محمود الدنعو

الانترنت براءة


[JUSTIFY]
الانترنت براءة

بعد انتشار ظاهرة الشباب القادمين من الدول الغربية الذين التحقوا زرافات ووحدانا بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وبلاد الشام، طفقت الحكومات الغربية وأسر هؤلاء الشباب بدافع التنصل عن المسؤولية المباشرة عن التحول الذي حدث لهؤلاء الشباب الذين ركلوا نعيم الحياة المدنية في طرازها الغربي المشتهى من ملايين الشباب حول العالم وهرعوا إلى جحيم الحرب مع داعش وضد بلدانهم الأصلية طمعا في الجنة التي يدعمهم بها الداعشيون، بعض هؤلاء الشباب يحملون طاقات إيمانية ضل طريق التقرب إلى الله بالحسنى والبعض الآخر حديثُ عهدٍ بالإسلام نفسه، ويبحث عن المختلف والمغاير، ويبحث عن مغامرة يقتل بها روتين الحياة التي يعيشها في الغرب أو يريد شيئاً ينسيه ماضي إدمان المخدرات أو التفلت في الشوارع، وبالتالي مع هؤلاء يصبح من الصعب التصديق بأنهم أصحاب رسالة محددة يستحقون احترام التمسك برسالتهم حتى من قبل المخالفين لهم، ويصبح من الضروري البحث عن الأسباب الاجتماعية التي دفعتهم إلى ذلك ومراجعة خلل التنشئة بين الأسرة والمؤسسات التربوية في تلك البلدان التي تخرج شباباً محبطاً محطماً بلا طموح في حياة أفضل في المستقبل.

تلك الحكومات الغربية وأسر هؤلاء الشباب وبحثا عن شماعة تعلق عليها مسؤولياتهم المباشرة عن ما ينتهى إليه هؤلاء الشباب، كانت تقول إن هؤلاء الشباب غرر بهم من قبل أشخاص خارقين مخيفين لا يظهرون في العلن، وإنما يتواصلون مع هؤلاء الشباب عبر شبكة الانترنت، وشاهدنا كيف أن الكثير من الحكومات سعت إلى إغلاق بعض المواقع وإلغاء بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وإن وحدات خاصة بالحرب الإسفيرية ومحاربة الإرهاب الإسفيري قد نشأت في أجهزة الشرطة والمخابرات الغربية، وصار الإعلام يضخم هذا البعبع الخفي.

ولكن وقائع الدراسات جاءت لتؤكد أن موضوع دور الانترنت في تجنيد الشباب الغربيين لصالح داعش محض وهم كبير وخدعة لتبرير فشل الأسر والحكومات في السيطرة على أبنائها، حيث قال خبراء إن دور الانترنت في تجنيد الغربيين في صفوف (داعش) وجبهة النصرة مبالغ فيه، وإن الدور الأهم تلعبه الصداقات المباشرة. واستنتج التقرير، الصادر من المركز الدولي لدراسات التطرف والعلوم السياسية، والمتوقع نشره خلال الأسبوع المقبل، أن الصداقات والشبكات الاجتماعية الواقعية هي المحرك الرئيس الذي يدفع الشبان إلى التفكير في الجهاد. ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن بيتر نيومان، مدير المركز، قوله: “لا شك في أن الانترنت يلعب دوراً ما في تجنيد الجهاديين، إلا أن الناس يذهبون إلى الجهاد في سوريا، لأنهم يعرفون أناساً يجاهدون هناك”.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي