محمود الدنعو

ما بين أشرف وشريف


[JUSTIFY]
ما بين أشرف وشريف

ما بين أشرف غني الرئيس الأفغاني ونواز شريف رئيس وزراء باكستان أكثر من حضور مباراة في رياضة الكريكرت الأكثر شعبية في شرق آسيا بين منتخبي أفغانستان وباكستان في إسلام آباد اليوم السبت في محاولة لتهدئة وتنقية الأجواء بين البلدين الجارين، نعم قد تكون للمباراة أسبابها الرياضية فمنتخب باكستان يستعد لكأس العالم للكريكيت في أستراليا ونيوزيلندا العام 2015، من أجل إنهاء سيطرة غريمه المنتخب الهندي على هذه البطولة ولكن مباراة اليوم هدفها الرئيس سياسي وجزء مهم من جدول أعمال زيارة أشرف غني لباكستان الأولى من نوعها منذ وصوله للسلطة في سبتمبر الماضي.

إذاً، أشرف غني في أول زيارته توجه إلى إسلام آباد على أمل أن تسهم دبلوماسية الكريكيت في تذويب حدة التوتر الحدودي بين البلدين والاتهامات المتبادلة لكل طرف بدعم طالبان الطرف الآخر، فلكل طالبانها التي تقاتل السلطة المركزية باعتبارها تابعة وخانعة للأمريكان حتى وإن جاءت عبر صناديق الاقتراع.

ولكن أشرف وشريف حالة فريدة في تاريخ علاقات البلدين فلأول مرة يتوفر للبلدين رئيسان منتخبان من قبل الجماهير.

ما بين أشرف وشريف الكثير من الملفات والقليل من الوقت تبقى لخروج القوات الدولية من أفغانستان وترك المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية ولا شكل أن عبء تلك المسؤولية لن تستطيع كابول تحمله لوحدها دون مساعدة جارتها إسلام آباد التي تشاطرها نفس التحديات الأمنية المنتظرة من قبل حركة طالبان في البلدين.

بوصول الرجلين إلى السلطة في بلديهما عبر صناديق الاقتراع لاحت في الافق بوادر مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية المتوترة بين بلدان الإقليم، وأبدى نواز شريف في باكستان استعدادا منذ الوهلة الأولى لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع أفغانستان والهند ، وعندما وصل رئيس وزراء الهند مودي إلى السلطة في مايو الماضي أعلن هو الآخر عن نوايا جيدة لتحسين العلاقات بين البلدين والتي بدورها ستنعكس على علاقات باكستان وأفغانستان التي بحسب مراقبين لاحت أمامها فرصة تاريخية بوصول أشرف وشريف إلى السلطة حيث قال السفير الأمريكي في إسلام آباد ريتشارد أولسون هذا الأسبوع إن أمام باكستان وأفغانستان فرصة “تاريخية” لطيّ صفحة التوتر الماضي، وإعادة علاقات جيدة تعزز السلام في المنطقة. وصرح أولسون في كلمة أمام جامعة العلوم والتكنولوجيا في إسلام آباد الأربعاء بأن “كلا من الجانبين مهتم جدا بانتهاز الفرصة التي يشكلها الانتقال السياسي”. وأضاف: “أعتقد أن هناك فعلًا قاعدة لإقامة علاقة جديدة بين أفغانستان وباكستان، وكل من الجانبين يدرك أهمية هذه اللحظة التاريخية، ويعمل على الإفادة منها.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي