منى سلمان
دهنولِكْ ودك ..؟؟!!
آه .. ماهو أبوكي ما عرفش يديك حاجة مِنّيه .. غير شعرو الأكرت .. مِنو لله ربونا ياخدو!!
إستسلمت عندما أعلن شعر الصغيرة التمرد ورفض الإنصياع لأوامر المشط والسماح له بالمرور عبره، إلبستها الشبشب ودفعتها أمامها نحو الباب وهي تقول:
روحي لخالتك (أم حماده) تمشطلك شعرك .. ما حديش يقدر عليه غيرها.
وقفت بجوار الباب حتى تطمئن على دخول صغيرتها (نرمين) لبيت الجيران بعد أن طرقته وقاموا بفتحه لها ثم عادت للداخل لتواصل في أعمالها المنزلية.
في بيت حاجة (زينب) أو (أم حماده) كما تلقبها (لبنى) جلست الصغيرة على البنبربعد أن (نفشت) لها الحاجة شعرها حتى يكمل جفافه من الماء قبل تمشيطه، ودخلت لتعد فطور الجمعة لأبنائها الصبيان الذين جلسوا على البرنده المجاورة للمطبخ في إنتظار صينية الفطور.
إحتدم النقاش بين الأخوين بسبب لبس (مجدي) للباس الدافوري الخاص بأخيه (محمد) والقائه مع الملابس المتسخة بعد أن تمرن به دون ان يهتم بغسله، فقد تعود (شدّ) ملابس أخيه كلما تحير فيما يلبس رغم تحزيراته المتكررة له بعدم لبس ملابسه .. توعد (محمد) أخيه (مجدي) قائلا:
أصبر لي الليلة لمن نطلع الشارع .. أنا ما قلتا ليك ما تلبس التريننق سوت بتاعي؟؟ لبستو ليه؟؟
لبستو وتاني بلبسو .. عايز تعمل لي شنو يعني؟؟
قال في غضب:
حا أوريك يا حيوان لما نطلع الشارع بعمل فيك شنو!!
دخلت الحاجة وهي تحمل صينية الفطور التي توسطها صحن عدس كبير ممتلئ حتى حوافه مع صحن سلطة وآخر صغير به شطة .. وضعتها على الترابيزة قبل أن تزجرهم بعنف قائلة:
بطلوا الشكل يا أولاد .. أنتوا ما بتزهجوا .. الليل والنهار تتحامروا زي الديوك .. الله يقطع ولادة الصبيان الما بجي من وراها غير الخوتة ووجع الدماغ.
لم تكد الحاجة تغادر البرنده عائدة للمطبخ حتى تعالت أصوات الخلاف مره أخرى بينما جلست الصغيرة (نرمين) على بنبرها في صمت تحرك عينيها اللامعتين بين الإثنين كلما تكلم واحد منهم.
تصاعدت وتيرة الخلاف فجأة وإنتقل لمرحلة التشابك بالأيدي عندما أشاح (محمد) بيده أثناء الكلام لتصيب (مجدي) على وجهه والذي لم يتوانى عن رد الضربه بلكمة جاءت مباشرة على عين (محمد) .. إشتبك الإثنان في صراع مستميت وتعالت اللبعات والشلاليت والبُنج دون رحمة.
حبست الصغيرة أنفاسها وأنكمشت في زعر تراقب المعركة التي تدور رحاها بالقرب منها وقد وضعت أصبعها الإبهام على فمها وأعملت فيه مصاً كعادتها كلما أصابها الخوف.
أثناء الشجار تراجع (مجدي) ليصوب (شلوت) مدنكل لبطن أخيه، ولكن الآخر تفاداه بمهارة ليضرب (الشلوت) صينية الفطور ضربة حرة مباشرة، أطاح الشلوت بالصينية وأرسل صحن العدس في الهواء عاليا قبل أن ينزل إلى مرماه على أم رأس الصغيرة المسكينة (نرمين).
صرخت الصغيرة رعبا وألما من سخونة العدس الذي غطى شعرها المنفوش وسال حتى وجهها وصدرها .. أنطلقت لا تلوي على شئ نحو بيتها تسبقها أصوات بكائها وصرخاتها.
تناهى صوت صراخ (نرمين) لآذان (لبنى المصرية) داخل مطبخها فخرجت تجري نحو الباب في جزع وهي تصيح:
يا لهوييتيي .. يا خرابيييي .. بنتي .. حبيبتي .. جرالها أيه؟؟؟؟
وعندما وصلت للباب وفتحته إصطدمت (بنرمين) القادمة تجري، نظرت بحيرة للشئ الذي يسيل من رأسها وسألتها في إستغراب:
أيه ده؟؟ .. همّا دهنولِك ودك؟؟؟؟!!!
أجابتها الصغيرة باكية:
لا .. دهنوا لي عدس !!!!!! [/ALIGN]
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
always great
thanks