منى سلمان

خرج ولم يعد حتى الآن

[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=indigo]خرج ولم يعد حتى الآن !![/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B] زمااان .. لم تكن نشرة الساعة التاسعة مساء التلفزيونية، تخلو من تنويهات لمن – خرج ولم يعد حتى الآن أوصافه كالآتي … كما كان التلفزيون يقوم بعرض التائهين الذين تعثر عليهم الشرطة بعد نهاية النشرة، فكنا نتكأكأ أمام الشاشة في شغف من راح ليهو زول، وتسبقنا (أمي) التي تكاد تخترق الشاشة برأسها تمعّنا وبحلقة في وجوه هؤلاء التائهين لعلّها تعثر بينهم على (وش عرفة)، في تركيز وانتباه لا تضاهيه سوى إنتباهتها لنشرة الساعة عشرة صباحا في الراديو لسماع الميتين، فقد كانت تزجرنا في سخط عندما نصدر ضجيجا بجوارها أثناء النشرة، فتنتهرنا:
يا عيال .. أجروا ألعبوا بعيد خلوني انسمع خلق الله الماتوا ديل .. تُب على دي ولدة!!
وما زلنا نحتفظ بذكرى واحدة من لواذمنا المضحكة وهي (هي تُب)، وذلك عندما قام التلفزيون بتصوير حبوبة عجوز مقاس تسعين في مرحلة متقدمة من الخرف، كانت قد عثرت عليها الشرطة وأحضرتها لإستديو، ويبدو أنهم أجلسوها على مقعد لتصويرها بعد الأخبار، وما أن بدأ التصوير حتى قامت من مقعدها وصارت تجوب جنبات الأستديو هربا وربما خوفا من الكاميرا، ولكن المصور أصر على ملاحقتها حتى إلتفتت إليه في ضجر وأشاحت له بيد بينما تقبض يدها الأخرى على طرف التوب لتثبته على رأسها وقالت:
هيي تُب .. تُر يا جنا لي غادي !!!
لست أدري لماذا أوقف التلفزيون خدمة عرض (الرايحين) على الهواء .. هل لأن الناس صارت تخرج ثم تعود الآن؟؟ أم لأن من يخرج ولا يعود الآن لا يتكلف أهله عناء البحث عنه بعد ما الله ريحهم منو؟
حكت لنا أستاذتنا في الثانوي أن إبنها المراهق كان يتزمر دائما من طريقة معاملتهم له ، وكان يهددهم بالهرب من المنزل حتى يضطروا للاعلان عن اختفائه في التلفزيون ولكنه كان يداعبها قائلا:
عليك الله يمة وكت أطش وتعلنوني في التلفزيون .. أوعى تقولوا اخدر اللون!
فقد كان أسمرا بينما بقية اخوته ينعموا بالون الاصفر القمحي.
أما عن اطرف مواقف ضهابتي الشخصية والتي يعلم بها القاصي والداني، ذلك الموقف الذي حدث لي في أيامي الأولى بالاسكندرية، فبينما كنا لا نزال في شقة الاستقبال التي يؤجرها اتحاد الطلاب ليستقبل فيها الطلاب الجدد قبل توزيعهم الي السكن، غادرت الشقة مع بقية الزميلات في الصباح (معاكم .. معاكم) إلى الكلية، وبعد قضاء اليوم في التسجيل وإجراءت القبول، قررت الزميلات الذهاب إلى السوق ولكنني فضلت العودة للشقة لشعوري بالإجهاد والنعاس .. سألوني في تشكك:
بتعرفي ترجعي الشقة براك؟؟!!
أومأت في ثقة مؤكدة لمعرفتي فقد سبق لي عدة مرات أن خرجت وعدت مع المجموعة ومع مشرفات الطالبات في الشقة، وبسب إصراري وافقوا على تركي لاعود وحيدة بعد أن أركبوني الترام وذكروني بالنزول في (محطة الإبراهيمية) ثم التوجة شرقا لجهة البحر والسير حتى شارع(…) عمارة رقم (…).
نزلت في الإبراهيمية في (أمانتي الله) وتوجهت شرقا (زي الترتيب) .. وبس!!
ديك يا الروحة .. فقد دخلت في حالة طششان شبكة عسير .. نسيت اسم الشارع ورقم العمارة وإختلطت علي الشوارع وتشابهت علي غنماياتها وبقيراتا وغلبني البسويهو .. صرت أجوب (واخيط) في الدروب طالعة .. نازلة على غير هدى، وذلك لأنني لم أكن أعرف كيف أعود للكلية، ولا أعرف بالضرورة مقر اتحاد الطلاب بل لا أمتلك أي رقم تلفون لاي أحد في اسكندرية ..
واصلت السير بين الطرقات لاكثر من ساعة أصابني فيها الرعب والإرهاق وراودتني خيالات صورتي الحا تطلع مع اعلان (خرجت ولم تعد حتى الآن) والتي تخيلت أنهم سيعلنوها في نشرة تسعة المصرية حتة واحدة .. فخفق قلبي بعنف وحدثت نفسي:
وآآ شيل حالك بالبلدان يا بت سلمان!!
وفي عز الضيق لاح الفرج، فبينما كنت أسير رافعة رأسي لأتبين اشكال العمارات لعلي أهتدي لشكل العمارة (هولتي)، إذا بي ويا لسعادتي الغامرة ألمح على إحدى البلكونات فستاني الأخضر يرفرف كراية السلام على الحبل، فقد كنت قد غسلته في الصباح ونشرته على البلكونة قبل مغادرتي للكلية ..
حمدتا الله .. وشكرت الله .. ومن ذنبي إستغفرت الله .. تنهدت في ارتياح وقلت لنفسي:
أحيي يمة!! .. أريدك يا فستان محبوبي الغالي (ما نمشي بعيد .. اشتراه لي أبوي)!!
لم تنتهي الأزمة برؤيتي للفستان وبالتالي عثوري على العمارة، فقد كانت بلكونتي تطل على الشارع الخلفي وبالتالي كان علي الإجتهاد مرة أحرى بالدوران حول الشارع لاصل لواجهة العمارة والدخول إليها .. ودي براها كمان قوّمت نفسي دابن لميت فيها!!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫8 تعليقات

  1. روحتك دي يا أستاذة أعادت لي ذكريات إسكندرية فعندما كنا برالمة في العام 1987م نزلنا على دفعتين بالرغم من إنه كان معان واحد من ناس الإتحاد فنص في سيدي جابر ونص في محطة مصر وأغلب النص الراح محطة مصر من البنات واتذكر في طالبة إسمها إشراقة من بنات بحري من الطلاب القدامي في سفرتنا وكيف تعبت وأخذت تاكس إلى محطة مصر في رمل إسكندرية لكن كان بالقرب منك شارع اللخمي حيث كان الأتحاد قبل أن يتنقل إلى بكلي تلك الأيام أنا متأكد إنك كنت هناك .

  2. المنينه – صباح النور والسرور

    والله فيك الخير ذكرتينا ايام الاسكندريه والبرلمه والروحات ونحن برالمه – اخير انتي جابك فستانك – اسكتي خلينا مستورين – شفتي ليك روحه لمن يركبوا ليها الترام الاصفر — ههها هههها — الله يديك العافيه يا منينه والله اضحك والفي المكتب مستغربين — لكن خليهم في استغرابهم اخير من افضح روحي والله اتبرلمته برلمه لي هسه بضربوا بيها المثل …..
    كوني بخير

    ام احمد

  3. هلا بالمنينة ذكريات زى العسل لكن افتكر لو جمعتيها فى كتاب يا المنينة يكون احسن ومواده كلها دسمة وذكريات جميلة وفيه معانى خلى البعدنا يقروه ويستفيدوا من التجارب زرت اسكندرية اول مرة فى 77 وكنت اسكن فى الشاطبى وياما رحت وقربت يجيبونى فى التلفزيون يقولو خرج ولم يعد اوصافه كالاتى يشبه البعاتى -وقميصه اخضر على وزن فستانى الاخضر الراية المنينية وزكريات الصغرة ظريفة تلقى الوالدة ولا الجدة راقد فى عنقريبا فى ظل الشاتى وجنبها الراديو وتسمع فى الاخبار والحى والميت منو عارفنو انا كان لى جدة اب ديت كل المعلوات البتجى فى الاخبار جايبها خبرها ولما مات جوزف بروس تيتو وازيع خبر وافته نادت على بتها يا ——- اجرى احييييى الليلة ما توتو مات بنتها اتخلعت توتو دى يا ربى منو عندنا يا ربى جارة اسمها توتو وبعد قليل تكرر الخبر فى الراديو جوزف بروس تيتو الرئيس اليوغسلافى سبحان الله كانت تهتم بالاخبار جدا وتعرف ما يقال لذا كانت ابديت جدا
    زكريات لو جمعناها فى كتب تسلى اةلادنا وتديهم خبرة ومعرفة للمشاق التى مرت علينا وكيف تغلبنا عليها الله يديك العافية المنينة بت عشة ام الرير 😉 😉 😉

  4. اختي المنينه بت عشه ام الرير يا ايام الدراسة الحلوه بالله عليك مما بدتي الدراسة في مصر هل كان تعديل في جدول المحاضرات الامتحانات الملاحق دراسة سيف مش زي هنا مشاكل في مشاكل وبعدين البرلوم الما بروح ده ما برلوم .الفستان مش افضل من البنطلون . حرصا علي النظام العام تحياتي

  5. الاخت الكريمة منى .. سلامات وتحيات اسكندرانية خالصة
    شفتي ناس الاسكندرية كيف بيجمع بينهم هذا الحب الشديد وبرغم بعد المسافات الزمنية والمكانية واختلاف الدفعات بالتاكيد الا ان جميع المعلقين اسكندرانيين حلوين ، هاجت بهم اشجان الذكري العطرة وتنقلت خيالاتهم مابين محمد احمد بتاع الفول ومحطة الرمل والابراهيمية وكامب شيزار وشارع اللخمي وكيلوباترا الكبرى الصغري وسكن سيدي جابر ومباني الجامعة ودار السودان بشارع الحرية او شارع جمال عبدالناصر وميدان الخرطوم الجميل بي ساعتو العجيبة المزدانة بالورود وقصور الملك فاروق بالمنتزه والمعمورة وقلعة الشيخ قايتباي .. وزنقة الستات وسينما رويال وريالتو واوديون وترام النصر وذلك الكورنيش الطويل الجميل .. سؤال …في زول بيعرف حي زعربانة في الاسكندرية؟ .. وبركة الجمعتي بي فستانك الاخضر .. والتحية لكل خريجي الاسكندرية ولك دوما التقدير وشكرا لهذه السياحة التي ادخلتينا فيها ودمتي ….

  6. حكايات البرلمة في مصر كتيرة يا استاذة مني واحد صاحبنا ربنا يطراهو بالخير بيحكي انه في اول يوم ليه في القاهرة واحد معاهم في الشقة تعب ونزلو الشارع جري وقفو ليهم تاكسي وقالو ليه اقرب مستشفي لو سمحت لفا بيهم كم لفة ونزلهم جنب مستوصف وشال منهم 5 جنيه ! بعد الجماعة خلصو علاجهم وقفو ليهم تاكسي وأدوه ورقة فيها عنوان سكنهم وطلبو من بتاع التاكسي يوصلهم بتاع التاكسي قال ليهم انتو عبطاء والا بستعبطوا …. العمارة المواجهة لينا دي هي العنوان اللي انتو مايشين ليهم عالم فاضية

  7. طبعا الموضوع جيد وذكرني بقصة وتعليق لشخص عندما ذكرت اوصاف بنت بانها بيضاء اللون وشعرها سبيبي وعيونها عسلية فعلق قائلا معقول بالوصف دة كله ودايرنها ترجع دي مواصفات عروس مازولة ضائعة

  8. يابت سلمان كيف حالك والله من كلامك عن الاسكندريه اتمنينا نشوها لكن ما كان تحرجي جادو وانا بتمني كل مقالاتك تطلع في كتاب زي حق البوني (حاطب ليل)