الخروج من الظل
مع كل ملاحظات الأمريكيين على سياسته الخارجية يبدو أن الرئيس باراك أوباما يحقق على الأقل إنجازاً مهماً في كل ولاية في القضايا الداخلية، فإذا كانت ولايته الأولى قد شهدت مشروع الرعاية الصحية، فإن الولاية الثانية توجها بقانون الهجرة، والملاحظ أنه في كلا القانونين استخدم سلطاته التنفيذية لأن الجمهوريين يعرقلون هذه مشاريع هذه القوانين في الكونغرس.
القانونان اللذان دافع عنهما أوباما وصارع حولهما الجمهوريون الذين بصدد رفع دعوى قضائية ضد الرئيس لأنه بحسب خصومه الجمهوريين أساء استخدام صلاحياته الدستورية، القانونان يتعلقان بحياة الناس العاديين، وهو ما يجد مساندة شعبية كبيرة لأوباما، فالأول وهو قانون إصلاح النظام الصحي الذي طرحه الرئيس في العام 2010 تحت الاسم نفسه لمنح جميع الأميركيين فرصة الحصول على تأمين صحي بتكلفة منخفضة، والثاني هو قانون إصلاح الهجرة الذي من شأنه – في حال طُبِّق – السماح لأكثر من 4 ملايين مهاجر غير قانوني بالتقدم للحصول على تصاريح عمل في الولايات المتحدة.
مشكلة الهجرة ظلت تؤرق المجتمع الأمريكي كما هو الحال في الكثير من الدول الغنية التي يفر إليها سكان الجنوب هربا من الجوع والخوف، ويقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بنحو 11 مليون شخص، ويعتقد أن 4 ملايين منهم سيستفيدون من مشروع القانون. ولن تحق الاستفادة من القانون إلا للآباء المهاجرين الذين أقاموا في الولايات المتحدة 5 أعوام.
ويبدو أن أوباما في ختام الولاية الثانية يريد أن ينجز هذا المشروع رغم غضب الجمهوريين الذين يرون في مشروع القانون حافزاً وتشجيعاً للمزيد من المهاجرين لدخول الولايات المتحدة بطريق غير شرعية.
وكان رئيس مجلس النواب في الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية جون بوهنر، قال إن ما أقدم عليه أوباما أفسد حظوظ التوصل إلى اتفاق بين الحزبين، وأضر بالرئاسة نفسها. وأضاف أن الرئيس تصرف بطريقة أحادية (مثل الملك أو الإمبراطور).
لكن أوباما رفض اتهامات الجمهوريين، وقال: “نحن أمة مهاجرين وسنبقى كذلك دائما”، وأضاف أن إصلاحات نظام الهجرة “ستدعم الجهود الأمنية على الحدود، وتجعل من الصعب على المهاجرين غير القانونيين الدخول”.
الرئيس أوباما في خطابه أكد مجدداً أن الولايات المتحدة بلد المهاجرين في الأصل ويجب أن لا يضام فيها مهاجر مطلقاً، وكان الرئيس أوباما يعني تعبير الخروج من الظل عندما دعا المهاجرين غير الشرعيين إلى الخروج إلى العمل والمشاركة في الحياة مع المواطنين الأمريكيين.
معركة أوباما مع الجمهوريين طويلة في ظل نتائج الانتخابات النصفية الأخيرة، حيث باتت السيطرة الجمهورية على الكونغرس مطلقة، ولكن عليه تحقيق إنجاز في الولاية الثانية.
[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآنصحيفة اليوم التالي