محمود الدنعو

كبش فداء الجنوب


[JUSTIFY]
كبش فداء الجنوب

يبدو أن الأطراف المتنازعة في جنوب السودان بعد أن فشلت في الجنوح إلى السلم لتجنيب البلد الوليد الخداج في العالم مصائر مجهولة، طفقت تبحث عن كبش فداء، ولما كانت الحرب قد أحرقت على مدار عام تقريبا كل شيء في الجنوب اتفقت الأطراف على أن منظمة الإيقاد التي ترعى مفاوضات السلام بينهما هي التي يجب أن تكون كبش الفداء برغم أن الإيقاد واحدة من أسباب الفشل في التوصل إلى تسوية سلمية عاجلة لأزمة جنوب السودان، ولكن لا يمكن تحميلها لوحدها مسؤولية ما آلت إليه تطورات الأوضاع في جنوب السودان الذي بات يشهد حركات تمرد جيدة لا هي مع حكومة الرئيس سلفاكير، ولا هي مع معارضة رياك مشار المسلحة أو معارضة باقان أموم السلمية.

سمعنا من قبل عدة تصريحات من طرف المعارضة المسلحة الغاضبة من الإيقاد التي تتهمها بأنها تسعى إلى فرض حلول على الأطراف، وتستشهد في ذلك بمشروع التسوية السياسية الذي طرحته الإيقاد على الأطراف ثم عادت وعدلت فيه الكثير خصوصا ما يتعلق بصلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية المقترحة.

الجديد هذه المرة أن الجانب الحكومي في جوبا ينضم إلى المعارضة في تصويب سهام الاتهام تلميحا وتصريحا للإيقاد، فخلال زيارته إلى القاهرة تحدث الرئيس سلفاكير إلى وسائل الإعلام المصرية عن مفاوضات السلام في جنوب السودان، هو لم يشأ تصويب اللوم مباشرة إلى الإيقاد التي جدد تمسك جوبا بها كوسيط وحيد لحل الأزمة، ولكنه قال إن الإيقاد لم تكن خيار جوبا، وإنما الاتحاد الأفريقي هو من اختار الإيقاد للتوسط في الأزمة.

وإذا كان الرئيس سلفاكير قد وجه اللوم تلميحا إلى الإيقاد، فإن سفيره ومندوب جوبا الدائم في الأمم المتحدة فرانسيس دينق قالها صراحة وأمام مجلس الأمن الدولي الذي مدد تفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حتى مايو من العام المقبل. وقال دينق: إن “بطء مفاوضات (أديس أبابا) يعود جزئيا إلى التأجيل المستمر لهذه المباحثات من قبل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) التي تقوم بوساطة في هذا النزاع.

أطراف النزاع في جنوب السودان مع اقتراب مرور عام على اندلاع الصراع في ديسمبر الماضي يواجهون ضغوطا دولية وإقليمية بفرض عقوبات تطال بشكل رئيس زعيمي الصراع الرئيس سلفاكير ونائبه السابق زعيم المعارضة المسلحة حاليا الدكتور رياك مشار، وبالتالي تبدو محاولات البحث عن كبش فداء وتحميل المسؤولية في انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار المتعددة، وتعثر مفاوضات التسوية السياسية لطرف ثالث لتتجنب العقوبات التي باتت وشيكة مع حالة الاستياء الدولية من استمرار هذه الحرب العبثية.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي