(الحل لا يزال في جيبي!!)

بدأت مفاوضات جديدة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور.. هذه المرة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد أن أضاعت الحكومة زمناً طويلاً في رفض فتح منبر جديد للتفاوض حول قضية دارفور.
و كشأن أية مفاوضات سابقة.. ربما لا يكون في عزم الأطراف الوصول إلى اتفاق في هذه الجولة.. واعتبارها مجرد لعبة علاقات عامة لكسب التعاطف الدولي أو الإقليمي.. لكن لو نظر المتفاوضون للأذى المهول الذي يتحمله شعب دارفور من استطالة عمر هذه الحرب اللعينة لأدركوا أنهم محاسبون أمام الناس والضمير والله على كل ساعة تمضي دون الوصول إلى السلام.
الدكتور حسن الترابي في الماضي.. عندما كان يخوض حرباً شعواء ضد غريمه حزب المؤتمر الوطني كان يردد دائماً إنه يستطيع حل قضية دارفور بين ليلة وضحاها.. ويرفع شعار (الحل في جيبي).. والآن الترابي ، وقد طوى صفحة خلافه مع المؤتمر الوطني وصار شريكاً بالصمت أو بالكلام ، فهو مطالب أن يبرهن على قدرته في حل قضية دارفور.. خاصة وأن مشروع الحوار الوطنيالذي استنهض له الترابي كل ثقته وجهده- في عطلة طويلة فلا شيء يشغل الترابي.
الفصيل الدارفوري الرئيسي الأقوى سياسياً على الأقل- هو حركة العدل والمساواة التي يقودها الدكتور جبريل إبراهيم.. وهي حركة خرجت من عباءة الحركة الإسلامية بشقيها.. وسبق للحكومة أن اتهمتها بأنها (الجناح العسكري) لحزب المؤتمر الشعبي.. فلماذا لا يستخدم الترابي نفوذه أو خاطره- عند حركة العدل والمساواة في تسريع الوصول إلى إيقاف إطلاق نار أولاً ثم السلام الشامل ثانياً أو الاثنين معاً إن سمح الظرف.
الحرب في دارفور وأيضاً في المنطقتين- ينبغي أن تتوقف بأية وسيلة وبأعجل ما تيسر.. ولا أتوقع أن تكون مفاوضات أديس أبابا (مستعجلة) في الوصول إلى هذا الهدف.. لأن كنانة التكتيك والتكتيك المضاد قادرة على شراء الوقت .. والمفاوضون من الجانبين لا يطأون على الجمر.. جمر المعسكرات والإرعاب والدماء والدموع.. فهم ، مهما كانت نواياهم بيضاء، لا يكابدون وطأة الحرب إلا بالإحساس البعيد..
قضية دارفور تستحق ان تحل في جلسة مفاوضات واحدة.. على أقل تقدير فلتصل لمرحلة إيقاف إطلاق النار.. وإعادة توطين النازحين من سكان المعسكرات إلى قراهم.. وعودة التلاميذ إلى مدارسهم.
وبعد ذلك (يحلّها ألف حلال) فالباقي من القضية لا يزيد عن تقسيم المناصب والبحث عن مكافأة نهاية الخدمة لمن استثمروا في قضية دارفور حتى النخاع.. من الجانبين.
عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
يا استاذ عثمان السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
كلامك كويس لكن (يحلّها ألف حلال)دا ما بتجوز البيحل القضية هذه هو الله وحده وليس الف فارجوا ان تستغفر الله وتتراجع عن هذه الكلمة.قال تعالى (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون )سورة يس. صدق الله العظيم .
كما امل من رؤساء التحرير ان يدققوا في العبارات والكلمة شائعة عندنا لكن مفروض من بعد اليوم نصححها.