محمود الدنعو

عصر ميركل


[JUSTIFY]
عصر ميركل

يلقبونها بالمرأة الحديدية على غرار مارغريت تاشير رئيسة الوزراء البريطانية، ولكنها مع قبضتها الحديدية وشخصيتها القوية تتمتع بشعبية واسعة، إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أعاد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي انتخابها للمرة الثامنة رئيسة للحزب المحافظ، وقبل التصويت من أعضاء حزبها نشرت قناة (آ ار دي) نتائج الاستفتاء الشهري، حيث أيد 67% انتخابها لولاية رابعة في انتخابات العام 2017 التشريعية في حال ترشحها مجددًا، وهي التي استهلت العام الماضي ولايتها الثالثة.

وتحظى المستشارة ميركل بشعبية كبيرة في ألمانيا لأنها نجحت خلال تسع سنوات على رأس أول اقتصاد أوروبي في إعادة تشكيل ألمانيا كبلد قوي وواثق من نفسه، بجانب امتنان الألمان لدورها في صمود ألمانيا أمام الأزمة المالية العالمية التي لم يصمد أمامها أي من كبار الزعماء الأوروبيين الآخرين.

ويقول المحلل السياسي البرليني أوسكار نيدرماير لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ميركل بنت نجاحها بثبات، و”أصبحت تمثل صورة أم الأمة. إنها تجسد الإنسان العادي وتدافع عن المصالح الألمانية”.

وبرأي الصحافي في مجلة در شبيغل، ديرك كوربيفايت، فإنها نجحت في إنشاء “تحالف متحد مع الشعب”، إلى درجة أنها “تبدو بدون بديل”، حيث أنه لا توجد أي شخصية في ألمانيا قادرة في الوقت الراهن على تهديدها أن ترشحت لولاية رابعة بعد ثلاث سنوات.

يبدو أن إعجاب الألمان بمستشارتهم الحديدية نابع عن ثقة في قدرتها على صناعة ألمانيا المستقبل، فأمس بُعيد انتخابها للمرة الثامنة وقفت تحدثهم، لا عن إنجازاتها مع الحزب أو الحكومة خلال السنوات الماضية، وإنما عن المستقبل، وبدأت بحزبها الذي يحتاج إلى إصلاح من وجهة نظرها قائلة: “دعونا نكون الشجعان في هذه الأوقات المثيرة”. وشددت المستشارة على ضرورة أن يتم توفير السبل السليمة التي تعمل على ازدهار الاقتصاد. في الوقت ذاته دافعت عن سياسة التقشف التي تتبعها، وسلطت الضوء على إنجازات وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله. ووصفت ميركل موازنة العام 2015، التي لا تحمل الدولة ديونا جديدة للمرة الأولى منذ 46 عاما، بأنها موازنة المستقبل بالنسبة لألمانيا.

المستشارة الألمانية التي خلفت هيلمت كول، وكانت أول امرأة تتولى رئاسة حزب سياسي كبير في ألمانيا تجاوز دورها السياسي ألمانيا لتصبح الضامن للاتحاد الأوروبي من الانهيار من خلال السياسات الاقتصادية، وخصوصا التقشف التي اتبعتها وحثت البلدان الأوروبية على اتباعها للخروج من الأزمة المالية العالمية، وترى ميركل المخرج لدول الاتحاد الأوروبي من الأزمات المالية في احترام القواعد الأوروبية، لأنها ترى “أن أزمة الديون في أوروبا جاءت في الأساس على خلفية أزمة ثقة”.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي