مقالات متنوعة

مهرجان البركل .. الحساب ولد


استدل الستار الاثنين (15/ 12/ 2014م) على النسخة الأولى لمهرجان البركل العالمي، بعد ان عشنا معه ساعات وليالي جميلة، كنا نرى في كل لحظة منها ان قيام المهرجان قد تأخر كثيراً في منطقة كالبركل حيث نيتة والإله امون، والبركل لا يعني نفسه فقط إنما يعني اقدم حضارة عرفها التأريخ ممتدة من البجراوية حتى حدودنا الجنوبية ومنها لمصر، حيث أنها جميعها حضارة واحدة تنقلت بفعل أسباب ربما طبيعية وربما غير ذلك، فتسليط الضوء عليها عالمياً يعني على الاقل الترويج لها وسط السياح والوكالات والشركات العاملة في مجال السياحة على مستوى العالم.
فمهرجان البركل أتى متأخراً لكنه خير من ان لا يأتي، فكان تعثر البدايات ورهق النقش على رمال البركل لتثبيت قواعده، بعض هذا الرهق منطقي وبعضه لا يمت للمنطق بصله، وكان للجنة المهرجان تجاوزه بقليل من الجهد والمجهود، فبعد انتهاء المهرجان لابد ان يكون الحساب ولد، للمضي قدماً في بهذا المهرجان لمصاف المهرجانات المجاورة، بل نطمح للتفوق عليها لان ما يتوفر في جبل البركل لا يتوفر في الكثير من المهرجانات حيث التاريخ والآثار والحضارة.
هنا في هذا المقال اود ان اشير إلى بعض الايجابيات والسلبيات للهيئة العليا للمهرجان التي وعد الرئيس البشير باعلانها لتنظيم المهرجان علها تكون هادئ لها في اخراج نسخ قادمات تضعط فيها السلبيات للحد الادني وتدعم فيها الايجابيات لاقصى حد، واختصرها في الأتي:
الابيجابات: وضع عجلات القطار على القضيب ومن ثم تجاوزه المحطة الأولى – نفض الغبار عن هذا الارث – الترويج للحدث قبلياً بصورة متوسعة – وضع بنية تحتية لتلك المواقع لا تسع الالاف لكنها تساهم في تقديم خدمات للسياح الذين يقصدون الجبل بصورة مريحة.
السلبيات: عدم تنوير المجتمع مسبقاً بأن هناك جموع ستستقبلها المنطقة فيجهز كل صاحب مطعم مطعمه وصاحب سيارة الاجرة سيارته وصاحب الركشة ركشته وست الشاي و الاكلات الشعبية و.. و – الندوات لم تنفذ كلها وهي مهمة بل عليها الرك في الخروج برؤيا واضحة في العديد من المواضيع – عدم وجود نشره يومية لكي يتابع الجمهور الفعاليات أول باول بل انا اذهب لأكثر من ذلك لماذا لا يوجد في قادم ايام المهرجان مركز صحفي يزود كل المؤسسات الاعلامية بالمعلومات اول باول – زيادة ايام المهرجان وفي هذه النقطة يكثر الكلام لان المهرجان عالمي فمثلاً لو ان هناك سائح من دولة خارجية أراد ان يعيش اليوم الاخير بالجبل فبعد أن يضع برنامجه ويستعد لذلك، ماذا نقول له، اعتقد ان هذه عشوائية لا ترقى لمهرجان عالمي في قامة البركل فاحترام زمن الاخرين يجب ان يكون – عدم الاستعداد للعدد الكبير من الجمهور وفي هذا يبدو ان القصور واضحاً وشكت وبكت بعض الاقلام منه وهذا الجزء كان يجب ان تحتاط له اللجنة فمهرجان كالبركل ليس اسبوع ثافي في نادي قرية صغيرة وهنا لا نقول ان تستضيف اللكنة كل الحضور لكن توفير اسواق للاكل والشرب والخدمات فقط كان يكفي – مكان الاحتفالات مسطح مما يعني ان مدى الرؤية يكون قصيراً جداً فلماذا لا تنتقل الليالي الكبيرة في المرات القادمات للمدينة الرياضية بكريمة ويتم تغطيتها بسماعات ليس كما يحدث في مسرح البركل – برنامج المهرجان وزع بصورة شحيحة ولم يتم الالتزام به – عدم إسكان الصفحيين والاعلاميين بالقرب من موقع الحدث وشكواهم من الاهمال من اللجنة وعدم وجود ترحيل لهم بل ان المسئولة عنهم غابت ولم يجدوها الا في ساحات المهرجان – عدم نقل الليالي مباشرة، فنجد ان النقل كان للافتتاح والختام وهذا لوجود الرئيس ونائبه وكانت الاشارة لا تبقى ثواني بعد مغادرتهم المكان – عدم وجود تغطية اعلامية عبر الصحف والقنوات كبيرة إلا بعض الاجتهادات الشخصية – وهنا وبالرغم من وجود قنوات عالمية وهي الهدف الاول بالنسبة لي للترويج للمهرجان والسياحة في السودان وسط سياح العالم اجمع إلا إنها كانت قليلة ويجب مراعاة ذلك مستقبلاً – أيضاً تجريف مكان الاحتفال بآليات ثقيلة وهذا لعمري لا يصح في مكان كالبركل يتوقع ان تكتشف فيه مواقع اثرية في أية لحظة شبكة الاتصالات كانت سيئة جداً خصوصا خدمة الانترنت بموقع الاحتفال وذلك بإفادة المشاركين فيه، فوجود شبكة اتصالات وانترنت سريعة وقوية في مكان كجبل البركل هذا ترويج في حد ذاته على مستوى الداخل والخارج.
هذا السرد لا نريد منه الا التقييم والتقويم لمسيرة المهرجان، ونشكر اللجنة المنظمة وكل الشركات والواجهات الداعمة لها وكل من رمى بسهم في مسيرة المهرجان، نشكر لهم انهم جعلوا الحلم حقيقة، وازدان جبل البركل بالحضور الكبير من القنوات المحلية والعمالية والصحف، ننتظر ان نرى ما سجلت كاميراتهم واقلامهم من لحظات المهرجان ولياليه.
أمس انتهى المهرجان وسط دموع ستات الشاي وستات الكسرة والاكلات البلدية لانهن لن يدخلن اليوم على اطفالهن بمالغ كبيرة تسعدهم كما كن يفعلن ايام المهرجان، وكذلك اصحاب الركشات وسيارات والفنادق، إذاً أصبح المهرجان موسم ينتظره الكثيرون وتجويده وتحسينه مهمة الكثيرين واولهم هيئة المهرجان المنتظرة.

منحنيات/عمود يكتبه الصحفي محمد الننقة


تعليق واحد

  1. المهم والأهم أنه الناس تبدأ ومن ثم تتطور تدريجياً الى الأمام