محمود الدنعو

عام على الخراب

[JUSTIFY]
عام على الخراب

عام مضى على الأزمة السياسية في جنوب السودان، التي تحولت إلى حرب بين أصدقاء الأمس أعداء اليوم، الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار، اللذان حذرهما الأمين العام للأمم المتحدة من أن طموحهما الشخصي يمكن أن يدمر الدولة الأحدث في العالم بعد مقتل عشرات الآلاف، وتشريد نحو مليون آخرين.

دولة جنوب السودان الوليدة تحتاج إلى البناء والتعمير أكثر من الخراب والتدمير الذي انكب عليه أبناؤها منذ عام ولا تزال للخراب والموت بقية في ظل غياب أي بارقة أمل لإنهاء هذا الصراع في القريب العاجل.

عام مضى على القتال بين الفرقاء وعلى مباردات الحلول السلمية التي اجتهدت القوى الإقليمية في حمل الأطراف المتحاربة على الالتزام بها خصوصا اتفاقيات وقف إطلاق المتكررة وغير المنفذة، في وقت غاب فيه الفاعل والناظم الدولي الذي كان حاضرا عند مخاض الدولة الجديدة ولحظة الميلاد، ثم تراجع دوره واكتفى بالتلويح بالعقوبات من وقت لآخر دون إبداء أي مقدار للجدية،حتى في تلك العقوبات التي تصر جوبا أنها ليست الحل الأمثل للأزمة، وفي الكثير من فصول الأزمة الدامية كان المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج المدبج لبيانات الإدانة والشجب دون أن يتحرك نحو دائرة الفعل، الذي من شأنه وضع حد لهذه الأزمة التي دخلت بحلول يوم أمس الموافق 15 ديسمبر عامها الثاني، في غياب تام لأي تحرك دولي جاد لإنقاذ الدولة الوليدة، ليس من الفشل على غرار الصومال وحسب، بل من الانهيار الشامل.

عام مضى ولا تزال الحرائق تشتعل في غابات جنوب السودان ومعها تتلاشى الآمال بعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث حذر تحالف واسع يضم منظمات محلية وناشطين من أن دولة جنوب السودان قد تسقط في هاوية لن تستطيع التعافي منها قريبا إذا اكتفى العالم برؤية ما يجري في دولتهم الوليدة من صراع دموي بين أطراف سياسية وقبلية متناحرة.

وقال التحالف، في بيان بمناسبة مرور عام على النزاع المسلح الذي يصادف 15 ديسمبر، إن الكارثة استحكمت حلقاتها باجتماع العنف المفرط مع تنامي الجوع وانهيار نظام التعليم.

المجتمع الدولي شكل غيابا معيبا خلال العام المنصرم رغم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، جدد في بيان بهدذه المناسبة التأكيد على استمرار التزام الأمم المتحدة في دعم عملية السلام في جنوب السودان وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية، ولكنه بما يشبه الاعتراف بهذا الغياب دعا إلى حشد المجتمع الدولي وراء عملية السلام التي تقودها مجموعة دول الإيقاد، مثنيا على جهود الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآن
صحيفة اليوم التالي