منى سلمان
أيام الوفاء بعد الوفاة

مستني تلك الشكوى وحنّ قلبي وأنا أتخيل مغالبة الأرملة الحزينة للوحشة والأحزان التي خلفها رحيل زوجها، ولكن ابليس اللعين أبى إلا أن يعكر عليّ صفو لحظة المشاركة الوجدانية تلك، عندما دفع لخيالي الصورة العكسية فقد همس الله يلعنو في أذني:
لو كانت هي الماتت .. أكان هسي راجلا عرّس ومرتو ماشة علي الوضوع !!
كثيرا ما يختبئ الأرامل المتسبلين خلف مقولة الإمام أبا حنيفة ـ رحمه الله، عندما يرغبون في مداراة استعجالهم على الزواج قبل أن (ينشف حنك) المرحومة في تربتها كحال (صاحب انصاف) في لطيفة (العوض علي الله)، وذلك لأن الامام أبا حنيفة قد تزوج مباشرة بعد وفاة زوجته فسئل عن ذلك فأجاب: (كرهت أن أموت هذه الليلة فألقى الله عازبا).
برغم أن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية وفرض لهما نفس الحقوق والواجبات، فإن المجتمع فرض على المرأة التلفح بسواد الحزن إلى الأبد.. ورسم لها دورا عليها ألا تحيد عنه في مشوار عمرها المتبقي بعد مفارقة شريك حياتها للدنيا، مهما كانت مشقة المشوار، ومهما لاقت فيه من صعاب وهي وحيدة .. تكافح لسد ثغرة العوز المادي بعد فقدان العائل، وتناضل ضد وحوش غابة الدنيا الذين يرون فيها صيد سهل الأقتناص، خاصة إذا ما فاتها بعلها وفيها شيء من رمق الشباب وبهائه، وتدافع نفسها لتتجاوز حوجات الروح والقلب والجسد للرفيق .. في نفس الوقت، يمنح ذلك المجتمع الرجل الأرمل كل الحق في الاقتران بأخرى فور وفاة زوجته، إشفاقا عليه من القيام بدور الأم والأب معا، ولأنه في حاجة لمن ترعاه وتقوم على خدمته !!
جمعتني جلسة (ريد) بمجموعة من الأهل والمعارف، دار فيها نقاش مستفيض عن حق أرملة شابة من معارفنا في الزواج، توفى زوجها وترك لها زغب صغار ..والغريب أنه كان من بين جمع المؤنث السالم بيننا، من تعتقد بوجوب اعتكاف تلك الشابة و(هجران) شبابها، من أجل التفرغ لتربية أبنائها ما دامت غير محتاجة ماديا لزوج، وذلك حتى لا تدخل على صغارها (راجل أم يكسر نفوسهم ويشعرهم بالهوان بين الأصحاب والخلان)، وذلك لأن زواج الأم بعد وفاة الأب عادة ما يورث الأبناء نوع من الشعور بالذل والمسكنة خاصة وهم يراغبون انشغال أمهم برجل غريب يدخل الدار ويحل محل ابيهم المرحوم !!
يظل المجتمع ينظر للأرملة نظرة تعاطف وتراحم، باعتبارها ذات ظروف خاصة وتحتاج لمن يساندها ويدعم كفاحها لتربية أبنائها، ولكن هذه النظرة الإيجابية سرعان ما تتغير إذا ما أقبلت الأرملة على الزواج مرة أخرى، فيعتبرها الآخرون خاصة كبيرات السن من النساء – جاحدة وغير وفية لذكرى زوجها أو أنها تهوى ملذات الدنيا وتجري ورائها دون مراعاة لتبعة ذلك على أبنائها.
برغم مادة الأمس (وكان الانسان نسّايا) التي كتبتها (خوف ساي) حتى لا اتهم بالتحيز الجندري، ولكنها أيضا تصلح للتدليل على (أنهن يفعلن وانهم يفعلون)، فكما أن هناك من الرجال من يتزوج قبل أن تجف طينة قبر زوجته، فهناك أيضا من النساء من تتزوج بعد انتهاء حبستها بالساعة والدقيقة ..
وخير مثال لذلك طرفة تروى على طريقتين، وان كان الهدف منها واحد، وهو شيل حس النساوين ووصمهن بالمكر وعدم الوفاء .. فمره تحكى عن زوج ألزمته زوجته وهي على فراش الموت بالتعهد لها أن لا يتزوج قبل أن يجف طين قبرها، فظل يقوم بزيارة القبر بصورة يومية ليتأكد من جفافه ويتحلل من شرطها، ولكن في كل مرة يجد القبر مبتلا حتى ظن أنها كرامة من زوجته، وأنها من الأولياء الصالحين، إلى أن اكتشف بالصدفة أنها قد أوصت شقيقها بالذهاب يوميا لقبرها وريّه بالماء مدى الحياة !!
وهناك من يحكيها بأن الزوجة كانت تجلس على قبر زوجها وتهزّ فوقه مروحة تحملها في يدها، وعندما سألوها عن سبب فعلتها أفادت بأنها وعدت زوجها بعدم الزواج قبل أن يجف قبره !!
شوفوا يا أخواتي جنس الكضب والدليب ده ! النجر القصة دي نسى انو الاربعة شهور وعشرة يوم كافية تمام لجفاف قبر المرحوم، إلا إذا كانت الأرملة من النوع الذي ترميه شقوة الحال بين أنياب كلب ليعضه في نص المولد، فحينها ربما أنكسرت ماسورة (موية الحكومة) تحت القبر وحولت صاحبه لـ (أب نافورة) !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



الاخت منى سلام وتحية
اخر خبر انو النسوان ديل اتفقوا مع ناس الهيئة القومية للمياه ..يقطعوا الموية من البيوت وتحت تحت يودوها المقابر .. حتى تظل قبورهن رطبة .. والنكتة تقول انوا في راجل عرس 3 مرات وكلهن ماتن .. صاحبوا تعبان شديد وما لاقي التخارجو .. قاليهو ياحمد ياخوي انت النسوان البموتن ديل بتلقاهن وين ؟؟؟؟ اطال الله عمرك وجميع القراء ودمتي ..
منينة بت عشة أم الرير .. كيف الحالكم …
مشكلة نساوين السودان مشكلة وااااااحدة (الخوف من شيل الحس) ،، أنا ما عارف الحكاية دي موجودة بس في السودان ولا في كل الدول العربية المتغدمة … حكاية غريبة صراحة .. ولو كانن طبقن مقولة (من راقب الناس مات هما) (وكل واحد يعمل الفي راسو يعرف خلاصو) ما كان حصل البيحصل وقاعد يحصل حاليا .. الناس دي واقفة على الهبشة بس .. ناس شماااارات وبس ما عندهم أي هم غير فلان داك عمل شنو وعلان الحصل ليهو شنو … يا عالم ارحمونااااااااا … واما عن المرأة الأرملة فأقول لها (توكلي علي الله واول طارق لي باب بيتك !! قولي موافقــــــــــــــة وبالخشم المليان أصلوا ما تعايني لي ورا …) لأنو الناس كدا ولا كدا ما حيريحوكي فأخير تلمي عليكي راجل يسترك في الدنيا دي … وما تشتغلي بي كلام الناس الما فيهو إلا وجع الراس … الله يكون في عون نساوين السودان الشمشارات النقناقات … الخشومن فاتح لي ضهر اللضنين 😡 وجع
يمين الله ما في زول دق بابه بس لكن خلي اجي واحد منتحر واقول عايزه تشوف عينك لو ما غيرت نمرت الموبايل زاته عشان ما تطرا راجله الاول0
اختي المنينه بت عشه ام الرير الموت علينا حق وليس باقيين في هذه الفانيه ولكن انا دئما الحريم هن الاصيلات في عدم الزواج بعد موت المرحوم حتي ولو كانوا الاطفال صغار .ولكن اذا زوجه صعيرة ولم تزرق منه بعيال يجب ان تتزوج من اقرب طارق باب واذا كانت حلوه والرجال يعدون لها ايام العده ويقفون في صفوف الانتظار . الرجال دائما هم الغادريين وكما يتزوجون بنات صغار ويقولون عاشان تملي الابريق شوفي الاستعباط ده تحياتي
بعد التحية يا أختي العزيزة بت سلمان المحيرني فيك إنك بتكتبي مواضيع بسيطة لكن دائما ما تجذب القراء مما يدل على إنها حساسة وواقعية فمثلا موضوع اليوم صحيح والحق يقال أن هنالك ظلم إجتماعي يقع على النساء المطلقات والمتوفي عنها زوجها فأتمنى من أمثالك أن يطرقو ا على هذا الموضوع بقوة حتى يتحرر وضعنا الإجتماعي
حقيقة ان الوفاء لاي من الطرفين يتكشف بعد وفاة احد الطرفين برغم انني اقف مع الرأي الذي يسمح للمراة الفاقدة لزوجها لكي تتزوج باسرع ما يمكن لكي تنسى الجرح الذي سببه فقد شريك حياتها وما يحسبها البعض انها شفقة منها ( عجلة) لان ظروف الحياة تغيرت الاسرة الحنينة التي تضمها وزغبانها بين اضلعها اصبحت لحسة كوع والكلاب الضالة في المجتمع اصبحت تأتي من أقصى طرف المدائن اذا شمت رائحة لحم مكشوف، لكن ما تمسك فيها عكاز اعمى والميت عيونو ما اتقدت وتقول زوجوني وتنسى الفات فيجب ان يكون في شيء من الوفاء وكذلك الرجل لو كان كانت نيتوا الزواج بعد وفاة المرحومة ما يعمل عياله شماعة الليعمل الغبيشة يعني يخلي المرحومة شوية ترتاح في قبرها . لقد حضر زواجي في الثمانينات شاب يعجبك منطقه في النقاش إلا انني لاحظت عليه شرود ذهني أثناء النقاش فسألته عن سبب ذلك فاجبني أنه فقد زوجته وذهبت لدار الباردة يا رب اجعلها عليها باردة ، ولقد تركت منى بنت الاربع سنوات ومضت اكثر من سبع سنوات ولم يتزوج ، فحاولت ان ادخل عليه من باب اخر لعله يقتنع ، فقلت له الحياة لن تتوقف لموت احد وعليك ان تتزوج لكي تعينك في تربية ابنتك منى فقال لي : من يضمن لي أن من اتزوجها تكون مثل سعاد ، فقلت له لماذا لم تكن مثل باقي النساء فقال لي يا الطيب هذا هو سبب شرودي ولا اريد شيء من الحياة غبر تلك الصورة الزاهية والذكرة العطرة ولتبقى منى لي باقي من صورة ذهبت من غير رجعة ، ولقد سحت في سياحة عميقة مع هدا المشهد فقلت في نفسي هل من حظه أو نحسه كانت سعاد من نصيبه ليحرم باقي عمره من الزواج وما بقى لي إلا أن اقول في الخالدين ياسعاد ومن السعيدين وبكل فرحة وسعادة ادخلتيها في قلبه حسنة بعشر امثالها والله يضاعف لك اضعافا مضاعفة واخر الكلام يا منى الا تعرفين لي واحدة مثل سعاد وكفى 0000000000
الله يحفظك يا استازة
الاخت بت سلمان متعك الله بالصحه والعافيه. طبعا الوفاء قبل الوفاة بقى نادر الزمن ده ناهيك من بعد الوفاة . واهديك النكته دى . واحد عندو ثور وفى يوم الثور هاج نطح المره وقتلها . فى ايام العزاء جاء واحد يعزى الزوج فى وفاة الزوجه وبعد ماعزاهو شاف شله من الرجال مطرفين شويه من خيمة العزاء فسأل الزوج هل الرجال ديل من أقارب المرحومه فرد عليه الزوج لا لا ياخ ديل دايرين يشتروا الثور .