قير تور

الحرب الأخطر قادمة (2-3)

[ALIGN=JUSTIFY]إذا تاملنا الأمور في الوقت الراهن نلاحظ هذه الحقيقة بوضوح فرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الفريق اول سيلفا كير ميارديت منذ تسلمه المنصب وهو النائب الاول للرئيس يبدو وكأنه لا يهمه أمر الشمال فكم هي الأشياء المؤلمة والبشعة التي فعلها المؤتمر الوطني في الشمال ولم يحرك ساكناً وكأنه لا يهمه ما يحدث ما دام لم يصل الجنوب. لقد اقنع نفسه بالجنوب ولا داعي للحديث عن السودان الكبير، هذا ما ادركه جيداً المؤتمر الوطني ولذا فكل الدعاية الإعلامية السوداء مركز على بعض قادة الحركة الشعبية الذين بين حين وآخر يتحدثون في امور تحدث في الشمال أمثال ياسر عرمان ومالك عقار وباقان اموم ودينق الور.حتى لا يستطيعون التأثير مرة ثانية على آخرين خارج الجنوب، وهذه بعض محاولات المؤتمر الوطني حصر الحركة الشعبية لتحرير في حدود الجنوب فقط. وهم بذلك يستعملون سياسة الأمر الواقع فعلى الحركة الشعبية لتحرير السودان فعل أي شئ يريد في الجنوب مقابل حذو نظيره المؤتمر الوطني الفعل نفسه، وما التسريبات الصحفية التي تطل بين حين وآخر فساد ومشاكل في الجنوب سوى نوع من إظهار الحركة الشعبية بشكل العاجز ولذا فالعمل الصحفي لأغلب الصحف الموالية يراد بها الفضح وليس الإصلاح.
إذن فما تخوفت منه القوى السياسية السودانية من حدوثه قبل التوقيع على إتفاقية السلام الشامل تتشكل حقيقة واقعة أمامنا الآن ولا أحد يتجرأ بالإعلان عنه. ويصاحب ذلك تفتت المادة الماسكة لوحدة البلاد فلم يعد الحديث عن الحقوق وقفاً على ابناء الجنوب وحدهم كما تعود الناس، بل برزت أصوات عديدة من عدة جهات اقواها تلك الصادرة من دارفور. إذن فالذين يشعلون نيران الحرب وهم ظاهرون في الخرطوم عليهم العلم بأن الحرب إذا إشتعلت مرة أخرى لن تكون الأمور كما كانت فلم يعد الناس في قلب واحد لأن الجيوش صارت تصنف حسب جهاتها الجغرافية.
هذه كلها سهلة وميسورة الحل لأن أمرها في يدنا نحن السودانيين والمشكلة فقط تتعلق في محاولات تقوية الصوت العنصري.

لكن الحرب الأخطر التي اقصدها بالعنوان أعلاه هي المتوقعة مستقبلاً فيما بين مسلمي السودان أنفسهم، ولا أنسى طبعاً بأن أهل دارفور الذين يحاربون وتحاربهم الحكومة مسلمين..لكن ما اقصده نشوب نزاع لا يعتمد على قضية منطقة معينة كما هو حاصل في الوقت الراهن إنما تلك الحروب العقائدية بين طوائف إسلامية مختلفة. وبتحديد أكثر دقة وبالتسمية للأزمة زرع فتنة فكرية جوهرها أزمة بين السنة والشيعة في السودان.
قد يقول قائل هذا وهم من كاتب هذه السطور، لكن في عالم السياسة تلعب المصالح الإقتصادية دوراً اساساً في رسم الخطط. والمتأمل للصحف التي صدرت بعد أحداث امدرمان باسبوعين يلاحظ صدور صحف عربية من دولة مجاورة تشير إلى أن الأسلحة التي إستخدمت في الهجوم على أمدرمان إيرانية الصنع.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 956- 2008-07-12