تكسير ثلج الوزير
ولما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي بات جوالا بسبب المهام الدبلوماسية، فهو لم يقم منذ شهر تقريبا بمنزله الفخيم في حي (بيكون هيل) بمدينة بوسطن الساحلية بولاية ماساتشوستس عندما كان في الهند للتحضير إلى زيارة أوباما ثم إلى باريس لمواساتها في اعتداءات شارلي إيبدو ورافق الرئيس باراك أوباما إلى تقديم واجب العزاء في رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز، فتراكمت الثلوج حول منزله، فما كان من عمدة مدينة بوسطن مارتن والش سوى ضمه إلى زمرة المتكاسلين عن إزالة الثلوج المتكدسة أمام منازلهم وإيقاع العقوبة عليهم، وهي الغرامة 50 دولاراً مع الإزالة الفورية للثلوج، الوزير لم يشفع له الغياب بسبب المهام الجسام التي كان يضطلع بها خارج منزله بل خارج بلده لحظة اجتياح العاصفة الثلجية للولايات المتحدة، وكان العمدة يشاهد الوزير كل مساء على التلفاز قرب المدفأة، وهو يتنقل من عاصمة إلى أخرى، ومع ذلك حرر له غرامة كأي مواطن عادي بل متكاسل ومتخاذل عن تكسير وإزالة الثلوج.
ترى ماذا سيكون رد الفعل لو أن الوزير في بلد غير الولايات المتحدة والعمدة (الذي بلا أطيان) تجرأ على مساءلة الوزير فكيف يكون المصير؟ دعونا من هذا السؤال الخطير فلا مقارنة، فالوزير عندنا معصوم من التقصير (وهو فاضي) للقيام بالتكسير، أما يكفي ما يكسر له من ثلج صباح مساء في بلاد (يسيل) ثلجها من شدة الحر، دعك من المقارنات والمفارقات التي ستقودنا إلى متاهات، وتأمل معي كيف كانت ردة فعل الوزير، دفع الغرامة أولا عن يد صاغرة احتراما للقانون وسارع إلى الاستعانة بمجموعة من العمال لإزالة الثلوج.
[/JUSTIFY]