زوجة خليل ابراهيم تتحفظ وابنته تقول: بقينا في السودان لمواصلة الدراسة
بعد شهور من هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة امدرمان في العاشر من مايو العام قبل الماضي ،قمت بالتنسيق مع سليمان صندل القائد العام لجيش الحركة بترتيب زيارة صحفية لمنزل اسرة د. خليل ابراهيم رئيس الحركة الموجودة في الخرطوم باعتبارها حدثاً مهماً لايمكن تجاوزه.
كنت ارغب في معرفة تداعيات احداث امدرمان آنذاك وتأثيراتها على الاسرة التي لم تغادر الخرطوم طيلة فترة الصراع في دارفور،وانا في طريقي للمنزل توقعت كل الاحتمالات التي ذكرها لي كثيرون حاولوا اثنائي عن هذا العمل الجنوني في تقديرهم ، فاحداث امدرمان مازالت ساخنة ومحاكمات قيادات الحركة مستمرة في المحاكم الثلاث في الخرطوم وامدرمان وبحري ،إلاَّ انني لم اكن اخشى ما كانوا يتوقعونه ،بل وقع ما كنت أتوقعه فعلا .
استقبلتني الاسرة بحفاوة ،واجريت معها مقابلات والتقيت عدداً من الجيران ،وبعد ان اعددت المادة التي احتفت بها الصحيفة واعلنت عنها مرتين على التوالي في صدر صفحتها الاولى ،ولكن الظروف الامنية التي كانت سائدة آنذاك حجبت التحقيق عن ان يطالعه السادة القراء، بالطبع تملكني الاحباط لأنني تجشمت المخاطر من اجل الزيارة التي كانت في اعتقاد الكثيرين عملاً جنونياً.. وانا لا ادري ان بيت د خليل سيكون يوما ما مفتوحا للجميع.
توجهت الى منزل الاسرة بذكريات اللقاء الاول ،وتفاؤل بنجاح مهمتي الجديدة وفق المعطيات الراهنة ، فأجريت اتصالا هاتفيا بايثار ابنة د. خليل التي رحبت بي واخبرتها برغبتي في زيارتهم ،ولقاء محمد بحر نائب رئيس الحركة وامينها باقليم كردفان الذي يقيم في منزل د. خليل منذ اطلاق سراحه مع «57»من قيادات الحركة وفق الاتفاق الاطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة قبل ايام .
البيت الخرساني الكبير ،لم تضق جنباته الواسعة وغرفه الكثيرة ومداخله المتعددة من استيعاب كافة الذين اطلق اسراحهم من المحكومين بالاعدام من قيادات حركة العدل والمساواة وكأنه مصمم اصلا لاستقبال اكبر حشد من الناس ،لاحظت عليه بعض التغييرات بعد زيارتي الاولى باضافة بعض المباني ،فمازحت ايثار قائلة : «انتو كنت عارفين الناس ديل حيطلقوا سراحهم ولا شنو؟.
عشرات من الرجال والنساء والشباب من اهل واسر الذىن أطلق سراحهم يقيمون منذ ايام في منزل د. خليل ابراهيم رئيس الحركة وسط مظاهر احتفائية واضحة من مدخل الشارع ومنظر صيوان كبير بين شارعين وعدد من العربات الخاصة موزعة على جنبات الطريق .
أشهر المقيمين في منزل د خليل هذه الايام هو محمد بحر نائب رئيس الحركة لاقليم كردفان ،كان يستقبل ضيوفه واهله من كردفان وسط كرم اسرة د. خليل وهي تتفاني لخدمة الجميع ،يبدو بحر مهموما بشدة حيال بقية المحكومين الذين لم يطلق سراحهم لم يخف هذا في حديثه لـ»الرأي العام « ،ولكنه تحفظ بشدة في التعليق على بعض الاسئلة حول هذا الامر. لحظت اثناء وجودي في المنزل تدخل الجيران ومشاركتهم الفرحة لاسرة خليل وبقية القيادات بتوقيع الاتفاق الاطاري ونتائجه، وعلمت من بعضهم انهم ظلوا الى جانب الاسرة التي جاوروها سنين في كافة المحن التي تعرضت لها ،ولم تتأثر هذه العلاقات الانسانية بكل ما جرى ،وحتى بعد احداث امدرمان ظل مواطنو عد حسين جيرانا واخوانا للاسرة المكونة من اربعة اولاد وثلاث بنات وامهم.
«لم نشعر بأية مضايقات او اي تلميحات من اي نوع من الجيران ،بل كانوا دوما قريبين ونعم الجيران «بهذه الكلمات لخصت ايثار ابنة د. خليل والطالبة في السنة الاخيرة في كلية الطب بجامعة بحر الغزال حياة اسرتها بمنطقة عد حسين، وايثار التي يبدو انها تحمل اكثر من ملامح والدها فهي اكثر ابنائه نشاطا تتحرك دائما للوقوف على كافة الاوضاع والتأكد من راحة الضيوف إعتذرت عن الحديث وقدرت انا انشغالها بضيوفها الكثيرين إلا انها اكدت لـ» الرأي العام « في حديث قصير انهم اختاروا البقاء في السودان لمواصلة الدراسة .
سألتها عن اقامة هذا العدد الهائل في منزلهم ،فأجابت: كما ترين فان الجميع يتعاون معنا هنا كل اسر هؤلاء يسهمون ،بل ان بعضهم لانعرفه تماما والحال ماشي كويس والحمد لله .
الاستاذة زناذ علي يوسف زوجة د. خليل دخلت علينا ،واعتذرت عن الادلاء باي تصريحات ،بل منعت كريماتها من فعل ذلك ،وقالت ان لديها تجربة سيئة مع احدى الصحف نسبت اليها ما لم تقله ،احترمت موقفها، واكتفيت بحديث سياسي مطول مع الاستاذ محمد بحر ،اشترط في بعضه السرية ،ورفض في بعضه الآخر النشر ،واجريت معه حواراً صحفياً نشر قبل ايام.
خرجت من منزل د. خليل وانا استعرض تحولات السياسة الغريبة في السودان ومتغيراتها التي تتبدل بسرعة والتي تتجلي تعقيداتها ما بين زيارتي الاولى والثانية لمنزل د. خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة داخل العاصمة الخرطوم .
قامت بالزيارة :أميرة الحبر -تصوير: ابراهيم حامد
صحيفة الراي العام
ليه النسوان ديل لابسات ثياب صفر كدة خليل مريخابي ولا شنو
سبحان الله شىء لا يحدث الا فى السودان. يدمر فى مؤسسات الدولة ويحارب فيها وتارك اولاده تعلمهم له. ماذا نسمى ذلك طيبة ولا سذاجة . طبعا برسل ليهم من الاموال التى يتم نهبها فى خلال المعارك من مؤسسات الشعب!!!!!