جائزة الحوار
اللافت أن الجائزة التي منحت للرئيس السنغالي حول السلام والحوار في ألمانيا كانت السلطات السنغالية تمارس نقيضها على أرض الواقع في دكار من خلال قمع السلطات لأي مظاهرات للمعارضة بقيادة الرئيس السابق عبد الله واد الذي تشهد علاقته بالرئيس صال توترا كبيرا.
في مقابل صورة رجل السلام والحوار التي تسعى الجائزة الألمانية التي تسويقها عن الرئيس السنغالي مكي صال تتدوال وسائل الإعلام الدولية صورة الواقع حيث فرقت الشرطة في دكار تجمعا محظورا للمعارضة احتجاجا على (تقييد الحريات)، وقامت بحملة اعتقالات واسعة ومنعت قيام تظاهرات مماثلة.
وهذا الأسبوع وفي محاولة لاختبار واقعية منح الرئيس السنغالي جائزة السلام والحوار حاول الرئيس السابق عبد الله واد تنظيم مظاهرة في العاصمة دكار، واندفع بسيارته الرباعية الدفع المحاطة بحراسه الشخصيين، لتخترق حاجزا للشرطة وتدخل وسط ساحة التظاهرة في حي شعبي بدكار. ووقف الرئيس السابق في السيارة ليظهر من خلال فتحة السقف للحظات قبل أن تغادر السيارة مسرعة إثر تعرضها لرشقات غاز مسيل للدموع، وتم توقيف العديد من المعارضين خلال التجمع الذي فرقته الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
إذن هكذا يكون الحوار تحت وقع الغاز المسيل للدموع والاعتقالات والقمع للاصوات المعارضة، وهو بدلا من أن يجد التنديد الدولي الواسع ينال الجوائز الدولية والتقريظ، فرئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أشادت بـ (شجاعة) السلطات السنغالية في القيام بالإصلاحات الضرورية كي تصبح السنغال من البلدان الصاعدة اقتصاديا.
ولكن لتعلم السيدة لاغارد أن الجائزة ليست اقتصادية بل هي سياسية، وذهبت لمن لا يستحقها.
[/JUSTIFY]