عبد الباقي الظافر

عبد الباقي الظافر : ولكن لماذا عاد المهاجرون؟ ..!!


[JUSTIFY]في ذلك الوقت المتأخر من الليل كان الدكتور علي الحاج محمد، يحبس أنفاسه وهو يقف أمام ضابط الجوازات.. كان الوزير السابق قد علم أن اسمه وجواز سفره أدرج في قوائم الممنوعين من السفر.. كان لدى الدكتور جواز سفر آخر غير الرسمي الذي يستخدمه.. العسكري البسيط ابتسم وهو يردد تطابق أسماء غريب.. انتهى المشهد بوضع ختم الخروج.. بعدها بدأ علي الحاج فاصلا جديدا في الحرب على إخوانه في الإنقاذ.. كان له دور بارز في مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية وله تأثير كبير في حركات دارفور التي حملت السلاح في وجه الحكومة.
أمس حملت الأخبار أن الشيخ الصافي نورالدين، في طريقه للخرطوم.. نورالدين الذي يعتبر من قادة العمل المعلوماتي في الحركة الإسلامية هجره الشيخ الترابي بعد المفاصلة إلى نيروبي.. نفذ نورالدين التعليمات واستقر في العاصمة الكينية يدير عملا تجاريا صغيرا.. سيعود الصافي وبعده علي الحاج والمهندس طارق محجوب.. إنها كوادر الشعبي التي ساحت في أرض الله الواسعة بعد أن ضيق الإخوان على الإخوان.
السؤال المهم لماذا العودة في هذا الوقت؟.. لم يحدث حتى الآن انفراج في الساحة السياسية.. الحوار الوطني مازال يترنح في أول الطريق.. الانتخابات قائمة في موعدها أن كره المعارضون.. الحكومة لم تترك من عاداتها القديمة إلا كراهية الشعبي.. رغم كل هذا الترابي يحتفظ بابتسامته الساخرة.
في تقديري أن مسار التواصل بين الشعبي والوطني يمر بقناة أخرى.. أغلب الظن أن هذه القناة سرية.. وجدول أعمالها مغلق ونتائج هذا الحوار الثنائي تنتهي في (كبانية) الشيخ الترابي وحده.. لهذا لا أحد يستوعب أسرار التقارب بين الوطني والشعبي.
في تقديري أن الصفقة أتت أكلها.. الترابي سيحاول الاستفادة من القادمين ليخوض به معارك ما بعد الحوار.. حضور مهاجري الشعبي يقلل من الضغط على الذين تم استهلاكهم من الكوادر السياسية أمثال كمال عمر وبشير آدم رحمة.. النجوم الجُدد لم يخوضوا في يوميات المفاصلة بين الإسلاميين وبفعل الغربة باتوا أكثر تسامحا.
سيعود علي الحاج ورفاقه ويجدون كل شيء تغير.. حتى الحزب الحاكم تآكلت شعبيته.. في موسم البيات الشتوي السياسي.. لم تعد القيادات المؤثرة تتفق على قيادة موحدة على مستوى المركز.. في الشعبي باتت أجيالا شابة ترفع صوتها حتى على الشيخ الترابي نفسه.
بصراحة.. كان من الأفضل أن يظل مهاجرو الشعبي في منافيهم.. أن نجح الحوار وحدثت التسوية الشاملة عادوا ظافرين.. وإن لم يحدث ذلك يظلوا رصيدا لمستقبل العمل الإسلامي.. من السيء جداً أن تضع كل الكوادر في سلة واحدة ولا تتحسب للمستقبل.[/JUSTIFY]