عبد الباقي الظافر

عبد الباقي الظافر : من أين أتى هؤلاء؟..!!


[JUSTIFY]قبل عام أو يزيد استقبلت ولاية سنار ضيفا مهما.. الضيف الزائر قابل كبار المسئولين في الولاية عارضا مشاريع استثمارية بملايين الدولارات.. حكومة سنار أكرمت وفادة رجل الأعمال وخصصت له جناحا في بيت الضيافة بالقرب من مقر إقامة الوالي.. في ذات مساء هجم مجموعة من الناس على بيت الضيافة بحثا عن المستثمر.. المهاجمون كانوا أهل الرجل المريض بمرض نفسي يجعله يتقمص دور شخصيات مهمة.. هذا المجنون وبهاتف ثريا متعطل وبدلة إفرنجية أنيقة استطاع أن يحتال على حكومة ولاية.
من ناحية أخرى كان معتمدا سابقا يجتمع بأجانب في شقة هادئة بالخرطوم.. المعتمد كان بين الفينة والأخرى يجلب لهؤلاء الخبراء أموالا.. الأجانب اوهموا المعتمد الهمام أنهم بواسطة الجن سيجعلونه ثريا يملك الخرطوم وما حولها.. في نهاية الحلم السراب اكتشف المعتمد أنه وقع ضحية عصابة.. بعدها ذهب الرجل وفتح بلاغا في الشرطة.. انتهت القضية بسجن الأجانب بأحكام تتراوح بين الثلاث والخمس سنوات.. معتمدنا كان جزاؤه السجن ستة أشهر لمشاركته في جريمة دجل وشعوذة.. أرجوكم لا تسألوا كيف أصبح هذا الرجل معتمدا.
منذ عدة أيام تشهد محكمة الخرطوم شمال عرضا سينمائيا مثيرا.. القضية بدأت بعد سقوط القذافي في ليبيا.. سمسار أوهم وكيل وزارة سيادية أن في غانا مبلغ خمسة مليارات دولار تبحث عن من (يغسلها ويكويها) ثم يستمتع بها مالا حلالا.. المسئول الرفيع تشاور مع مسئول آخر ارفع منه درجة حول الكنز.. الوكيل اتفق مع الأستاذ تاج الدين المهدي أمين عام جهاز المغتربين لتوفير تمويل.. المهدي هذا أحضر مائة ألف دولار عدا ونقدا كجزء من التمويل.
طار الوسيط إلى غانا عبر طائرة خاصة وحسب تاج الدين المهدي، كان من المفترض أن تتقاسم جهات حكومية المبلغ المخطوف.. ولكن لأن الآخر أذكى من مسؤولينا عادت الطائرة خاوية عروشها كفؤاد أم موسى.. رجل الأعمال الذي لعب دور الممول للصفقة وجد أنه خسر مليارات الجنيهات.. مضى الرجل الخاسر لوزير الوزارة والذي نصحه بالتوجه للقضاء.. وفي هذه الخطوة يستحق الوزير الإشادة لأنه لم يستخدم فقه السُترة.
في تقديري أن هذه القضية التي باتت بين يدي القضاء تستحق أن يطلق عليها فضيحة (غانا قيت).. بل إنني استغرب كيف لرجل مسئول بقامة تاج الدين المهدي، يقر بأنه وفر جزءا من التمويل لهذه الصفقة ويتمتع بصفة شاهد.. بالطبع سيقول قائل إن رجل الأعمال الليبي مجرد مستثمر أجنبي يريد أن يستثمر في بلادنا.. في هذه الحالة لا يحتاج الرجل الليبي لطائرة تحمل نقودا.. بل بإمكانه أن يأتي إلى بلادنا وفي جيبه شيك معتمد بكل المبلغ.
بصراحة.. لن تترك مراكز القوة شعبنا يستمتع بهذه الدراما المثيرة في موسم الانتخابات.. لهذا قلنا كلمتنا قبل أن يقولوا كلمتهم.. ونحن جميعا في انتظار حكم القضاء.[/JUSTIFY]