التصوير في المناسبات وانتهاك الخصوصية
إضاءات.. فلاشات كالبرق المتواصل تكاد تخطف الأبصار تأتيك من كل الاتجاهات وإنت تشهد حفلاً لمناسبة ما.. (حفل زفاف، حناء، أو رقيص عروس) كل شخص يمتلك كاميرا ديجتال أو جهاز موبايل بتقنية متقدمة يتفنن في إختيار اللقطات على هواه ومعظمهم يوجهون كاميراتهم نحو الفتيات غير المحتشمات أو العروس ذات الزي الفاضح دون ضابط أو رابط والمحتفلين منهمكين في (حلبة الرقص) وليس من بينهم منتبه الى هذه المصيبة التي يمكن أن تؤدي إلى ما لايحمد عقباه..
* بعض الأسر توظف بعض الشباب لمنع التصوير عبر الكاميرات وأجهزة الموبايل بإستثناء الذين استقدموا في الأصل لتصوير المناسبة هذا ما أكده (سليمان محمد) مشيراً إلى أنه أخيراً إنتبهت قليل من الأسر المحافظة إلى هذه الكارثة وصاروا يتشددون في منع تصوير المحتفلين بدون مجاملات لأنه يتسبب في مشاكل لا حدود لها.. فيما إعتبر (يس) التصوير في الحفلات من أجل أغراض سيئة خروج عن النص وغير اخلاقي لا يتوافق مع عاداتنا «السمحة» مشيراً إلى أنه منع تصوير حفل زفاف إبنته الوحيدة حتى على مستوى العائلة إيماناً منه بأن التصوير يؤدي إلى مواقف مؤسفة، الناس في غني عنها وقال: أطالب جميع الأسر التي تحرص على صيانة العرض والشرف أن تمنع التصوير في حفلاتها خلال الكاميرات واجهزة الموبايل تفادياً لما يحدث جرائه..
* هناك نماذج تضررت بسبب التصوير العشوائي وقد رمى أحد الاشخاص يمين الطلاق على زوجته بعد أربعة شهور من زفافها لأنه وجد صورتها وهي ترقص في «النت» إذ قامت إحدى قريباتها بتصويرها ومن ثم توزعت الصورة بين الاجهزة والانترنت حتى وصلت زوجها المقيم بإحدى الدول العربية..
* وطالبة باحدى الجامعات العريقة قطع عليها والدها دراستها وأجزم أن لا تعود اليها لأنه شاهد صورتها منتشرة بين أجهزة الموبايلات بعد ما قامت زميلتها في سكن الطالبات بتصويرها وهي ترقص بزي فاضح.. فكانت هاتين الحادثتين ضحايا لذلك التصوير وهما لا ذنب لهما.. وإنهما من بين كثيرات لم يكترثن لخطورة التصوير.
* بينما قال «الطالب محمد الحسن» أن التصوير في الحفلات أصبح بعض الاشخاص يتاجرون فيه ببيع اللقطات الفاضحة، فمثلاً إذا أعجبت أحدهم لقطة في موبايل آخر فلا يتوانى صاحب اللقطة في بيعها له وهو الآخر يبيعها في غياب تام للضمائر وقال «هذه الاساليب إنتشرت في الجامعات لذلك صارت هناك شكاوى كثيرة من الطالبات ضد الزملاء أو الزميلات اذا قام أحد بالتصوير دون إذن ووصل الأمر إلى حدوث إشتباكات بالأيدي بين بعض الطلاب في إحدى الجامعات بسبب التصوير لان المصورين يستغلونه لاغراض سيئة.
* الاستاذة إيمان حسن علي/ استاذة علم الاجتماع ذكرت أن المجتمع السوداني تغير تماماً في سلوكياته وطريقة تعامله مع الاشياء،، وقالت إن التصوير في الحفلات معروف منذ زمن بعيد ولكنه كان بطريقة تقليدية ومحترمة إذ أن النفوس كانت طيبة والصور تؤخذ للذكرى فقط ويحتفظ بها الناس في مكان آمن ولا يسمح لأحد أن يشاهدها الا الموثوق فيه.. وقالت الآن الكاميرات صارت مثل الانسان تفعل ما تريد كاميرات بشتى الانواع والأشكال تقدم لمستخدميها أحدث التقنيات.. وفي الحفلات تستعمل بدون إذن والكل همه في تلك اللحظات الجميلة الرقص والغناء ومن بينهم اشخاص ذوي نفوس مريضة يختارون ما تعجبهم من لقطات خصوصاً الفتيات غير المحتشمات وتصبح صورهن مادة دسمة يتداولها الشباب المنفلتون فيما بينهم حتى تنتشر ويصبح من الصعب حجزها والسيطرة عليها مما يخلف ضحايا كثر..
الخرطوم: خديجة عائد
صحيفة الراي العام
والله مقال رائع ونتمنى أن ينتبه الناس لهذا الفعل الغير لائق بمجتمعنا والمؤسف حقاً وخاصة نحن في بلاد الغربة نشاهد كثير من مثل ما ذكر في المقال وبصراحة في بعض الاحيان هنالك بعض ضعفاء النفوس يقومون بنشرها للآخرين من غير أفراد الشعب السوداني مما يتسبب في إشانة سمعة البنات السودانيان فنتمنى تدخل العقل والدين .