مقالات متنوعة
خالد حسن كسلا : تورط سلفا كير بصفة «غير» مباشرة
ان اللجنة تتهمه بالتورط في انتهاكات جنوب السودان التي قام بها الجيش الشعبي بقيادته بطريقة «غير» مباشرة باعتباره «القائد العام» للجيش الشعبي «طبعاً لتحرير السودان» كما يسمّى حتى الآن.. أي ان شعب شمال السودان القديم ايضاً تنتظره وقوع انتهاكات ضده، ويكون سلفاكير مورطاً فيها بطريقة «غير» مباشرة، حينما يأتي.. اذا اتى.. ويفرض بقوة تنفيذ كل موجهات الدولة بما فيها سد كجبار، ولن يهمه حينها أسالة الدماء طبعاً، او قد يسعى اليساريون باتجاه معاكس لاقناع اهل المنطقة بإقامة المشروع لأن الحركة حركتهم والحفلة حفلتهم و«الريدة ريدتهم».
وتقرير لجنة التحقيق يقول بأنه وحسب مصادر هذه الصحيفة كما جاء في خبرها الرئيس يوم امس، يقول بأن سلفا كير مورط في الانتهاكات بصفة «غير» مباشرة، وهي الانتهاكات التي وقعت في النصف الثاني من شهر يناير الماضي.. وعبارة غير مباشرة» كأنها تعني أن اللجنة يمكن أن تتركة وشأنه وكذلك من وراءها الدوائر الأجنبية «غير» الإفريقية.. ويمكن ايضاً ان تطالب بمحاكمته دولياً، خاصة بعد ان اتحدت الدول الإفريقية في الاتحاد الافريقي لنبذ مشروع المحكمة الجنائية الدولية التآمري.. واهم من ذلك ان الرئيس الكيني «كنياتا» قد ندم ندماً شديداً على مثوله امامها بعد أن وبخه الرئيس الزمبابوي موغابي، وكتبنا حول هذا «الندم» هنا تحت عنوان «كنياتا ندمان وسافّي التراب».. وطبعاً كل هذا يجعل دول الاستكبار بما فيها الكيان اليهودي ترتجف من هذا الموقف الافريقي الذي يمكن ان يعني لها نقطة الانطلاق واللاعودة الى الانهزام الافريقي امامها.. ومعروف ان هذا يترتب عليه فقدان مصالحها وربما ترى ايضاً فقدان حماية اسرائيل من جانب افريقيا ــ لذلك لا بد من تحريك خطوة ذكية جداً هي ما قامت به لجنة تحقيق توصف بأنها «افريقية». تشير إلى تورط سلفا كير في انتهاكات بصفة «غير» مباشرة. حتى يستشعر زعماء افريقيا الذين نبذوا ذل المحكمة الجنائية أهمية محاكمة بعض الرؤساء الافارقة خارج دولهم. وإن المكان الأنسب هو مقر المحكمة الجنائية، وبالطبع لا يمكن ان تصمت دول الاستكبار على الموقف الافريقي الموحد من المحكمة الجنائية وعلى ندم كنياتا على مثوله امام هذه المحكمة الحقيرة التي لا تعنى بجرائم اليهود في فلسطين وجرائم لندن وواشنطن في افغانستان والعراق.. بموجب معلومات غير صحيحة.. وقد تكون من نسجهما لفتح المجال لتنفيذ ما ارادا. فكل المؤامرات تحتاج الى حيل وذرائع وتظليل وخداع. وقوات سلفا كير يمكن ان تكون ارتكبت جرائم، لكن لا ننسى ان من ساندها في الميدان هم الرئيس اليوغندي موسيفيني وقادة حركات التمرد السودانية، فهل المتورط فقط سلفا كير؟! ام ان المؤامرة تريد ان تركز عليه هو لتحقيق اجندة لصالح «المحكمة الجنائية» التي ركلها زعماء افريقيا المحترمون باقدام العزة؟ ان الحروب ليست نزهات ومتوقع فيها ارتكاب كل الفظائع ما لم يكن المقاتلون مسلمين ملتزمين بمنهج الاسلام في الحرب، وهو واضح ومعروف، وقد افاد ابناء الجنوب ودارفور كثيراً اثناء الحروب وهم بانفسهم يشهدون على ذلك رغم افتراءات الدوائر الاجنبية واذاعة دبنقا.
إن حرب جنوب السودان بعد انفصاله مسؤول عنها الذين انشقوا من الجيش الشعبي وحاربوه في نفس الوقت. والقوى الأجنبية كانت تشتهي مثل هذه الحرب اشتهاءً. وقد اشبع اشتهاءها هذا رياك مشار بعد ان فشل في ذلك اطور ويا ياو، ربما لفقدان السند القبلي القوي الذي تمتع به رياك مشار. وكان المطلوب الوطني من مشار أن يكون سياسياً ذكياً ولا ينجر وراء مؤامرات القوى الأجنبية التي تراهن على حماقات القادة والزعماء الأفارقة في فتح الطرق لتحقيق مآربها.
فهناك إذن مرحلة أساسية لا يمكن تجاوزها لحماية شعوب إفريقيا من مؤامرات دول شمال وشرق وغرب البحر الأبيض والبحر الأحمر والمحيط الاطلنكي. والأسوأ.. الأسوأ.. الأسوأ أن يكون الزعيم الإفريقي يفهم كل هذا ويتاجر به لمصلحته، وهو متجاهل لما يؤدي الى ازهاق ارواح ابناء القارة وتشريدهم وفتح معسكرات اللجوء والنزوح لهم لإنعاش أسواق المنظمات الأجنبية.[/JUSTIFY]
انتوا خالد كسلا قاصد سلفاكير و لا البشير !!