تقنية معلومات

شراكة تجارية.. عبر القارات


[ALIGN=JUSTIFY]نيويورك: مارسي البوهر *
تتيح التقنيات الحديثة إمكانية إدارة الأنشطة التجارية من أي مكان في العالم، لكن التساؤل الآن ماذا يكون الحال لو أن شريكك بالعمل التجاري يعيش في مدينة مختلفة أو منطقة تتبع توقيتا زمنيا مختلفا؟ كيف يمكن للشركاء التجاريين التغلب على المسافات الهائلة الفاصلة بينهم؟
تكمن الإجابة، على ما يبدو، في ضرورة القيام بمجهود كبير على صعيد التخطيط والاستخدام الذكي للتقنية. بيد أنه حتى في ظل أفضل الترتيبات الرامية للربط عبر المسافات البعيدة، يبدو أن إجراء اجتماعات على النسق القديم بين الأفراد وجها لوجه من حين لآخر، يبث النشاط من جديد في الشراكة بينهم.
* شراكة الكترونية
* وأوضحت كاثي إلستر، الاستشارية المتخصصة في العلاقات بين الأشخاص بمجال العمل، أنها عاينت الكثير من الشراكات القائمة عبر مسافات طويلة ولم تشهد أي حالة إنهاء للشراكة بسبب المسافة.
إلا أنها استطردت موضحة أن «الإحباط عادة ما يظهر عندما يوجد اختلاف في التوقيت، مثل أن يكون شخص ما في الهند أو الصين، ويتعين على الشخص الآخر أن يستيقظ في وسط الليل للاتصال به. عادة ما يعتمد الاتصال على رسائل البريد الالكتروني، ولا يمكنك الحديث كثيرا ومن الممكن نسيان المعلومات الدقيقة. لذلك تنسى أشياء». ورغم ذلك، خلصت إلستر إلى أن مثل هذه الترتيبات تنجح بصورة عامة، خاصة إذا ما توافرت ثقة كبيرة متبادلة بين الشريكين. وفي مطلع عام 2006، أسس بن فينكل وأندرو مكلين، وهما أصدقاء منذ أن كانا زميلين بـ«جامعة براون»، موقع «فلذر» Fluther.com على شبكة الانترنت، وهو عبارة عن شركة تعمل بمجال مشاركة المعلومات. وفي ذلك الوقت، كان الشريكان يعيشان في سان فرانسيسكو. إلا أن مكلين كانت لديه خطط للانتقال إلى لوس أنجليس لممارسة مهنة التمثيل، بجانب عمله بهذه الشركة.
وراودت الشريكان المخاوف بشأن ما إذا كانت الشركة ستستمر بعد انتقال مكلين وامتهانه مهنة إضافية. وعليه، أضافا إلى بنود المسودة الأولية لعقد الشراكة بينهما، بندا يحمي فينكل، في حال عدم قدرة مكلين على توفير الوقت اللازم لنشاطهما التجاري المشترك. فيما بعد اتضح أنه لا حاجة لهذه البنود، ما جعلهما يتخليان عنها بحلول وقت إبرام الاتفاق في صورته النهائية لشعورهما بالرضا إزاء سير الأوضاع في شراكتهما التجارية.
* تخطيط واتصالات
* وغالبا ما تفرض مسألة التخطيط نفسها على المحادثات بين الشركاء عبر مسافات طويلة. ويؤكد ريتشارد سلوان، الذي يدير شركة تجارية صغيرة مسؤولة عن برنامج إذاعي وموقع على شبكة الانترنت يحمل اسم «ستارت اب نيشن» بالتعاون مع شقيقه جيف، أنه «إذا كنت شخصا ناضجا بمجال النشاط التجاري، فستدرك ضرورة توافر هيكل اتصالات مصمم لضمان نجاح أي شراكة، سواء عبر قاعة أو غرفة أو دولة». وبعد خمس سنوات من إدارتهما لشركتهما معا من داخل مكتب في برمنغهام، انتقل ريتشارد إلى سان فرانسيسكو التي تعد سوقا ذات أهمية متزايدة لشركتهما. واتفق الشقيقان على جدول أسبوعي منتظم للاتصالات الهاتفية. وأضاف سلوان: «ولمدة ستة شهور قبل انتقالي، قمنا بإدارة العمل بهذا الأسلوب رغم أننا كنا لا نزال معا داخل المدينة ذاتها». وأكد كل من مكلين، الذي يعمل من منزله في لوس أنجليس، وفينكل، الذي يعمل من سان فرانسيسكو، على أنهما يعتمدان بشدة على تقنيات الاتصال. إلا أن هذه التقنيات تسبب في بعض الأحيان، الشعور بالإحباط. قال فينكل: «تظهر المشكلة عندما لا تعمل التقنية». وأضاف «في بعض الأحيان نصبح أفضل حالا عن الاعتماد على الهواتف الأرضية التي تعود إلى عقد الخمسينات».
* اجتماعات مباشرة
* وأعرب الشريكان عن تفضيلهما رؤية بعضهما بعضا عند إجراء محادثة والتشارك في مشاهدة شاشة جهاز الكومبيوتر لكل منهما.
بيد أن التقنيات الحديثة أثارت مسألة الخصوصية، حسبما يوضح مكلين وفينكل. وقد تعلما بمرور الوقت التحلي بقدر أكبر من الحرص بعد بضع حالات نسيا فيها إطفاء الكاميرا قبل الانتقال بعيدا عن جهاز الكومبيوتر دون إطفائه. وأكد الشريكان أنهما يقدران أهمية عقد اجتماعات شخصية وجها لوجه. وأشار مكلين إلى أنه «كل ثلاثة شهور تقريبا، إما أذهب إلى سان فرانسيسكو أو يأتي بن إلى لوس أنجليس، ونعيد شحن بطارية الاتصال الشخصي».
ينظر بعض الشركاء إلى المسافة الجغرافية باعتبارها أمرا إيجابيا. عام 2000، أثناء وجودهما في أورلاندو، أسست كل من مليندا توماسيلو وباميلا غريمز شركة «أوريجيناليتي» المتخصصة في الهدايا. عندما انتقل زوج السيدة غريمز إلى واشنطن منذ قرابة عام ونصف العام، اضطرت إلى الانتقال معه بصحبة طفليها. وسرعان ما بدأت غريمز في الانضمام إلى منظمات وحضور معارض تجارية في واشنطن، ما مكنها من فتح سوق جديدة أمام «أوريجيناليتي». وتحملت الشركة تكاليف زهيدة، ارتبط معظمها بتحديث التقنيات المستخدمة، للتكيف مع انتقال غريمز، لكن الشريكتين أكدتا أنه كان من المحتمل أن تتكبدا جزءا كبيرا من هذه التكاليف في كل الأحوال حتى حال بقائهما في المدينة ذاتها نظرا لأنهما عملتا دوما من المنزل. أما شركة «فلاينج كارت» المعنية بتوفير الأدوات اللازمة للشركات الصغيرة لخلق متاجر على شبكة الانترنت، فتجري إدارتها من قبل ثلاثة شركاء يعيشون في ثلاث مدن مختلفة. تعرف الثلاثة على بعضهم بعضا من خلال جامعة ويسكنسن في ماديسون، إلا أن بيرمان الوحيد الذي ما زال يعيش بالمدينة، بينما انتقل ريشي شاه للعيش في شيكاغو، حيث سعى للحصول على وظيفة أخرى، واتجهت مارغو باكستر إلى أوستن.
* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»
نقلا عن الشرق الاوسط [/ALIGN]