تحقيقات وتقارير

السحائي ينتشر في صمت والصحة تتكتم

اتسع نطاق الاصابة بمرض السحائي بصورة مقلقة في عدد من الولايات مع الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة التي تراوحت خلال الاسبوعين الماضيين بين 47-50 لتسجل ولاية جنوب دارفور111 حالة اصابة منذ مارس الماضي توفيت حالة منها بمنطقة كتم ليرتفع بذلك عدد حالات الوفاة بالولاية الى 13 حالة بالإضافة الى «50» حالة مشتبهاً فيها و11 حالة وفاة في محلية قريضة، فيما كشفت ولاية غرب دارفور عن ارتفاع الوفيات جراء الإصابة بمرض السحائي إلى (12) حالة، في حين بلغت الإصابات المبلغ عنها (293) حالة، هذا بجانب حالات محدودة في ولايات كسلا والجزيرة في الوقت الذي اكد فيه مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية دكتور بابكر المقبول على انحسار حالات الإصابة بالمرض على مدى الثلاثة أسابيع الماضية
وحسب التقارير الواردة من ولاية غرب دارفور فقد سيطر الرعب والهلع على مواطني الولاية خاصة مناطق الجنينية بسبب انتشار مرض السحائى وسط المواطنين ، مما ادى الى تردد عدد منهم الى مراكز التطعيم ووزارة الصحة بحثا عن الامصال التى باتت غير متوفرة بالولاية نسبة لتمركز ادارة الوبائيات بالخرطوم وقد اشتكى عدد من المواطنين ( للصحافة ) من عدم توفر الامصال بالولاية فى ظل ارتفاع درجات الحرارة ومحاصرة المدينة بعدد من المعسكرات التى تنتشر بها حالات كثيرة حسب المواطنين، وناشد المواطن حسن الحكومة الاتحادية ووزارة الصحة بضرورة التدخل الفورى لانقاذ حياة الآلاف من المواطنين التى باتت مهددة فى ظل انعدام الامصال للحد من انتشار المرض ، بعد تأكد ظهور حالات بعدد من محليات الولاية وخاصة الجنينة التى سجلت اعلى نسب اذا وصل عدد الحالات المشتبه بها الى 49 حالة من بينها حالتا وفاة مؤكدة بمحليتى الجنينة وكرينك التي بلغت نسبة الاصابة بها 85% وشملت عدداً من المحليات بالولاية من ضمنها دندس، ازوم، نرتتي، هبيلة، زالنجي، ،الامر الذى دفع وزارة الصحة بالولاية الى اصدار بيان تحذيري للمواطنين من التردد على اماكن الزحام والبلاغ الفوري عن أية حالة اشتباه. واعرب وزير الصحة بالولاية جمال رمضان عن خوفه من تفشي حالات الاصابة بالمرض لوجود عدد كبير من المعسكرات بالولاية مؤكدا تسجيل المعسكرات لحالات محدودة حتى الآن عدا معسكر اباز الذى سجل اعلى نسب اصابة بعد مدينة الجنينة، واشار جمال الى تكوين لجنه فنية في حالة انعقاد دائم لتلقى الشكاوى من المحليات والاتصال بالخرطوم وابدى رمضان اسفه لعدم الاستجابة السريعة من قبل وزارة الصحة الاتحادية رغم اتصالهم الدائم والابلاغ عن أية حالة ترد اليهم .
وخلال جولة (الصحافة) بمعسكري الحجاج واباز بالجنينة اكد عدد من النازحين الذين استطلعتهم الصحافة وجود اصابات كثيرة وسط الاطفال وبعض كبار السن، واعرب عدد منهم عن خوفه لعدم توفر الامصال بالمعسكرات ، مشيرين الى ارتفاع اسعارها بالمراكز الصحية الخاصة ، من جانبه قال مدير ادارة الوبائيات بالولاية يوسف عبد الباقي، ان اكثر الفئات العمرية تضررا بين 5 سنوات الى 30 سنة، خاصة وسط الذكور وهم اكثر عرضة، مشيرا الى ان هنالك بعض الحالات بمعسكري ابو ذر والحجاج وفى ذات الاتجاه عبر عدد من المواطنين والنازحين بمعسكرات غرب الجنينة عن استيائهم من عدم توفر الامصال بالمراكز الى جانب عدم توفر اتيام للتطعيم لافتين الى ان هناك عدداً من الحالات تتساقط يوميا بسبب المرض مشيرين الى ان الوضع الصحي بالمنطقة اقرب الى الوبائى ، غير ان وزير الصحة جمال رمضان فى تصريحات صحفية رفض وصف الوضع بالوبائي قبل ان يقر بوجود المرض بعدد من المحليات ، واعرب رمضان عن قلقه من عدم توفر الامصال بالولاية وكشف عن بدأ التطعيم قبل ثلاثة اسابيع وتوزيع عدد من الاتيام بالمحليات والمراكز لتطعيم المواطنين الى جانب الاتصال بوزارة الصحة الاتحادية لتوفير الامصال. واعتبر رمضان عدم وجود مخازن للامصال افقد الولاية السيطرة على المرض فى بداياته منوها الى ان الوضع الآن تحت السيطرة وان هنالك عدد كبير من الامصال فى طريقها للولاية
وفي مدينة نيالا سيطر الذعر والقلق على معظم احيائها بعد ظهور اربع حالات اصابة مؤكدة بجنوب نيالا مما ادى بالمواطنين الى التردد على مراكز التطعيم ، فيما قال وزير الصحة بولاية جنوب دارفور محمد حارم ان هنالك اربعة حالات مؤكدة باحياء نيالا جنوب مشيرا الى تطعيم 60 شخصاً واضاف ان هنالك 12 حالة مشتبه فيها بمنطقة قريضة اخذت عيناتها للخرطوم وكشف عن سعي وزارته عن اجراء ترتيبات لزيارة قريضة للوقوف على الاوضاع والاطمئنان على تطعيم المواطنين للحد من انتشار المرض. الى ذلك عبر عدد من المواطنين بنيالا عن تذمرهم من تكرار سيناريو العام الماضى الذى راح ضحيته عدد من المواطنين بسبب عدم توفر الامصال بالوزارة وعدم تدخل حكومة الولاية لانقاذ الموقف فى بداياته قبل استفحال المرض الذى تحول الى وباء مطالبين بسرعة الطرق فى اذن وزارة الصحة الاتحادية للاسراع بتوفير الامصال ومخازن الادوية وحسم مسألة تمركز ادارة الوبائيات بالخرطوم ،
هذا وقد شهدت ولايات دارفور في ابريل الماضي سيناريوهات مشابهة لما يحدث الآن بعد الكشف عن فجوة دوائية واعلان للطوارئ بعد ان وصلت عدد الحالات المبلغ عنها 210 خلال شهر.
وتوقع مدير الوبائيات بوزارة الصحة وصول كمية من الامصال التي تم توفيرها لتغطية ولايات دارفور المتأثرة خلال اليومين المقبلين . وقال المقبول للصحافة إنه تم توفير أكثر من 630 ألف جرعة من لقاح السحائي لتنفيذ حملات وقائية في المناطق المتأثرة مبيناً أن العمل شارف على نهايته في ولاية جنوب دارفور وبدأت الحملة في ولاية غرب دارفور بالإضافة إلى الترتيبات الجارية لتغطية أبو جبيهة بجنوب كردفان رغم سوء الاحوال، مشيرا الى ان ولايات دارفور الثلاث لم تسجل أية حالة إصابة جديدة ماعدا ولاية شمال دارفور والتي شهدت بعض الحالات المتقطعة بسبب حملات التطعيم بالولاية والتي استهدفت أكثر من مليون و300 شخص.وأضاف انه حتى الآن تم تطعيم حوالي 500 شخص وسيتم تطعيم البقية الذين يبلغ عددهم 800 شخص خلال الحملات التى ستستمر لمدة 5 أيام فى المناطق التي ظهرت بها حالات الإصابة بمرض السحائي.
في ذات السياق استبعد وزير الصحة ولاية الجزيرة الخير النورفي حديثه مع (الصحافة ) تسجيل ولايته لحالات اصابة بالسحائي وقال ان الوضع مطمئن وتحت السيطرة واضاف ان وزارته بدأت في تطعيم طلاب عزة السودان 14 مؤكدا ان ولايته رفعت درجة التأهب بالمستشفيات كما اتخذت جملة تحوطات لتفادي تفشي الاصابة بالمرض اضافة الى تكوين وحدة رصد للمتابعة و التبليغ والتقصي واستقبال البلاغات عبر 36 موقعاً مشيرا الى ان الامطار التي هطلت بالولاية خلال اليومين الماضيين عملت على تلطيف الاجواء .
ولفت المقبول الى أنه تم التدخل قبل أكثر من شهر في ولاية كسلا ، ومنذ ذلك التاريخ لم تسجل أية حالة سحائي في الولاية واوضح المقبول أن عدد العينات الموجبة حتى الآن 16 عينه من جملة 51 عينه أخذت لمرضى مشتبه بهم ،مؤكداً أن الأدوية متوفرة وكافية وكذلك معينات الفحص والتشخيص كافيه موضحا استعداد الاتيام للاستجابة بالتطعيم الجماعي في حالة إستيفاء الشروط المطلوبة حسب السياسات الصحية المعمول بها في كل دول العالم ،ونفى المقبول تسجيل الخرطوم لأية حالة اصابة حتى الآن وشدد على ان الوضع الصحي بالبلاد مستقر ولا يوجد ما يقلق مبيناً أن إعلان الوزارة عن وجود (60) إصابة بالسحائي تعتبر إحصائية لعام بأكمله وزاد قائلاً ليست كلها إصابات بل بعضها حالات اشتباه فقط ولا تعكس الوضع الحالي للمرض الذي وصفه بالمستقر.
واكد المقبول ان ارتفاع درجة الحرارة تعد آخر العوامل المسببة للاصابة حيث تتداخل مع عوامل اخرى كالرطوبة النسبية للمنطقة والعواصف الترابية (حركة الرياح ) وطبيعة المنطقة والتعداد السكاني والمستوى الجمالي للسكن ودرجة مناعة المجتمع ودعا المقبول المواطنين لتجنب الإزدحام وإستعمال المناديل في حالات العطس والكحه وأضاف بالنسبة للأماكن العامة ننصح بتحسين الأوضاع الصحية فيها خاصة التهوية الجيدة في أماكن العمل والمصانع ، وفي المنازل يجب عدم وجود أكثر من ثلاثة أفراد في الغرفة الواحدة.
وعن التكتم والتضارب الواضح في ارقام عدد الاصابات نفى المقبول حدوث تضارب وقال إن عدد حالات الاصابة بلغ 38 حالة ورصدت حتى الأسبوع الماضي عدد (8) حالات متفرقة 3 منها في ولاية جنوب كردفان وحالتان في كسلا مشيرا إلى توفير الأمصال لتغطية كل الحملات والمناطق المستهدفة. وأكد المقبول التزام وزارة الصحة بتوفير الأمصال مجاناً مشيرا الى انه تم توفير مخزون إستراتيجي من الأدوية والمحاليل الوريدية، وقال لا توجد حتى الآن اي بلاغات عن حالات وباء سحائي والوزارة تلتزم بالمعايير العلمية للتطعيم حسب موجهات منظمة الصحة العالمية.
هذا ويعد السودان أحد دول حزام الإلتهاب السحائي الأفريقي الذي يقع في المنطقة جنوب الصحراء، والذي يمتد من أثيوبيا شرقاً الى السنغال غربا، ويحدث وباء السحائي في شكل دوري كل «8- 21» سنة وتعتبر سياسات منظمة الصحة العالمية وضع معايير لتطعيم المجموعات الأكثر عرضة وذلك حسب عتبة الوباء غير ان وكيل وزارة الصحة الإتحادية دكتور كمال عبد القادر في اللقاء الدوري للصحافيين ذكر انه تم تطعيم سكان المناطق المتأثرة في ولايات دارفور- حسب معايير الصحة العالمية الخاصة بعتبة الوباء، وقال انه توجد حالات محدودة ومتنوعة في ولايات دارفور وكسلا والجزيرة منذ أسبوعين، واكد انه تم إحتواء الحالات ولا توجد زيادة في عددها. وأشار الى انه وصلت كميات من الأمصال تبلغ400الف جرعة موجودة في المخازن وقال ان الوزارة بدأت مبكرا في إكتشاف الحالات من خلال تفعيل التبليغ الصغرى في «1000» نقطة. لافتاً إلى أنه يتم التبليغ اليومي. وقلل عبد القادر من خطورة المرض وذلك للإستعداد المبكر ورفع درجة تأهب المستشفيات وكيفية التعامل مع الحالات من قبل العاملين في الحقل الصحي، وقال إن السحائي لم يعد مرضاً خطيراً.

الخرطوم , نيالا : سارا تاج السر – عبد الرحمن ابراهيم:
صحيفة الصحافة

‫4 تعليقات

  1. لم توفر وزارة الصحة الأمصال قبل دخول الصيف لأن صحة المواطن ليست من اولويات الحكومة بالاضافة الى ان الحكومه مشغوله بالحكم وتوزيع المناصب وهذا هو الأهم بالنسبة لها أما موت المواطن فهذا أمر ثانوى. كان الله فى عون المواطن المغلوب على أمره.

  2. يا اخوانا تابيتا ما فاضية من متابعة مباريات المريخ من داخل الاستاد وكمان اليوم كلو قاعدة في الكوفير عشان تصلح شعرها تجيب خبر السحائي كيييييييييييييييييييييف
    😮 😮 😮 😮 😮 😮 😮 😮
    عليكم باالموية الباردة والقعاد في الضل

  3. كلكم راعاًوكلكم مسئول عن رعيته

    يا وزارة يا حكومة اين الحقوق اين الدواء اين الطوارئ اين … واين ….

    فمعروف ومالوف تعاقب الفصول اذن سياتي صيف وما تبع الصيف

    الالاف مهددون والموت يسرق وهم يصدرون اعلان علي ورق (((((( ،الامر الذى دفع وزارة الصحة بالولاية الى اصدار بيان تحذيري للمواطنين من التردد على اماكن الزحام ))))) الي متي !!

    والله المستعان ولا تموت نفس الا باجل ولكن !!!!!!!:eek: 😮 😮 😮 😮

    اتقوا الله في رعاياكم يا اولي الامر …

    ;( ;( ;(