قير تور

في يوم من الأيام وأنت القائد

[ALIGN=JUSTIFY]أعزائي القراء، السطور ما بعد هذه الفقرة رسالة مهداة إليّ من، الصديق وزميل مراحل الإبتدائية والمتوسطة والثانوي، المهندس يحيى الفاضل عبدالله ولأنها قصة قيمة وعميقة المعاني أهديها بدوري لكل من يقرأ هذا الباب بصورة راتبة.
كان هناك رجل مسافر في رحلة مع زوجته وأولاده وفي الطريق قابل شخصاً واقفاً في الطريق فسأله: (من أنت”؟). قال: (أنا المال) فسأل الرجل زوجته وأولاده: (هل ندعه يركب معنا؟). فقالوا جميعاً: (نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل اي شيء وان نمتلك اي شيء نريده). فركب معهم المال وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر. فسأله الأب: من أنت؟ فقال: (أنا السلطة والمنصب). فسأل الأب زوجته وأولاده: (هل ندعه يركب معنا؟). فأجابوا جميعا بصوت واحد: (نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل اي شيء). وان نمتلك اي شيء نريده. فركب معهم السلطة والمنصب، وسارت السيارة تكمل رحلتها، وهكذا قابل أشخاصا كثيرين بكل شهوات وملذات ومتاع الدنيا حتى قابلوا شخصاً، فسأله الأب: (من أنت؟).قال: (أنا الدين). فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد: (ليس هذا وقته نحن نريد الدنيا ومتاعها والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا وسنتعب في الالتزام بتعاليمه وحلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام و.. و.. و.. وسيشق ذلك علينا).
ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد ان نستمتع بالدنيا وما فيها. فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها. وفجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش وكلمة (قف) ووجدوا رجلاً يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة. فقال الرجل للأب: (انتهت الرحلة بالنسبة لك وعليك ان تنزل وتذهب معي). فوجم الاب في ذهول ولم ينطق، فقال له الرجل: (أنا افتش عن الدين.. هل معك الدين؟). فقال الأب: (لا.. لقد تركته على بعد مسافة قليلة فدعني أرجع وآتي به). فقال له الرجل: (انك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل). فقال الاب: (ولكنني معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والاولاد و..و..و.. فقال له الرجل: (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وستترك كل هذا وما كان لينفعك الا الدين الذي تركته في الطريق. فسأله الاب: (من انت؟). قال الرجل: (انا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه). ونظر الاب للسيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلاً منه، وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الاولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أحد.
قال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) التوبة 24. وقال الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) آل عمران 185.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 959- 2008-07-15