منى سلمان
عروس وللا داندرمة
رحب (عبد الغني) بضيفه بشيء من الدهشة متحيرا من السبب (القشّة الدرب) لابن بلدته الثري ودعاه لزيارته في الدكان، خاصة بعد رحوله من الحِلة برفقة نسوانه (الفي حبالو والمطلقات والمرفوعات على الرف لساعة عوزة)، وذلك عندما توسعت أعماله وزاد ثراؤه بصورة صارت مصدرا لتساؤلات وربما حسد أهالي المنطقة ..
جرّ كرسي بلاستيك ووضعه في منتصف الدكان (تحت المروحة)، وصاح على أحد الصبيان الذين يبيعون البارد بـ الدرداقة:
بسراعك يا ولد تعال جيب لينا بارد هنا لي عمك الحاج.
فقاطعه (حاج منوفلي):
موية صحة ساكت يا ولد .. تاني البارد وين مع السكّري الدخل الجسم ؟
حاج (منوفلي) رجل ستيني مربوع القامة متوسط (الصحة) لايشكو من سمنة أو نحافة ولا يعيب شكله (العام)، سوى النمو المطرد لـ (كريشة مستديرة) كانت تزداد بزيادة أكل المطايب والماء البارد بعد تعوده على عيشة النغنغة والراحات .. بدأ الحاج حياته مزارعا كحال أغلبية أهل المنطقة، ولكن عندما قنع من خيرا فيها تحول من الزراعة لبيع المحاصيل، ثم توسع ودخل عالم الإستثمار الواسع ..
كان حاج (منوفلي) مزواجا كثير الذرية، ولم يكن يستنكف من ممارسة عمليات الاحلال والاستبدال كلما رغب في زيادة عدد حريمه ووجد أن جميع الخانات مشغولة، فكان من يقع عليها الدور لمغادرة (حباله)، ترضى بقسمتها في صمت وتكتفى بتربية ابنائها منه تحت كنفه ورعايته المباشرة، فالشيء الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان هو محبته لجميع ابناءه ومعاملته لهم بدون فرز ..
عندما عاد (عبد الغني) للحِلّة كان أول ما فعله بعد أن خلع جلبابه ووضعه على الشماعة، مناداة ابنته الصبية (عواطف) الطالبة بالمرحلة الثانوية .. سألها بدون مقدمات:
انت يا بنية حصل قابلتي حاج (منوفلي) بتاع الشاحنات الكان جارنا هني في الحِلّة؟!
بقليل من التلعثم والاضطراب أجابته (عواطف):
أأأي يا أبوي .. يومو الجا لي فاتحة (العافية بت جبر الدار) .. لاقانا أنا والبنات في درب المدرسة قام وصلنا معاهو .. حتى سألني قال لي انتي بت منو يا بنية ؟ قمتا وريتو .. في شنو يابا ؟
صرفها (عبد الغني) باشارة من يده:
لالا .. مافي عوجة أمشي ونادي لي أمك
لم ينقطع النقاش الحامي بين (عبد الغني) وزوجته حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد أن أخبرها بطلب حاج (منوفلي) ليد ابنتهم (عواطف) .. سهرا يقلبان الأمر، كان (عبد الغني) يميل للموافقة، ولكن زوجته كانت تصر على رفض الموضوع بدون مناقشة .. قالت لزوجها بغضب:
يا راجل انت الله ما بتخافو .. منوفلي ده ما أكبر منك وأولادو أكبر من بتك المسكينة الداير تبيعا ليهو ؟ وبعدين انت نسيت إنو (شريف) ود أختي روحو معلّقة فوقا وراجيها بتين يا الله تتم الثانوي عشان يجينا ؟
أجابها (عبد الغني):
الراجل كمان بعيبوهو بالصغر والكبر .. الراجل عيبو في جيبو .. وبعدين عاجباك الحالة النحنا فيها دي ؟ السوق حالو واقف .. والله أنا اليوم كلو مرات ما ابيع لي دستة كبابي وآخر الاسبوع أكوس لي حق الحافلة البتجيبني ليكم راجع .. أسكتي ساي وخليها مستورة
انتشر خبر طلب حاج (منوفلي) ليد (عواطف) بسرعة البرق، وتناقلته مجالس النميمة والشمارات في الحِلّة وسرعان ما وصل الخبر لأذني (شريف)، فدخل في حالة من الحزن والدبرسة وصام عن الكلام ورفض التفاهم مع أحد .. وفي نهاية الأسبوع الثاني اجتمعت الأسرة لتفتي بصورة نهاية في طلب حاج (منوفلي) حسب اتفاقه مع (عبد الغني) للحضور واستلام الرد .. ارتفع الجدل مرة أخرى خاصة عندما حكى شقيق (عواطف) عن حالة (شريف) الصعبة، وضرورة الالتزام بالوعد الذي قطعته له الوالدة من قبل، ولكن حبوبة (السارة) والدة (عبد الغني) قاطعت حفيدها في غضب:
نان قالولك (عواطف) داندرمة لامن ندّيها لي (شريف) نسكّتو بيها ؟ (منوفلي) وبس .. عشان نشبع لحم ونرتاح كلّنا لـ جنا الجنا !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الأستاذة منى
لكي التحية والأحترام
حقيقة انا من المتابعين لكل ما يخطه قلمك الرائع واصبحت من مدمنين هذه الأطلالةاليوميةالتي ارجو من الله ان يحفظها لنا بحفظك
ولكن لاحظت في الأونه الأخيرة ميلك الواضح لآسلوب الرواية الخفيفة واعتقد مثل غيري من القراء انك تمتلكين مقدارت كبيرة في هذا الجانب واتمنى ان تفكري جادة في كتابة رواية طويلة أو مجموعة قصصية وواثق انها ستنال النجاح والتوفيق
ولك الود
محمد سليمان – الرياض
اختي المنينه بت عشه ام الرير كل الرجال الذين تنزل عليهم الثروة بين ليله وضحاها مزواجين وهؤلاء هم سبب البلاوي وكمان ركشات وذي ما عاوز ذرية عاوز متعه وتعالي هنا عرفنا الزوجات علي حبالو والمطلقات رحلوا معاهو شنو المرفوعات علي الرف يرحلوا معاهو ودي البت عواطف من المرفوعات علي الرف وشافها في حلتهم ولم ترحل معه
اختي مني سليمان حياك الله ودمتي لنا فكتاباتك جميله جدا وتدخل في نفسك البهجه ووالله انا اول حاجه بقراها في المقالات هوعمودك لانك جدرائعة وممتعه في كتاباتك وتزكرينا بالماضي الجميل وبساططه كتابتك تدخل الفرح لدي بارك الله فيك وياربي ماتحرمينا من قلمك الجرئ ودمتي في رعايه الله
حقا وصدقا رأينا الناس قد ذهبوا لمن يملك الذهب ومن لا يملك الذهب فعنه الناس قد ذهبوا وأصبحت البنيات مبيوعات في سوق الله أكبر وحسب الطلب ، كما أن ذاتن البنيات صارن يغنن للشايب دا الكان في الماضي يغنن عليه مستنكرات زواجه من البكر ولو فاتها قطار نيالا الشايب الله بيني وبينو الشايب دا تطير الأبرة وتعور عينو ، إلا أن الشايب العصري راج سوقو فالمعايش جبارة والمال عصب الحياة يعني خطيبها الشاب دا ماهيتو كم ؟ ، كسوة ما بتكسيها يعني بلاش الكلام دا احسبوها بالعقل لمتين يكون نفسو عشان يتزوجني؟ . هكذا يصبح السؤال مطروحا الخاتي منو حاج منوفلي أم البنية أم أهلها … على كل لابد من كفاح الشباب الخاطبين ليلحقوا سوق الزواج قبل حاج منوفلي يجي يخطف منهم خطيباتهم ويصيروا شمار في مرقة …..